البابا تواضروس يبارك نهر النيل في ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر
تحتفل الكنيسة المصرية بذكرى دخول العائلة المقدسة مصر، بمشاركة عدد من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة، وخورس شمامسة.
اقرأ أيضا.. متحدث الكنيسة القبطية يكشف تفاصيل زيارة البابا تواضروس للفاتيكان
وبارك قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، مياه النيل الواقعة عليه كنيسة العذراء بالمعادي عقب انتهاء القداس الاحتفالي.
يأتي ذلك ضمن طقوس الكنيسة المصرية خلال عيد دخول المسيح مصر، ولعل السبب يكمن في خصوصية هذه الكنيسة التي استضافت العائلة المقدسة 3 أيام ومرت العائلة المقدسة في نهرها إلى الضفه الغربية واتجهت بعد ذلك نحو الصعي لتستكمل مسارها في رحلتها التي استغرقت 3 سنوات و11 شهر وتنقلت عبرها 25 محطة بمحافظات مصر لتباركها، وأيضًا هناك سبب اخر وهو ظهور الكتاب المقدس مفتوحًا على ضفة النيل بالكنيسة في المعادي على سفر إشعيا “مبارك شعبي مصر”.
وأشار البابا تواضروس في عظة القداس إلى أن هذا العيد هو عيد مصري وكنسي ننفرد به في أرض مصر بجوار النيل، وأيضًا هو أحد الأعياد السيدية وثابت التاريخ حيث نحتفل به في ٢٤ بشنس و١ يونيو من كل عام، وفيه أعطى السيد المسيح امتيازًا خاصًا لمصر أن يأتي إليها ويسكن بها مع أمنا العذراء مريم والقديس يوسف النجار (حارس سر التجسد)، مما جعل هذا العيد له مغزاه وتاريخه وأثره في حياتنا المصرية، وطرح تساؤلًا:
لماذا أتى السيد المسيح إلى مصر؟ ووضع السبب الأول وهو انهاء الوثنية المنتشرة في مصر آنذاك ويستأصلها من العالم كله، والتي كانت تدل على أن الإنسان يبحث عن إله قوي، فتعددت الأوثان والعبادات، ثم بدأ العالم يرتقي ويتجه إلى الإله الحي، ويُسجل التاريخ أنه عند دخول السيد المسيح مصر كانت الأوثان تسقط على وجوهها وتتهدم، كما نرى آثارها في تل بسطا وغيرها، فكانت نهاية الوثنية وكان هذا تطور هام في حياة الإنسان
أما السبب الثاني هو مباركة أرض مصر ومياهها ولذلك يذكر الأقباط في الأواشي “اذكر يا رب مياه النهر . باركها”، ونحن نشعر بالبركة في حياتنا، ومن تاريخ مصر العظيم نرى أنها امتلأت ببركات عظيمة جدًّا، وبرغم المحن والضيقات التي عبرت بها على مدار التاريخ نجد أن هذه المحن تنتهي وتُبعث مصر من جديد وتظهر فيها البركة في مياهها وهوائها وطبيعتها وفي الشكل الجغرافي، فمصر تمتاز بأن لها شكل جغرافي هندسي مربع، الذي به خطيْن على المياه هما البحر الأبيض ونسميه “بحر الأنهار” والبحر الأحمر ونسميه “بحر بلا أنهار”، وخطين آخرين على الصحراء. وأيضًا بالنظر إلى الخريطة نرى أن نهر النيل يمر في وسطها، ويرمز فرعيه – دمياط ورشيد – إلى الإنسان وهو رافعًا يديه للصلاة، وكأننا نأخذ روح العبادة من النهر مثلما تبدأ حياتنا بالمياه من خلال سر المعمودية المقدس
وكانت تتم معمودية الأشخاص في مياه نهر النيل قبل وجود جرن المعمودية، وبرغم حالات الهجرة من مصر إلا أن مصر تحتل القلب في جسم الكنيسة القبطية المنتشرة في العالم ولا يستطيع إنسان أن يستغني عن قلبه، وسنجد أشكال للبركة في حياة المصريين في الصحة والستر من خلال الوطن والحياة السياسية والأزمات الاقتصادية
وأضاف السبب الثالث أنه لكي يُعلم الجميع أحد المبادئ الروحية القوية في حياة الإنسان وهو “اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ”، لأن الإنسان يتعرّض لضعفات كثيرة ويسقط في خطايا متعددة، لذلك أحد مبادئ السلامة الروحية هو مبدأ البُعد، أي أن يتوارى الإنسان عن فخ التجربة وعن الشر، “وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ” (مت ٦: ١٣)، لذلك نحتفل بهذا العيد ليس فقط لأنه تاريخي أو كنسي ولكن لنفوسنا والاستفادة في الحياة، وأن نبتعد عن الشر والخطية، وأشار قداسته إلى أننا نتكلم عن مصر مرتين في السنة، إحداهما في عيد الميلاد المجيد، والمرة الثانية في عيد دخول السيد المسيح مصر، وذلك يرسخ الانتماء الوطني داخل الكنائس القبطية