د. ناجح إبراهيم يكتب: خواطر علي دفتر نكبة فلسطين
بيان
كتب د. ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان: “خواطر علي دفتر نكبة فلسطين”، وتم نشره في جريدة المصري اليوم السبت وهذا هو نص المقال:
• 75 عاماً مرت على نكبه فلسطين انتقل فيها العرب من نكبه لأخرى ومن محنة لأخرى مع استثناءات وإضاءات قليلة في حياتهم مثل نصر 6 أكتوبر 1973 .
• اسألوا أي مواطن إسرائيلي: أين ولد جدك؟ سيقول: في فرنسا أو بريطانيا أو بولندا أو روسيا أو… وأسالوا عن أجداد أي فلسطيني, إنهم يتوارثون مفاتيح بيوتهم في القدس والخليل ورام الله وغيرها.
• نكبه فلسطين عامي 48 و 67 هي أخطر وأسوأ نكبات العرب وكل ماتلاها يعد نكبات صغيرة تابعة لها, باستثناء ومضات نادرة في تاريخ العرب مثل نصر أكتوبر 1973 ، ولم يكن مجرد نصر فقط ولكن كان وحدة وتآلف وترابط وصله بالله غير مسبوق.
• منذ بداية النكبة وحتى الآن هناك قرابة خمسة ملايين فلسطيني يحملون لقب لاجئ يعيشون في الشتات, أولادهم وأحفادهم لم يشموا يوماً عبير القدس, ولم يسيروا يوماً في طرقاتها العتيقة المباركة.
• خريطة فلسطين الأصلية يراد لكل أجيال العرب ألا تعرف عنها شيئا.
• 75 عاماً مرت على النكبة والعرب يزدادون تمزقاً, وبلادهم تنتقل من سيء لأسوأ , وتتحول بلادهم إلى مرتع للميليشيات, أو تمزق شر ممزق, أو تضيع هويتهم ووحدة بلادهم, ويقسّم المقسم أصلا, ويصبح الوطن الواحد عدة بلاد.
• 75 عاماً مرت على نكبة فلسطين والشعب الفلسطيني تنزف جراحه ولا تتوقف آلامه وأحزانه, ويطرد من فلسطين, ويعيش في المخيمات وتجتاح المخيمات بالدبابات وتقصف بالطائرات, ويحتل المستوطنون أرضه وقراه, شبراً وراء شبر, ويضيق عليه في كل مكان, ولكنه مازال يلقن العالم كله دروسا في الإباء والصمود والعطاء في القدس وغزة والخليل ونابلس وعند الأقصى.
• 75 عاماً على نكبة فلسطين وإسرائيل تحاول طمس الهوية الفلسطينية بكل مكنوناتها فتفشل في كل مره رغم أن العالم كله يقف مع إسرائيل ولا يدعم فلسطين حتى بالكلمة.
• 75 عاماً والأقصى يئن والقدس تبكي, القدس هي بقعة من بقاع الجنة كما قال عمر بن الخطاب ,القدس هي درب من مروا إلى السماء, هي درب الأنبياء, فهي الوحيدة التي اجتمع فيها الأنبياء جميعا, القدس تشتاق إليهم جميعا , وتشتاق إلى فتى سيدنا موسى العظيم “يوشع بن نون”, وإلى الفاروق عمر بن الخطاب, صلاح الدين الأيوبي, تشتاق لمحرريها من البغي والظلم والعدوان , القدس حقا هي أقصر الدروب بين الأرض والسماء.
• نسى العرب القدس وقضيتها, أجيال شبابهم كادت أن تنساها, لا احد يتحدث عنها , الشعب العربي الآن يحفظ المسلسلات ومباريات الكرة واللاعبين, ولا يعرف شيئا عن القدس وآلامها وأحزانها, طمس الإعلام العربي قضية القدس.
• القدس التي قال عنها البرغوثي: “ليس بعد القدوس إلا القدس” تراجعت مكانتها في عقول الشباب العربي, الإعلام العربي , الخطاب العربي, السياسة العربية, مع تراجع العرب في كل شيء وصدق نزار قباني أعظم شعراء العرب وهو يخاطب سيف الله المسلول خالد بن الوليد :
يا ابن الوليد ألا سيف نؤجره
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا
• القدس لن ينال بركه تحريرها إلا خواص الخواص من الشعوب والجيوش والأمم, ستكون على نهج خاص من الطهارة والنقاء والجدية والعلم والبذل والعطاء والنظر إلى السماء, لن تحررها أجيالنا المهترئة التي أضاعتها من قبل , وصدق نزار وهو يخاطب صلاح الدين الأيوبي: “يا صلاح الدين باعوا النسخة الأولى من القرآن, باعوا الحزن في عيني علي” يقصد الإمام علي بن أبي طالب.
• الأمم التي لا تنتج غذاءها وسلاحها ودوائها وصناعتها لن تبرح مكانها ولن تحرر القدس.
• 75 عاما مرت على نكبة فلسطين, والفصائل الفلسطينية لا تستطيع التوحد , والتصالح , والاتفاق حتى قيل إن مصالحة أحدهم مع إسرائيل أسهل من مصالحته لشقيقه الفلسطيني.
• 75 عاما مرت على نكبة فلسطين وإسرائيل تتمدد في كل مكان, وتتحالف مع الجميع , تتمدد في أفريقيا وآسيا والهند, حتى الدول التي كانت تقاطعها أصبحت حليفة لها , العرب ينكمشون وينكمشون, وتتمزق بلادهم, وتعلوها الفتنة تلو الأخرى.
• 75 عاما على النكبة والعرب يقاتل بعضهم بعضا ويدمر بعضهم ديار بعض, يتآمرون على بعضهم البعض أكثر من تخطيطهم لإسرائيل, يبتعد بعضهم عن بعض , ويقتربون من إسرائيل, يشتم بعضهم بعضا ويمدحون إسرائيل.
• 75 عاما على النكبة وأمة العرب تسمى الآن أمة اللاجئين, ملايين اللاجئين ليس من فلسطين وحدها ولكن من العراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان كلهم يعيش عشرات المآسي كل يوم, مذابح العرب للعرب أنستنا مذابح إسرائيل للعرب والفلسطينيين, دير ياسين , قانا, صبرا وشاتيلا, وتدمير غزة المستمر والمتواصل, مذابح خان يونس.
• منذ نكبه فلسطين ومروراً بنكسة 5 يونيو 1967 لم يراوح خطاب العرب اللغة الحنجورية الفاشلة من التهديد والوعيد لإسرائيل , أو التبشير الفارغ باسترداد الأرض المحتلة دون واقع جدي على الأرض أو التحالف المخزي مع إسرائيل.
• من أجل قضية فلسطين استشهد مئات الآلاف وبذلت ملايين الأموال وضحى الملايين ولكن دون جدوى, ولكل شهيد أو جريح أو مشرد فلسطيني أو عربي في قضية فلسطين قصه تصلح كفيلم رائع ومؤثر .
• الاحتلال الوحيد في العالم الباقي حتى اليوم هو احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية المحتلة, والعالم الذي ثار في وجه روسيا حينما غزت أوكرانيا , هو نفس العالم الذي يضحك ويفرح لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.