الأكراد في تركيا: قوة سياسية تحت الضغط.. تقرير حقوقى
كتب: على طه
تزامناً مع انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية، أصدرت اليوم الاثنين وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة، “المستقلين الدولية” تقريراً بعنوان: ” الأكراد في تركيا : قوة سياسية تحت الضغط (من الإضطهاد إلى التأثير السياسي)”.
ناقش التقرير عدد من المحاور من أهمها ؛ الأكراد في إقليم الشرق الأوسط، إنتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها الأكراد في تركيا، علاقة الأكراد بالنظام الحاكم في تركيا والرئيس أردوغان، العلاقات الخارجية الدولية للأكراد، الإتجاه التصويتي لمناطق الأكراد في الإنتخابات التركية، أسباب صعود الوزن النسبي للأقليات التركية في العملية الإنتخابية، وموقف الأكراد من فوز الرئيس أردوغان، أوجه التغيير بين إنتخابات 2018 وإنتخابات 2023، وتأثير الأقلية الكردية على الإنتخابات التركية في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية.
وأوضح التقرير أن الأكراد في تركيا يواجهون تحديات جسيمة تتعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان تؤثر على حياتهم وحقوقهم الأساسية، وتتضمن إعتقالات تعسفية وقمع سياسي وتعذيب وقمع لحرية التعبير والتجمع، وتمييزاً عرقياً في العديد من المجالات.
وجاء بالتقرير أن هناك تأثيراً واضحاً للأكراد في الإنتخابات التركية على مر العصور، وصعودا نسبياً للأقليات في العملية الإنتخابية حيث يمتلك الأكراد خزاناً إنتخابياً واسعاً فهم يشكلون (20%) من سكان تركيا، ويمتلكون ما نسبته (18%) من إجمالي أصوات الناخبين ، فضلاً عن تأثيرهم في الحكم وصنع القرار، كما أن هناك إنفتاح لبعض الأقليات على الساحة الغربية، وأسباب أخرى لتأثير الأكراد جاء ذكرها بالتقرير.
وأكد التقرير على تصاعد القلق من جانب الأكراد في كل من تركيا وسوريا بعد فوز الرئيس أردوغان بشأن العديد من القضايا والتي من أهمها مصير حزب الشعوب الديمقراطي المحسوب على الأكراد والمرفوعة ضده دعوى قضائية لحظره.
طالع المزيد:
– إسلام كمال يكتب: «الحاج» أردوغان بعد الولاية الثالثة !
– اشتباكات بين الشرطة الفرنسية والأكراد في باريس
كما ناقش التقرير أيضا مصير حزب العمال الكردستاني، وإستمرار الإعتقالات في صفوف الناشطين والسياسيين الأكراد، فضلاً عن إستمرار العمليات الأمنية والعسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا، كذلك توجس الأكراد في سوريا من عمليات عسكرية تركية جديدة في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية الدولية للأكراد فقد ذكر التقرير أن الحركات الكردية سعت على مر التاريخ إلى تعزيز العلاقات الدولية للحصول على الدعم والتأييد لقضاياهم،وقامت المجموعات الكردية بالبحث عن تحالفات وروابط مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية لتحقيق أهدافها السياسية وحقوقها الثقافية.
وأوضح التقرير فيما يتعلق بالإتجاه التصويتي لمناطق الأكراد في الإنتخابات التركية، أن التوجهات الإنتخابية للأكراد تختلف حسب المناطق التي يعيشون فيها سواءً الحضر أو الريف وكذلك تجاربهم الشخصية والإجتماعية، وذكر التقرير أن أغلب مناطق الأكراد قد أعطت أصواتها للمرشح كمال أوغلو على مستوى الإنتخابات الرئاسية.
وجاء بالتقرير فيما يتعلق بأوجه التغيير بين إنتخابات 2018، وإنتخابات 2023، أنه على على الرغم من إحراز التحالف الحاكم تقدماً بهامش ضئيل عن المعارضة في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية، فإن ذلك لم ينعكس في النسب التصويتية التي نالها مقارنة بنتائجه في الإنتخابات السابقة عام 2018، فعلى مستوى الإنتخابات الرئاسية، لم يتمكن الرئيس أردوغان من حسم الإنتخابات من الجولة الأولى، وذلك لأول مرة منذ توليه الحكم كرئيس للجمهورية في عام 2014.
وعلى المستوى البرلماني شهد الحزب الحاكم تراجعاً في تمثيله بنسبة (3.6%) عن نتائج إنتخابات عام 2018، مما يوضح إستمرار التراجع النسبي لحزب العدالة والتنمية، ويفسر هذا التراجع في شعبية الحزب الحاكم وزعيمه أردوغان عدة عوامل جاء ذكرها بالتقرير.
في النهاية أكد التقرير على أن الأكراد يبقون عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا في دول المنطقة، وإحدى الأدوات التي توظفها القوى الإقليمية والدولية في قضايا وملفات الإقليم، ويتأثر أقرانهم بتشابكات وتداخل المصالح في الدول المجاورة من ناحية أخرى، ومن ثم تضفي تطورات الأحداث الأخيرة في المنطقة انعكاسات على أوضاع الأكراد ومصالحهم.
للاطلاع على المزيد حول التقرير يرجى زيارة الرابط التالي: https://is.gd/PcALgc