د. عصام المغربي يحلل ظاهرة العنف بين الصبيان والبنات فى المدارس المشتركة ويضع الحلول
كتبت: أسماء خليل
لابد أنك لاحظت كمسؤول أو ولي أمر أو مُنشغل بالعملية التربوية، تلك العلاقة المعقدة بين الصبيان والبنات، وخاصة في أواخر المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة الإعدادية (وفى المدارس المشتركة،) حيث تجد العلاقة بين الجنسين متوترة بشكل كبير، فمع أي مواجهة بسيطة بينهما تحدث مشادات كلامية وربما مشاجرات، يتبادل فيها الطرفان كلمات عداء وكره للطرف الآخر،،
وفى الحديث التالى الذى أدلى به لـ “موقع بيان” يتناول خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية، الدكتور عصام المغربي، هذه الظاهرة، يوضح أسبابها ومظاهرها، ونتائجها، ويضع حلول لعلاجها.
أسباب العنف
ويرى خبير علم النفسى السلوكى أن أول أسباب التفرقة بين البنين والبنات داخل الأسرة ، والاضطرابات النفسية لدي الأبناء، مثل الاكتئاب والقلق والتوتر ومشاهدة الطلاب لسلوكيات عنيفة في المنزل، أو الشارع أو حتى في ألعاب الفيديو، أو الأفلام؛ مما يشجعهم على محاكاة العنف أو استسهاله،،
ويذكر أستاذ علم النفس أن من أهم الأسباب المؤدية للعنف؛ تعنيف الطالب من قبل والديه أو المجتمع المحيط به، وتعرضه للإقصاء والرفض، مما يدفعه إلى فعل أي شيء من أجل إيقاف ما يحدث له، وبهذا قد تصدر سلوكيات عنيفة وتتضمن الأضرار الصحية التي يسببها العنف المدرسي بعض الأضرار الجسيمة والمؤثرة، وما قد ينتج عنها من كسور وكدمات ناتجة عن الضرب واستخدام الأسلحة..
أضرار غير مرئية
يوضح د.عصام، بأن هناك أضرارا غير مرئية تحدث على مستوى صحة الطالب النفسية؛ مثل الاكتئاب والقلق والخوف والعديد من الاضطرابات النفسية، وقد يدفع الطالب إلي سلوكيات مضرة بصحته، مثل تعاطي المخدرات ولقد انتشرت ظاهرة الجريمة والممارسات العنيفة في المدارس، بشكل كبير بين طلاب المدارس التي تتراوح أعمارهم بين 10-15عاما من عنف زملائهم في المدرسه..
ويستكمل خبير التنمية البشرية، بأنه بالنسبة للكثير لم تعد المدرسة مكانا للدراسة والنمو بسلام، بل مرتعا مليئا بالمواجهات والمخاطر، ولهذا اصبحنا نرى الكثير من الأطفال يتخلون عن مدارسهم لمختلف اشكال العنف مما يؤثر على فرص تعليمهم و عملهم بشكل خطير.
لماذا زادت ؟
يؤكد د.عصام على أن هناك العديد من الأسباب التي تفسر الارتفاع الحالي في عنف المدارس، ومن أبرزها مستوى الفقر والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الملحوظة بين الطلاب، ومن الظواهر السببية الحديثة انتشار الجريمة والمخدرات، وحدوث تغيرات اجتماعية سلبية مثل التفكك الأسري، زيادة معدلات الطلاق التي حفزت العنف المجتمعي خارج أسوار المدارس.
تاثير البيئة المنزلية
ويردف د.عصام بأنه بلا شك أن البيئة المنزلية تؤثر بشكل كبير على الطلاب وسلوكياتهم في المدارس ويؤدي العنف المدرسي إلي العديد من المشاكل، منها التحرش الجنسي والعنف الجسدي والعنف النفسي المرتبط بثقافة العصابات خارج أسوار المدارس ولقد بلغت ظواهر التنمر والبلطجة والتسلط نسبا وبائية في مختلف المدارس شملت الجسدي على نحو خاص.
اقرأ أيضا:
– د. عصام المغربي لـ «بيان»: كيف يساند المجتمع مريض الاكتئاب ؟
ومما زاد الأمر خطورة هو ظاهرة التنمر الالكتروني او البلطجة عبر الإنترنت، التي تنطوي على تحرشات وابتزاز ومضايقة الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن بعض طلاب المدارس لجؤوا إلى البلجطة الإلكترونية على نحو متزايد، باستخدام الحواسيب والهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخري.
عواقب سلبية
ويرى أستاذ علم النفس بأن هناك مجموعة من العواقب السلبية تظهر في المدارس؛ تشمل الإصابات النفسية والجسدية التي تؤدي إلى القلق وانخفاض التحصيل الدراسي.
كما أن أداء الطلاب الأكاديمي يتراجع بشكل خطير، مما يؤثر على جودة حياتهم على المدى الطويل، وأنه غالبا يواجه الطلاب الذين تعرضوا للعنف عواقب نفسية واجتماعية خطيرة، أدت إلى انخفاض ملحوظ في ثقتهم بأنفسهم وتقدير ذواتهم.
ومن الضروري أن يعمل الآباء والمعلمون والمجتمع المدني على نشر آليات مناسبة لحظر العنف في المدارس والتعامل معه كما ينبغي، ويمكن معالجة هذه المعضلة بفعالية تتطلب عملية الحد من العنف المدرسي تتضافر جميع الجهود الأسرية والمدرسية، وذلك حتى تتم حماية الطلاب التي يتسبب فيها العنف المدرسي،،
دور الأسرة
ويستطرد د. عصام المغربي، قائلا إنه يجب على الأسرة تقديم الدعم والرعاية، ومراقبة الأبناء منذ طفولتهم والانتباه إلى نمط سلوكياتهم ومحاولة تعديلها بشكل يقلل من احتمالية انحرافهم إلى السلوكيات العنيفة.
ويضيف، كما يجب على الأهل مناقشة أبنائهم الطلبة حول سلوكياتهم بطريقة إيجابية لمساعدتهم على التمييز بين السلوك الخاطئ والسلوك الجيد.
أيضا يجب على المدرسة وضع مجموعة من القواعد الصارمة للحد من العنف المدرسي، وخلق جو من الراحة والتعارف بين الطلبة والمعلمين.
ونظرا لأن المعلمين يلتقون بالطلاب لساعات طويلة فعليهم تطوير علاقتهم معهم والتحدث إليهم حول سلوكياتهم ومشاعرهم، بالإضافة إلى تقديم برامج توعية لمكافحة العنف المدرسي وتقديم الدعم والرعاية للطلبة وتشجيعهم على التحدث عما يدور في أذهانهم.
