البحث عن التميز.. لماذا يتجه الطلاب فى مصر للدراسة فى الخارج؟
كتب: إسلام فليفل
مؤخراً إنتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعى إعلانات عن فرص لدراسة الطب فى الخارج دون شرط المجموع أو سنة التخرج، مُقابل مصاريف مالية تصل إلى آلاف من الدولارات سنويا.
اقرأ أيضا.. التعليم تضبط 6 حالات غش بالمحمول فى امتحانى الفيزياء والتاريخ
وفى إطار ذلك يلجأ الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة أو أى ثانوية معادلة للإلتحاق بالجامعات الأجنبية وخصوصاً كليات الطب على الرغم من عدم ضمان تلك الكليات فى بعض الجامعات.
ومن هُنا كان لزاماً علينا طَرح سؤال.. لماذا تتكالب المؤسسات على إستقطاب الطلاب، وما هى الرؤية التربوية فى هذا الشأن؟
حيث أكدت، نجوى سعد الخبيرة الأسرية، فى تصريحات خاصة لموقع “بيان”، أنه من المفيد لكل أسرة أن تهتم بإمور أولادها وبناتها ولاسيما فى مرحلة إجتيازهم الثانوية العامة، حيث يسعى بعض الآباء والأمهات من الأسر المُقتدرة إلى الوصول بأبنائهم لتحقيق أهدافهم للإلتحاق بكلية الطب فى جامعات بلادهم وإن لم يستطيعوا ذلك، فإنهم يسعون إلى الحاقهم بكليات الطب فى الجامعات الأجنبية.
وتابعت، فى عام 2023 أصبحت الدوافع لتكالب الطلبة على كليات الطب فى الجامعات الأجنبية، متغيرة عن ذى قبل، نذكر بعض هذه الدوافع على سبيل المثال:
الدافع الأول: توضح نجوى، أن هروب الأبناء من سلطة الوالدين، وبعيدا عما يتصوره الآباء من الشغف العلمى لاولادهم، فإن إختلاف اللغة الثقافية والحضارية بين الأبناء والآباء فى مختلف المستويات الثقافية للأسر، تأتى رغبة الأبناء فى الإلتحاق بالجامعات الأجنبية هى الحل الأمثل للإفلات من السيطرة التى يفرضها عليهم الوالدين، مع ضمان إستمرار حصول الأبناء على ما يلبى إحتياجاتهم المالية من والديهم.
الدافع الثانى: تشير نجوى إلى أنه تحقيقاً لمبدأ، أريد أن أحيا رفاهية العيش كما أشاهد وأسمع، أى أن يمارس الطالب فى بيئته الجديدة كل ما يراه على الشبكة العنكبوتية من سلوكيات كان عاجزاً عن ممارستها فى أسرته، أو أن يتبنى أفكارا جديدة كان يعجز عن التصريح بها فى بيئته الأم، أو أن يعبر عن مشاعر كامنة بداخله كان عاجزاً عن التعبير عنها فى مجتمعه.
الدافع الثالث: تواصل نجوى، مؤكدة على أن الطالب يبحث عن عمل أو وظيفة تحقق له أعلى راتب بعد أو أثناء الدراسة فى البيئة الجديدة، وبالتالى تصبح الدراسة فى الجامعات الأجنبية هى الممر الآمن لبوابة الثراء، ومع الأخذ فى الإعتبار إختلاف سعر العملة المحلية وسعر الدولار، فإنها تُعتبر من أكبر المحفزات على استمرار فكرة الإلتحاق بالجامعات الأجنبية كحل مطروح لتحقيق طموح الشباب.
الدافع الرابع: واكملت، السعى نحو الكمال والتميز، فإذا إمتلك الطالب القدرات العقلية على التحصيل الدراسى وإمتلك الوضع المادى الذى يؤهله للدراسة بالجامعات الأجنبية، فإنه يرفض أن يتساوى مع باقى زملائه من خريجين الجامعات المحلية، ويقرر أن يكمل تعليمه بأحد الجامعات الأجنبية.
الدافع الخامس: واختتمت، الهشاشة النفسية للشباب، نتيجة المرور بتجارب عاطفية متعددة فى هذا السن المبكر الذى لم يتجاوز العشرين، فيعانى من النكبات العاطفية والفشل المتكرر فى العلاقات، حتى يصبح مستهلك عاطفياً، فينفر من بيئته، ويكون الحل الذهبى هو أن يتوجه إلى الخارج بحثاً عن الإرتواء العاطفى مع أنماط شخصية جديدة لعله يفلح معها، والنماذج المعروضة على مواقع التواصل الإجتماعى تخبرنا بالعديد من الشخصيات التى خرجت من بلادها للدراسة، ثم ما لبثت أن إرتبطت بشخصية جديدة وفرت لها الدعم العاطفى والنفسى المنشود، وتبدلت حياتها حتى أنها تركت دراستها التى خرجت من أجلها.