فلسطين فى القاهرة.. ما وراء زيارة أشتية والوفد المرافق له لمصر
تقرير يكتبه: عاطف عبد الغنى
زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية والوفد رفيع المستوى المرافق له، زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، جاءت بناء على دعوة من رئيس الوزراء، د. مصطفى مدبولى لنظيره الفلسطينى.
وهى زيارة تأتى فى السياق الطبيعى للعلاقات التى تربط مصر بفلسطين، والأشقاء الفلسطينيين، كما تأتى دعما لهم فى فى كل شواغلهم، قضيتهم العادلة، وحقوقهم التاريخية المشروعة، فى أراضيهم المحتلة، وإقامة دولتهم الكاملة عليها، وعاصمتها القدس، وكذا دعمهم فى مجابهة ظروفهم الحياتية الضاغطة.
علاقات تاريخية وأخوية
كما تجسد الزيارة العلاقات الاستراتيجية والأخوية، بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى، وشقيقه الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، وتكرس التنسيق المستمر والدائم بينهما فى كافة القضايا، إيمانا بوحدة التاريخ والمصير المشترك.
الزيارة لاشك عنوان على حرص السلطة الفلسطينية، على مد جسور التعاون، السياسى والاقتصادى، والثقافى، وباقى المجالات بشكل تنفيذى، مع مصر، والنهوض بتلك الجسور إلى أعلى مستويات التنسيق.
الرئيس محمود عباس يؤكد على الدوام بوجوب استمرار العلاقات المتميزة مع الشقيقة مصر ودوام التنسيق الثنائى معها، لتحقيق الإفادة القصوى وتبادل الخبرات فى شتى المجالات.
9 حقائب وزارية
9 حقائب وزارية فلسطينية تشارك زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى لمصر.. كما يضم الوفد المصاحب له، عددا من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين سيبحثون مع نظرائهم المصريين فرص التعاون المشترك، بما يعزز التبادل التجاري بين الجانبين في جميع المجالات”.
حسب بيان صادر اليوم عن الحكومة الفلسطينية: “من المقرر أن يتم خلال الزيارة، وهى بالمناسبة الثانية لحكومة أشتية للقاهرة، توقيع عدد من الاتفاقيات، حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين”.
طالع المزيد:
– مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء الفلسطيني بمطار القاهرة
– وصول أول طفل فلسطينى إلى مستشفى العريش لتلقي العلاج
نهذه الزيارة تحديدا، من وجهة نظرنا، سوف تركز على الشق الاقتصادى، وزيادة التعاون والدعم فى هذا الملف، وما يمكن أن تقدمه مصر للأشقاء الفلسطنيين، وعلينا فقط أن نتذكر أن الدعم المصرى دائم لا ينقطع، وعلى أرض الواقع، لا يقتصر على الضفة الغربية دون قطاع غزة، ولعلنا نحن نشهد بين الحين والأخر قوافل المساعدات المصرية التى تتحرك نحو معبر رفح ، وصولا إلى القطاع، وهناك أيضا مشروع إعمار غزة الذى من خلال مبادرة أعلنها الرئيس السيسى قبل عام ونصف العام، تقريبا بمبلغ 500 مليون دولار قدمتها مصر منحة للأشقاء.
دعم غزة وإعمارها
وكانت القاهرة قد احتضنت – أيضا – مؤتمر إعمار غزة وجمعت فيه ممثلى 30 دولة و 18 منظمة إقليمية ودولية، استضافتهم القاهرة لحثهم على تقديم المنح والدعم لإعادة إعمار القطاع ، ومعالجة آثار الحرب الإسرائيلية عليه، وذلك قبل عام ونيف.
الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الفلسطينى، تشهد اجتماع اللجنة العليا المصرية الفلسطينية، وهو الاجتماع الثانى للجنة، حيث عقدت أول اجتماع لها بالقاهرة فى شهر أكتوبر من عام ٢٠١٩، وخلال هذه الزيارة لن يتم مناقشة ملف استخراج الغاز من بحر غزة، حسب تصريحات لمسئولين فلسطنيين، ولكنسيتم ذلك في لقاءات دورية أخرى في إطار آخر تخصصي تشارك فيه دولة فلسطين بجانب عدة دول من حوض البحر المتوسط، تحت رئاسة جمهورية مصر العربية.
التوقيت والتصعيد
الأهمية الأخرى لهذه الزيارة تأتى من توقيتها، حيث يعانى الأشقاء من تصعيد إجرامى من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، والضغط الكبير الذى تمارسه على السلطة الفلسطنية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبو مازن، لتقييد حركته على الأرض، ومنعه من اللجؤ للمحافل الدولية، أو الشكوى من الممارسات الإسرائيلية، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية على الفلسطنيين، جراء الإضرابات المتكررة، والبطالة، وازدياد نسب الفقر فى الأحياء العربية، والمواطنين العرب فى الضفة وغزة،
وأحدثها اقتراح بقانون قدمه الليكود للكنيست البرلمان الإسرائيلى لتعطيل وتعويق تقديم المنح الدولية التي تعطى للجمعيات الناشطة داخل إسرائيل، وتقدم الخدمات لفلسطينيي القدس والضفة وفلسطينيي 48 في مختلف القضايا، وتحت ضغوط دولية ومحلية اضطرت حكومة نتنياهو لتأجيله مؤقتا.
حكومة الوجهين
ونحن العرب ندرك جيدا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعمل بوجهين، الأول تحاول إظهار إنها معنية بالسلام والهدوء، والثاني هو الأبشع عبر تصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني، من خلال إطلاق يد المستوطنين لارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين وهدم منازل المقدسيين والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى”.
والوزير اليمينى المتطرف دينيا “إيتمار بن غفير مدعوم من نتنياهو شخصيا، وكل جرائم المستوطنين ترتكب يوميا بدعم من الحكومة الإسرائيلية وتحت حماية الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن الحكومة توفر حصانة قضائية للمستوطنين، إذ أنها لا تلاحقهم على جرائمهم وأي ملاحقة تكون صورية
يلتقى شيخ الأزهر وقداسة البابا
يلتقى أيضا أشتية رئيس الوزراء الفلسطيني سيلتقى مع شيخ الأزهر أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس، وهذا يعنى أن البعد الدينى حاضر أيضا فى الزيارة، وهو الأمر الذى يعنى مسألة المقدسات الإسلامية والمسيحية فى فلسطين، الأقصى وبيت لحم وغيرها من باقى الأماكن المقدسة التى لا تحترم قدسيتها إسرائيل على المستوى الرسمى، أو على مستوى المتطرفين.
ماذا تهدف حكومة نتنياهو؟
حكومة الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى محاولة حسم الصراع مع الفلسطينيين معتقدة أنها قادرة على ذلك الآن، وحكومة نتنياهو الحالية – تمثل التشكيلة الأكثر تطرفا وإجراما بحق الفلسطينيين – تريد إنهاء الصراع باستهداف المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس.