“كذبة كبيرة”.. فيلم صادم يكشف الواقع المرير لوسائل التواصل : فيديو
كتب: على طه
حكايات حقيقية عن “إدمان الموبايل”، وكيف استبدل الناس الحقيقة بصورها الجامدة، وهبطوا من الواقع إلى عالم متخيل، بحثا عن “لايكات” الإعجاب هى الرسالة الرئيسية التى يحملها فيلم “كذبة كبيرة”، ويعكس فى أسلوب ممزوج ما بين التراجيدى والكوميدى، واقع نعيشه تجسده القصة السينمائية للفيلم.
وحرص صناّع فيلم “كذبة كبيرة” الذى يعرض فى دور العرض السينمائى بلبنان، على أن يعكس شريطهم السينمائى فى مشاهده موضوعات وظواهر “التنمّر، والشهرة المزيفة، وانغماس البشر في العوالم الافتراضية انفصالا عن عن الحقيقة، من خلال حكايات تعيشها الأسرة والمجتمع، منها على سبيل المثال حكاية الأم الهستيرية الغارقة في هذا العالم الافتراضى، والتى تجسدها فى الفيلم، الممثلة “ساندي فرح”، والتى يوصلها إدمانها إلى المستشفى فى محاولة منها للتخلص من جهازها المحمول الملتصق بيدها.
طالع المزيد:
– فيلم محمد رمضان الجديد «ع الزيرو» يكشف خبايا تجارة الأعضاء
– موعد طرح فيلم «البعبع» بطولة أمير كرارة
وهناك أيضا تلك الصحفية الشجاعة التى تجسدها “هبة نور” وهى فى الفيلم أم لطفلة مشلولة، لكنها لا تستسلم، وتقاوم ما يعجز الرجال عنه، حين تكشف من خلال عملها الصحفى عن تلك العصابات التى تدير أسواقاً وهمية بهذا العالم.
وينتقد الفيلم بمرارة كثيرون ممن ينتمون إلى هذا العالم الكاذب، أو أولئك الذين أطلوا علينا بوظائف مستحدثة من عينة: “فاشينيستا” و “انفلوينسر”، وغيرهم، ومن الأفراد إلى التطبيقات الشهيرة مثل “انستجرام”، مع التركيز على الدور الخطير الذي يسهم فيه كل من يتابع نجوم عالم “السوشيال” الذين يعتبرهم الفيلم مسؤولين عن تضخيم هذا الوهم والهوس عند البشر.
ويتميز الفيلم بإيقاعه السريع، واقترابه من الواقع حتى يكاد يلامس الحقيقة، وهو ما يكسر ملل المشاهد، ويدفعه إلى حبس الأنفاس، والمتابعة حتى النهاية، لفيلم نحتاجه بالفعل لنستفيق قليلا مما أغرقنا أرواحنا فيه من زيف، وبهتان.
كذبة كبيرة من بطولة الممثلين فؤاد يمين، ساندي فرح، وهبة نور، ومشاركة مجدي مشموشي، ولورا خباز، وأسعد رشدان، وشربل زيادة، وألكو داود ونجم “آراب أيدول” يعقوب شاهين، فى أول تجربة تمثيل له.
وقام بإخراج الفيلم نديم مهنا، الذى نجح إلى حد كبير، فى صناعة فيلم يكشف أسرارا خطيرة حول عالم “السوشيال”، وكيف تمارس القرصنة على حسابات بعض الرواد، والمستخدمين، وكيف تتم عملية اختراق حساب شخص معين والدخول إلى حياته الشخصية بتفاصيلها من دون علمه، ومن ثم تهديده، وابتزازه من خلال ذلك.. وفى النهاية هو فيلم يستحق المشاهدة.