د. ناجح إبراهيم يكتب: سبب تأخير دفن الحجاج المصريين
بيان
كنت فى الحج منذ عدة سنوات فرأيت وفداً من حجاج إحدى الدول الأفريقية وقفوا صفاً يصلون خلف مقام إبراهيم مباشرة، مما أدى إلى قطع جزء من طريق الطواف حول الكعبة.. وأدى ذلك إلى أن يدوس بعض الطائفين بغير قصد على أحد المصلين أمام المقام.. فنشبت معركة كبيرة بالأيدى والنعال مع وصلات الشتائم.. مع أن أى مكان فى الحرم كله خلف المقام يؤدى الغرض دون مشاكل.
• وتذكرت ساعتها ما حدث منذ أكثر من 15 عاماً حينما تزاحم الحجاج الذاهبون والعائدون من رمى الجمرات فوقع كثير من الحجاج تحت الأقدام ومات فى هذه المأساة قرابة 600 حاج.. وكل ذلك نتج عن تمسك بعض الفقهاء بفتوى قديمة تقول بعدم جواز رمى الجمرات ليلاً، وأنها ترمى بعد الزوال (أى الظهر) وحتى المغرب، وهذا وقت قصير، خصوصاً فى الشتاء، ويتزاحم فيه ملايين الحجاج فى وقت ومكان واحد فتضيق الصدور وتحدث الكوارث.. وساعتها فقط تذكر الجميع فقه الأزهر المتجدد، الذى كان يبيح منذ فترة رمى الجمرات ليلاً.
• إن فتوى الرمى ليلاً قال بها كثير من السلف.. ولكن المشكلة كانت فينا نحن أننا نميل إلى التشديد أو الأخذ بالأشق والأحوط رغم مخالفة ذلك لهدى النبى العظيم (صلي الله عليه وسلم) الذى كان يهتف دائماً “يسّروا ولا تعسروا”.
• هناك عدة حجاج مصريين توفوا في الأراضي السعودية المقدسة أيام عرفة وما بعدها ولم يتم دفنهم حتى اليوم , وذلك لعدم وصول توكيل بدفنهم حتى اليوم من مصر بسبب هذه الأجازة الطويلة المملة التي عطلت كل المصالح الحكومية والعامة ومنها القنصليات ومكاتب الشهر العقاري والتوثيق .
• ينبغي أن يتم توزيع العمل في أيام الأجازات مثلما تفعل الشرطة والمستشفيات , بحيث تعمل مثل هذه المصالح الحيوية بربع طاقتها وربع مكاتبها , بحيث يستطيع أي مواطن التصرف في مثل هذه الظروف الصعبة.
• لا يمكن أن يتعطل بلد لمدة ثمانية أيام كاملة, ولولا ماكينات الصرف الآلي في البنوك والبريد لحدثت مشاكل مالية كبري للناس في صرف بعض أموالهم من البنوك والبريد , التوسط يا عالم أفضل شيء في الدنيا.
اقرأ أيضا للكاتب:
– د. ناجح إبراهيم يكتب: لبيك اللهم لبيك
– د. ناجح إبراهيم يكتب يوميات عيادتي (34) تاجر الماشية.. والبخل