فى مثل هذا اليوم 15 مايو 2012.. وفاة زكريا محيى الدين رئيس الجمهورية ليوم واحد
كتب: إسلام فليفل
فى مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر مايو عام 2012 رحل عن عالمنا، زكريا محى الدين، بعد حياة حافلة بالعمل العسكرى والسياسى.
وكانت وفاة الرجل عن عمر يناهز الـ (94) عاما، فهو من مواليد يوم 5 يوليو من عام 1918، ومسقط رأسه كفر شكر محافظة القليوبية.
وزكريا محيى الدين، لمن لا يعرفه من الأجيال الجديدة، هو أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية فى مصر منذ قيام ثورة يوليو، وكان رئيس وزراء ونائب رئيس جمهورية مصر العربية سابقا.
ميلاده ونشأته
تلقي تعليمه الأولى فى إحدى كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمة الثانوى فى مدرسة فؤاد الأول الثانوية، التحق بالمدرسة الحربية فى 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثانى فى يوم 6 فبراير 1938، وتم تعيينه فى كتيبة بنادق المشاة فى الإسكندرية، ثم انتقل إلى منقباد فى عام 1939 ليلتقى هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلى السودان فى عام 1940 ليلتقى مرة أخرى مع جمال عبد الناصر ويتعرف بعبد الحكيم عامر.
فى فلسطين
تخرج محيى الدين من كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، فأبلى بلاء حسنا فى المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل، وقد تطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة فى الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، بعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة ليعمل مدرسا فى الكلية الحربية ومدرسة المشاة.
انضمامه للأحرار
نظرا للعلاقة المعرفية التى تمت بينه وبين جمال عبد الناصر فقد إنضم زكريا محيى الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بحوالى ثلاثة أشهر، وكان ضمن خلية جمال عبد الناصر، وكان زكريا له دور مهم حيث شارك فى وضع خطة التحرك للقوات وكان المسئول على عملية تحرك الوحدات العسكرية وقاد عملية محاصرة القصور الملكية فى الإسكندرية وذلك أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية.
مدير المخابرات الحربية
تولى محيى الدين منصب مدير المخابرات الحربية بين عامى 1952و 1953، ثم عين وزيرا للداخلية عام 1953، كما أُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 1954.
طالع المزيد:
– رئيس التشيك يتهم جهاز المخابرات فى بلاده بالتجسس عليه وعلى عائلته
– المخابراتي الأمريكي «سنودن» يحصل على الجنسية الروسية
كما تم تعينه بعد ذلك وزيرا لداخلية الوحدة مع سوريا فى عام 1958، ليتم بعدها تعينه رئيس اللجنة العليا للسد العالى فى 26 مارس 1960، كما قام الرئيس جمال عبد الناصر بتعيين زكريا محيى الدين نائبا لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيرا للداخلية للمرة الثانية عام 1961.
ومع توالى السنوات وفى عام 1965 أصدر جمال عبد الناصر قرارا بتعينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية، وكان توليه رئاسة الوزراء من الفترة 1 أكتوبر 1965 حتى 10 سبتمبر 1966.
العمل السياسى
وخلال مشواره فى العمل السياسى فقد شهد زكريا محيى الدين، مؤتمر باندونج وجميع مؤتمرات القمة العربية والإفريقية ودول عدم الانحياز، ورأس وفد الجمهورية العربية المتحدة فى مؤتمر رؤساء الحكومات العربية فى يناير ومايو 1965، وفى أبريل 1965، رأس وفد الجمهورية العربية المتحدة فى الاحتفال بذكرى مرور عشر سنوات على المؤتمر الأسيوى ـ الأفريقى الأول.
عرف عن زكريا محى الدين لدى الرأى العام المصرى بالقبضة القوية والصارمة نظرا للمهام التى أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، وكان يتم الترويج له على انه يميل للسياسة الليبرالية، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية.
قصته مع “التنحى”
ومن أبرز المواقف التى اشتهرت عن زكريا محى الدين، ما حدث عندما تنحى الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم عقب نكسة 1967 ، وفى خطاب التنحى الذى ألقاه عبد الناصر ليلة 9 يونيو، دع إلى تولى زكريا محيى الدين، الحكم خلفا له، ولم يفهم أحد سبب الاختيار، لكن الجماهير خرجت فى مظاهرات تطالب ببقاء عبد الناصر فى الحكم، وكاد المتظاهرون يفتكون بأحد الضباط يركب سيارته لمجرد الشبه بينه وبين زكريا، لكن الأخير رفض بشدة، ولم تمضى ساعات، وتحت ضغط جماهيرى رهيب، حتى عاد الرئيس عبد الناصر فى قراره بالتنحى، لكن زكريا محيى الدين اشتهر بأنه كان رئيسا للجمهورية ليوم واحد فى تاريخ مصر.
وفى العام التالى (عام 1968) أعلن زكريا محى الدين اعتزاله الحياة السياسية، وعاش شاهدا على الأحداث إلى أن توفى، فى مثل هذا اليوم الموافق 15 مايو 2012.