فى عقده السابع.. الجمل ينال الدكتوراة بامتياز حول قناة الصين الموجهة للعرب

تحصين المواطن بالمعلومات الدقيقة والصادقة حتى لا يقع فريسة للمعلومات الوافدة

كتب: على طه

لا سقف للزمن ولا حدود للعلم، ولا وقت للضياع.. هكذا ينظر الإعلامي هاني الجمل للحياة، حيث حصل على درجة الدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من كلية الإعلام جامعة القاهرة عن رسالته التي جاءت تحت عنوان ” معالجة قناتي الصين والحرة للقضايا العربية واتجاهات الجمهور المصري نحوها”.

وأثنت لجنة المناقشة على الباحث واختياره لموضوع يناقش علمياً لأول مرة عربياً ودولياً حول قناة الصين، وأشادت في تقريرها برصانة اللغة العلمية للرسالة وخلوها من الأخطاء النحوية بحكم عمل الباحث الطويل في مجال التحرير الاخباري وكتابة المقالات السياسية حول القضايا العربية والدولية.

وتناولت الرسالة – التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الاعلام والعميد الأسبق لكلية الاعلام بجامعة القاهرة ، وناقشها الأستاذ الدكتور محمد معوض إبراهيم أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، والأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة فاروس ً- كيفية معالجة قناتي الحرة والصين للقضايا العربية، والأطر الخبرية التي تقدم من خلالها القناتان القضايا العربية.

كما تناولت الرسالة المكونة من خمسة فصول أوجه الاتفاق والاختلاف بين قناتي الدراسة في تغطيتهما للشأن العربي، ومدى ترجمة كل منهما لسياسة المالكين لهما، في ظل التنافس الأمريكي الصيني اقتصادياً على قيادة العالم، وتزايد اهتمامهما بالمنطقة العربية.

واستهدفت دراسة الباحث- البالغ من العمر سبعين عاماً وخريج أول دفعة بإعلام القاهرة – الوقوف على نوعية القضايا والأحداث العربية التي تهتم القناتان بتناولها والمصادر التي تعتمدان عليها، وقياس العلاقة بين معالجتهما لتلك للقضايا، واتجاهات الجمهور المصري نحوهما، ومدى اعتماده عليهما وثقته فيهما كمصدر للمعلومات، ودورهما في تشكيل اتجاهاته نحو الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

طالع المزيد:

–  هيومان رايتس.. أكاذيب تدحضها حقائق

من بين 15 عربياً.. 5 مصريين يفوزون بجائزة «مبتكرون دون 35 عاماً» العالمية

ولتحقيق هذه الأهداف اعتمد الباحث على منهج المسح بالعينة (Survey) الكمي والكيفي من خلال تحليل عينة من النشرات الاخبارية المقدمة في قناتي الدراسة لدورتين متتاليتين من الأول من ابريل عام 2022 وحتى 30 سبتمبر بواقع (24 نشرة في كل قناة) عن طريق استخدام الأسبوع الصناعي، إلى جانب عينة عشوائية قوامها 60 مبحوثاً من الجمهور المصري العام، وأخرى عمدية قوامها 60 من قادة الرأي ممن يتابعون قناتي الدراسة ويهتمون بالقضايا العربية التي تتناولها القناتان.

وأظهرت نتائج الدراسة اهتمام قناتي الحرة والصينية في نشراتهما الإخبارية بالقضايا السياسية العربية، نظراً للوضع الجيوسياسي للمنطقة العربية الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والصين، وإن جاء اهتمام الحرة شاملاً لكل القضايا العربية، خاصة تلك التي تتناول قضايا حقوق الإنسان أو المظاهرات والاضطرابات، فيما نأت قناة الصين بنفسها عن تلك الموضوعات.

كما وقعت أغلب الأخبار العربية في وسط النشرات خاصة بالقناة الصينية التي تحرص على أن تبدأ نشراتها بالأخبار المحلية، حتى وإن كانت غير مهمة للمشاهد العربي، وهي نقطة تثير التساؤل حول الغرض من اطلاقها، ومن هو جمهورها المستهدف.
ومن بين النتائج أيضاً اعتماد قناتي الدراسة على (المراسل) كمصدر مهم من مصادر الأخبار، وإن تفوقت الحرة في هذا المجال نظراً لخبرتها الطويلة وامكانياتها الكبيرة مقارنةً بقناة الصين التي تعتمد كثيراً على وكالات الأنباء الغربية في تغطيتها لأخبار العالم العربي.

كما برز (الاتجاه السلبي) تجاه الشخصيات المحورية في القناتين وتشككهما في دورها بالمجتمعات العربية لعدم وجود أجهزة رقابية لمحاسبتهم. وإلى جانب ذلك ابتعدت قناة الصين عن الأخبار التي تحمل في طياتها مظاهرات أو مواجهات بين السلطة والشعب كما حدث خلال ما يعرف بالربيع العربي باعتبار ذلك حدثاً داخلياً ترجمة لتعليمات الحزب الشيوعي الحاكم. كما أظهرت نتائج الدراسة التي استمرت عامين ونصف اهتمام قناة الصين الواضح بإبراز كل الأخبار التي تحمل قيماً (سلبية) عن الولايات المتحدة الأمريكية مثل سرقة قواتها للنفط من مدينة الحسكة السورية، والوضع المتدهور بالعراق والآثار السلبية لانسحابها المفاجئ من أفغانستان، وأخيراً انعدام أي دور (إيجابي) للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في حل الأزمات الدولية.

أمّا مقترحات الدراسة فمن أهمها:
1- تشجيع الباحثين على اجراء مزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول قناة الصين الموجهة باللغة العربية، حيث أن الدراسة الحالية هي الأولى عربياً ودوليا التي تتناول تلك القناة.
2- اجراء مزيد من الدراسات حول العلاقة بين التعرض للقنوات الفضائية الموجهة بالعربية، واتجاهات الجمهور المصري نحو الدول المالكة لتلك القنوات.
3- اجراء مزيد من الدراسات العلمية للمقارنة بين أداء القنوات الموجهة المختلفة التوجهات والملكية، للوقوف على العوامل المؤثرة في اختيار الأطر الإخبارية التي تقدم من خلالها القضايا المختلفة الاهتمام بمتابعة الصورة المقدمة عن العالم العربي في تلك القنوات العربية لمواجهة تأثيراتها.
4- اجراء مزيد من البحوث والدراسات لقياس اتجاهات الرأي العام لتقييم دور القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية في تناول قضايا الوطن العربي.
5- العمل على انشاء قنوات مصرية وعربية موجهة بلغات أجنبية متنوعة من أجل مواجهة البث الإعلامي الوافد والوصول للآخر بلغته وشرح وجهات النظر العربية تجاه القضايا المختلفة.
6- انشاء قناة تلفزيونية إخبارية ومحطة إذاعية تخاطب المواطن المصري والعربي، تتناولان القضايا العربية بموضوعية وشفافية، وتعملان على تحقيق التواصل المباشر مع أفراد المجتمع، على أن يقوم بإعداد وتقديم محتواهما الإعلامي المتنوع متخصصون ومؤهلون علمياً.
7 –العمل على تحصين المواطن المصري والعربي بالمعلومات الدقيقة والصادقة حتى لا يقع فريسة للمعلومات الوافدة، والتي قد تكون مضللة وغير حقيقية من خلال إطلاق قنوات إعلامية متميزة وموضوعية، وتتمتع بأعلى درجات الحرية في مناقشة كل القضايا الداخلية والخارجية.

تجدر الإشارة إلى أن الباحث وهو خريج أول دفعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1975 عمل أربع سنوات بالأخبار الصوتية بإذاعة القاهرة، ثم قضى 33 عاماً في دولة الامارات العربية المتحدة محرراً ومراقباً ومديراً للتحرير بإذاعة وتلفزيون أبو ظبي، وصحف الاتحاد والبيان والفجر والوحدة مختتماً حياته هناك بالعمل بقسم التحرير بوكالة أنباء الامارات ” وام “.

وللباحث كتاب نشرته صحيفة البيان التي عمل بها ثلاث سنوات بعنوان ” أم الامارات “، إلى جانب العديد من المقالات المنشورة في صحيفة الرؤية والبيان الإماراتية وموقع بيان الاخباري وغيرهما.

وطوال وجوده بالإمارات عمل مراسلاً لإذاعتي القاهرة وصوت العرب والتلفزيون المصري بأبوظبي، قبل أن يعود إلى مصر ليحصل على الماجستير بامتياز حول ” العوامل المؤثرة في الأداء المهني للمراسل الإعلامي “.

كما عمل الباحث لمدة سنتين كخبير إعلامي في كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة فاروس بالإسكندرية قبل أن يتركها ليتفرغ لرسالة الدكتوراة.

زر الذهاب إلى الأعلى