فى مثل هذا اليوم.. الخديوى إسماعيل ينجح فى الحصول على فرمان مصر من الدولة العثمانية
كتب: إسلام فليفل
فى مثل هذا اليوم الموافق 28 مايو من عام 1863، استطاع الخديوى إسماعيل، الذى كان يتولى حكم مصر ، بعد وفاة والده محمد على باشا، أن ينجح فى الحصول على فرمان من الدولة العثمانية عرف باسم «فرمان مصر» وهذا الفرمان يقضى بانتقال ولاية مصر من الأب إلى الابن الأكبر.
وقد بقى هذا الفرمان ساريا فى مصر كدستور حتى نهاية عام 1914 حين أعلنت الحماية البريطانية على مصر، وببساطة شديدة، كان هذا الفرمان الذى عرف باسم فرمان مصر ينص على انتقال ولاية مصر من الأب إلى الابن الأكبر، وبالتالى مهد الطريق لمحمد توفيق باشا ابن الخديوى إسماعيل لتولى الحكم فى مصر، وأن الذى كان أصدر الفرمان هو: عبد العزيز الأول ابن السلطان محمود الثانى، سلطان العثمانيين حينذاك، وكان هذا الفرمان قانونا وأمرا من السلطان العثمانى نفسه، وممهور بتوقيعه وهو نافذ دون رجعة عنه.
كما كان الفرمان ينص على تغيير نظام الوراثة ليكون فى أكبر أولاد إسماعيل باشا بدلا من أكبر الذكور فى أسرة محمد على، ونص أيضاً على زيادة عدد الجيش المصرى من 18 ألفا إلى 30 ألف جندى، وإقرار حق مصر فى ضرب النقود، ومنح الرتب المدنية لغاية الرتبة الثانية.
يعد الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا من مواليد 31 ديسمبر 1830، وكان مولده فى قصر المسافر خانه بالجمالية، وهو الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا وتوفى يوم 2 مارس 1895، وكان خامس حكام مصر من الأسرة العلوية وذلك من 18 يناير 1863 إلى أن خلعه عن العرش السلطان العثماني تحت ضغط كل من إنجلترا وفرنسا في 26 يونيو 1879.
وبناء على تلغراف تسلمه اسماعيل من السلطان العثمانى وكان ينص بعزل اسماعيل وتعين ابنه الأكبر توفيق بدلا منه، وبناء عليه سافر إسماعيل بعد ثلاثة أيام إلى نابولى بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة فى قصر إميرجان فى إسطنبول حتى توفي فى 2 مارس 1895.
وكان نجاح مسعى الخديوى اسماعيل فى فرمان مصر بفضل الأموال الطائلة التى دفعها، وبلغت ثلاثة ملايين من الجنيهات، وزيادة الجزية السنوية من 400 ألف جنيه عثمانى إلى 750 ألفا، أى إلى ما يقرب من الضعف، وهى زيادة فادحة تحملتها مصر باستمرار، ويعد فرمان مصر أنه كان مرحلة مهمة فى تاريخ مصر الحديث، كما أنه الأمر الذى أصبحت معه مصر دولة شبه مستقلة.