العين الساهرة مواقف وبطولات
كتب- مصطفى العوامي
كان يعبر الشارع في عجلة من أمره فلمح من الجانب الآخر طفلة صغيرة
تلعب وتقفز من حين لآخر
وفجأة ظهرت سيارة مسرعة
فإذ به يجري ويهرول محاولا إنقاذ الطفلة البريئة
فاحتضنها بين ذراعية وأخذ يتقلب بين حلقات الطريق
ليعبر بها على جانب الطريق
وقد أصابه بعض الخدوش والكدمات
فظهرت الطفلة من بين يديه تقول مبتسمة ( شكرا يا عمو )
فتبسم لها قائلا ( الحمد لله إنك بخير )
فقام من على الأرض بصعوبة
بسبب ما أصابه من أثر الموقف
فأخذ يجمع اشيائه التي تناثرت
وهنا ظهرت أم الطفلة
( ربنا يحميك يا حبيبي )
( ربنا يسترها معاك دنيا وآخرة )
( ربنا يكفيك شر الدنيا )
وانهارت الأم في البكاء بصوت عالٍ ومتقطع
ثم قالت( انت رجعتلي حياتي من جديد )
( أنت عملت معايا جميل كبير عمري مهنساه )
( أنا تحت أمرك في كل طلباتك )
وأخذت تسرد قصتها
بأن هذه الطفلة جاءت بعد ثمانية عشرة أعوام من الزواج
وأنها طرقت كل باب وكل سبيل
كي تسمع كلمة أمي
وها هي تكاد تحرم من رؤيتها بقية عمرها
فنظر لها بعطف وقال( الحمد لله ربنا يباركلك فيها )
( وأي حد مكاني هيعمل كدا)
وانفجرت بالبكاء مرة أخرى ( أنت كمان شهم وابن أصول )
( ربنا يكتر من أمثالك )
كنت أرى هذا المشهد بأم عيني
فمدحت ما قام به الرجل المحترم
فذهبت إليه مستبشر الوجه
شاكر الفضل
مادح الموقف
فسألته عن اسمه
فقال لي ( انا معاون مباحث بمركز ديرمواس محافظة المنيا
وأسمى شادي الحصري )
فتعجب من نفسي ورأيت أن هؤلاء الرجال هم حقا من يحملون همومنا
ويسهرون لراحتنا
ويضحون لأجل أبنائنا
كل الشكر لمعاون المباحث شادي الحصري
الضابط الشهم
رمز الرجولة والبطولة
فهو عنوان لكل شاب وطني حريص على حماية الوطن وسلامة أراضيه .