رئيس موريتانيا أمام الجامعة العربية: ضرورة تطوير العمل العربي المشترك
محمد ولد الغزواني : تحقيق الاستقرار بوطنا العربي يتم باسكات صوت السلاح والتعاون المشترك
كتبت: مونيكا مكرم الله
اجتمع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، برئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني ، والقي كلمة أمام المندوبين الدائمين بالجامعة، أكد فيها على ضرورات العمل العربي المشترك، لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وعن أهمية الحريات الفردية والجماعية في تحقيق التنمية والاستقرار.
وقال : ” انه كلما ترسخت الحريات والحكامة الرشيدة، وتحسن مستوى إشراك المواطن في الشأن العام، كلما ضاقت منافذ التطرف والإرهاب، وتهيأت شروط الأمن والاستقرار، إمكانية بناء تنمية مستديمة شاملة” .
وأشار جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إلى أن أبو الغيط، هنأ الرئيس ببدء موريتانيا العمل على إنتاج الغاز الطبيعي في حقل “السلحفاة أحميم” المشترك مع السنغال في نهاية العام الجاري، مؤكداً على أهمية وضع التشريعات والقوانين اللازمة لضمان الاستفادة من هذه الثروة في سبيل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب الموريتاني.
واشاد رئيس جمهورية موريتانيا بالإنجازات التي حققتها الجامعة العربية من إنجاز في هذا السياق على مر العقود، في سبيل ترقية العمل العربي المشترك وتطوير آلياته، لافتا أن ما يوحد دولنا وشعوبنا العربية، عقديا، وتاريخيا، وثقافيا، وما يجمعها من مصالح ومصير مشترك كفيل بتمكينها من سد ما في عملها المشترك من نقص أو قصور.
وتابع قائلا: ” إن العالم اليوم بفعل سرعة وقوة تأثير وتأثر البلدان بعضها ببعض وقوة ترابط اقتصاداتها وتداخل ضرورتها الأمنية والبيئية والجيوسياسية لا يترك لآحاد الدول فرصة كبيرة للتحكم منفردة في مسارها التطوري، ولذا تتكاثر عبر العالم أشكال وصيغ التكتلات الاقتصادية والسياسية لما تكسبه لأعضائها من حضور وقوة على التأثير” .
وأكد رئيس موريتانيا امام المندوبين الدائمين على ضرورة ترقية الجامعة العربية وتطوير العمل العربي المشترك، وذلك لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، والانتصار على الإرهاب والتطرف، والتأسيس لتنمية شاملة ومستديمة.
طالع المزيد:
– مدير صندوق المعونة الفنية للدول الإفريقية بالجامعة العربية: ندعم الكوادر الإفريقية لإقامة نهضة صناعية
وأضاف قائلا: “أول خطوة على هذا الطريق تتمثل في إسكات صوت السلاح في عموم وطننا العربي” .
واوضح أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تساند بقوة كل الجهود، العربية والدولية، الهادفة إلى حل النزاعات القائمة في اليمن وسوريا والسودان وليبيا على النحو الذي يضمن لهذه الدول وحدة وسلامة أراضيها ويضمن حق شعوبها في الاستقرار والأمن والنماء، مضيفا انه بلاده ذات موقف ثابت بضرورة قيام دولة فلسطينيةمستقلة عاصمتها القدس الشرقية طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولمبادرة السلام العربية.
وأشار، ولد الشيخ الغزواني الي إن حل النزاعات العربية، سوف يعزز من القدرات الجماعية على الصمود في وجه ما يجتاح العالم من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية تؤثر انعكاساتها السلبية، بحدة، على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعلى التحكم في مسارات التطور المستقبلي.
وأوضح أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تتبع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب ولضمان استتباب الامن والاستقرار ولرفع التحديات الاقتصادية والبيئية.
وقال : ” اعتمدنا في مواجهة موجة العنف والإرهاب هذه مقاربة شمولية، فلم نقصر جهودنا، على مجرد تعزيز قواتنا المسلحة، في مواجهة الجماعات الإرهابية، عسكريا، بل عززنا ذلك بجهود موازية، كبيرة، لمكافحة الغلو والتطرف، فكريا، ولإشاعة ثقافة السلم والاعتدال، وانشأنا مع بعض جيراننا مجموعة دول الساحل الخمس التي نتولى اليوم رئاستها الدورية لصهر جهودنا في إطار هذه المقاربة المندمجة.”
وتابع : عملنا على مكافحة الجذور الاقتصادية، والاجتماعية للتطرف، من خلال مكافحة الفقر، والهشاشة، وآثار التغيرات البيئية، تأسيسا لتنمية مستديمة، بالإضافة إلي إنشاء شبكة أمان اجتماعي واسعة تشمل التأمين الصحي المجاني لما يناهز 15% من الأسر الموريتانية والدعم المستمر للقدرة الشرائية للمواطن والتوسع في بناء الوحدات السكنية الاجتماعية، وغير ذلك من الإجراءات الكثيرة الأخرى التي تنحو نفس المنحى.
وتحدث رئيس موريتانيا عن الجهود في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية، ومحاربة كافة أشكال التمييز، وذلك بالانفتاح والحوار مع كافة الأطراف، من أحزاب سياسية، ومجتمع مدني، وقادة رأي، على اختلاف مواقفهم ورؤاهم.
هذا بالإضافة على التركيز على إصلاح المنظومة التعليمية، وترسيخ الحريات الفردية والجماعية، وترقية الشباب والتمكين للمرأة.
وعن الجهود البيئة ، قال رئيس موريتانيا انه كان من الشروط الأساسية لاستدامة التنمية رفع التحديات البيئية، عملنا على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 11%، ورفع نسبة الطاقات المتجددة في إجمالي استهلاكنا الطاقوي إلى 50% في أفق 2030، وستتعزز جهودنا في هذا المجال ببرنامج واسع لتطوير الهيدروجين الأخضر هو الآن قيد الإطلاق.
وحول الإصلاحات الاقتصادية ، قال على تم خلق فرص عمل، وتطوير القطاع الخاص، ودعم شراكته مع القطاع العام، وتحسين مناخ الأعمال، وتحفيز الاستثمار، والمحافظة على التوازنات الاقتصادية الكبرى.
وأوضح رئيس موريتانيا انه يستهدف تعزيز علاقات دولته السياسية والاقتصادية والأمنية مع الاشقاء العرب، ضرورة لتنويع وتكثيف تعاوننا الاقتصادي البيني. قائلا: ” ان بلادنا تعمل اليوم جاهدة على أن تكون الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، المزمع عقدها يومي 6 و7 نوفمبر القادم في العاصمة نواكشوط، محطة متميزة في النهوض بالتعاون الاقتصادي العمل العربي المشترك”