اليوم ذكرى تحويل مجرى نهر النيل عند السد العالي
الرئيس جمال عبد الناصر ونيكيتا خروشوف رئيس الاتحاد السوفيتى، يعطيان الإذن بتحويل مجرى نهر النيل عند السد العالي
كتب: إسلام فليفل
في مثل هذا اليوم 14 مايو من كل عام يتم الاحتفال بتحويل مجرى نهر النيل عند السد العالي، والذى تم عام 1964، وأعطى الرئيس جمال عبد الناصر، ونيكيتا خروشوف رئيس الاتحاد السوفيتى، الإذن بذلك، ليغيرا ليس فقط مجرى مياه النيل، ولكن أيضا مجرى التاريخ.
والاحتفال بهذا اليوم، يأتى تأكيدا على قدرة مصر فى اتمام تحويل مجرى النيل لأول مرة إيذاناً بانتهاء المرحلة الأولى من بناء السد العالى، حيث تم إغلاق المجرى نهائيا وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر، مرورا بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 مترا للنفق الواحد، ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل، وليبقى هذا المشروع حصنا قويا لمصر ضد أخطار الجفاف والفيضان، وساعد فى توسعة الرقعة الزراعية وتوفير الكهرباء.
وكانت التجهيزات لتحويل مجري النيل، قد استمرت لمدة 4 سنوات، حيث جاءت عملية تحويل مجرى النيل بنهاية المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964.
وبدأت العملية بالتجهيز لغلق المجرى المائى نهائيا عن طريق وضع كميات كبيرة من الصخور والأتربة من خلال سيارات النقل، وتم ترك فتحة عرضها 50 مترا لتسمح بمرور المياه.
وجاء يوم الرابع عشر من مايو عام 1964 لتقام الاحتفالية الكبرى حيث تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى، وقد شارك الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف، مع الرئيس جمال عبد الناصر، في هذا الحفل الذى يعد يوما مشهودا فى تاريخ مصر.
طالع المزيد:
– فى مثل هذا اليوم 30 يناير تولى هتلر الحكم فى ألمانيا.. مختصر سيرة الفهرور
– فى مثل هذا اليوم قبل 67 عاما صدر قرار الحل (الثانى) لجماعة الإخوان الإرهابية
وفى عامنا الحالى 2023 تحل الذكرى التاسعة والخمسين للاحتفال بهذه المناسبة، تحويل مجرى نهر النيل عند السد العالي، وتشغيل أكبر محطة كهربائية.
وقدرت التكلفة الإجمالية لإنشاء السد وتشغيله، بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتى.
وعمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكتمل بناؤه في عام 1968، كما تم تثبيت آخر 12 مولدا كهربائيا في 1970 وافتتح السد رسميا في عام 1971.
وتعود الفكرة الأولى لتشييد السد العالي للمهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس التي تقدم بها إلى مجلس قيادة ثورة 1952.
وبعد إجراء دراسات مصرية مستفيضة حول جدوى السد وأهميته تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا أوائل 1954 بتصميم المشروع الذي راجعته وأقرته لجنة دولية فنية رفيعة المستوى تولت التدقيق في المواصفات الهندسية وشروط التنفيذ.
وكان بناء السد العالي هدفا رئيسيا للحكومة المصرية في أعقاب الثورة المصرية عام 1952، وكان السد له تأثير كبير على الاقتصاد وثقافة مصر خلال تلك المرحلة.
ويعد إشاء السد العالى وتغيير مجرى نهر النيل من إنجازات ثورة 1952 فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وليس هذا فحسب بل تأكيدا على قوة وصلابة مصر قيادة وشعبا فى مواجهة الضغط السياسى الدولى حينما امتنعت الولايات المتحدة عن تمويل مشروع السد العالي في أسوان في 19 يوليو 1956، وبعد يومين وصل رفض مماثل من بريطانيا ومن بنك التنمية والإعمار الدولي، وكان رفض واشنطن تمويل السد يهدف الى الضغط السياسي على الحكومة المصرية.
كانت الولايات المتحدة مستاءة من امتناع مصر عن الانضمام الى حلف بغداد، ومن سياسة عدم الانحياز التي انتهجها الرئيس الراحل عبد الناصر، ولذلك استمرت المحادثات حول تمويل بناء السد العالي سبعة شهور، وطالب الممولون مصر مقابل ذلك، أن تكف عن توقيع اتفاقيات جديدة مع الدول الاشتراكية بشأن ارساليات السلاح.
وفي نهاية الأمر أبلغت دول الغرب السفير المصري في الولايات المتحدة بلهجة شديدة بامتناعهم عن تمويل بناء السد، وكان موافقة الاتحاد السوفيتى على تمويل بناء السد العالى نقطة تحول كبيرة فى العلاقات المصرية السوفيتية، ولذلك دعا عبد الناصر الرئيس السوفيتى للاحتفال بتحويل مجرى النيل، عرفانا بالجميل وتأكيدا للصداقة المصرية – السوفيتية.