التغيرات المناخية تهدد مستقبل صناعة العسل في مصر
كتب: إسلام فليفل
تُعد مصر أحد المُصدرين الرئيسيين لطرود النحل فى العالم، لكنها تواجه حالياً تحدياً وجودياً يتمثل فى تغير المناخ والمشاكل الاقتصادية المتزايدة محلياً.
اقرأ أيضا.. الرئيس السيسي يحذر من خطورة التغيرات المناخية
يلعب النحل دوراً مهماً فى الإنتاج الغذائى، يقوم بعملية التلقيح لأكثر من 70% من النبات والمحاصيل إذ يعد حلقة وصل مباشرة بين النظم الأيكولوجية البرية ونظم الإنتاج الزراعى الحديث، ويلعب النحل دوراً مهماً فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ذلك لأن تربية النحل توفر مصادر دخل للمجتمعات الفقيرة والريفية والسكان الأصليين فى مصر، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”.
بلغت قيمة صادرات مصر من منتجات نحل العسل ومستلزمات الإنتاج 300مليون دولار، وفق بيانات مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى.
مصر تمتلك مليونى خلية نحل بإجمزلى إنتاج يصل إلى 30 ألف طن من العسل، وذلك من خلاف 25 ألف أسرة تعمل فى مجال تربية نحل العسل.
لكن تغير المناخ أدى إلى تباطؤ إنتاج العسل، إضافة إلى تأخر موسم حصاد العسل الذى كان يبدأ عادة فى مطلع أبريل ويستمر حتى أكتوبر، إلىوقت لاحق من العام، فقد انخفض الإنتاج بمقدار النصف هذا الموسم والذى أرجع ذلك جزئياً إلى موجات الطقس البارد غير المعتادة التى ضربت البلاد خلال فصل الشتاء المنقضى.
تُمثل أمراض النحل تحدياً إضافياً إذ أنها قد تسببت فى موت أجزاء كبيرة من خلايا النحل ما يصعب الأمور أكثر على المنتجين، وهو ما يدفع وزارة الزراعة لمتابعة الجهود الخاصة بمكافحة أمراض النحل وتوفير سبل مكافحة فعالة ومناسبة للسيطرة على الأمور.
كيف نخفف من أثر تغير المناخ على إنتاج العسل؟
إيجاد سلالات نحل أفضل وأكثر مقاومة للتغيرات المناخية كبداية، هناك حاجة أيضاً لتحسين تدريب وتأهيل النحالين على ممارسات تربية النحل الجيدة والحديثة وتوفير علاجات آمنة لنحل العسل مؤكداً أهمية تأصيل سلالة النحل المقاومة للكثير من الأمراض إلى جانب تحسين السلالات الأخرى الموجودة فى مصر.
التوسع فى الرقعة الزراعية
التوسع فى زراعة النباتات الرحيقية مثل أشجار السدر “النبق” أو الكافور وخبز النحل سيساعد على إزدهار صناعة تربية النحل من جديد فى مصر، بجانب إنشاء قاعدة بيانات رسمية لمربى النحل، وفتح أسواق تصديرية جديدة، وتقديم المزيد من حوافز التصدير للمنتجين المحليين.
عسل المناجروف
التوسع والإهتمام بزراعة نبات جديد، يمكن أن تساعد أشجار المانجروف التى تعد أحد السبل الأكثر إبداعاً للحد من آثار تآكل السواحل فى البلاد فى دعم صناعة العسل المتعثرة فى المستقبل.
فقد خلق مشروع الحكومة لزراعة عدد كبير من الافدنة من أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر فى عام 2020 بيئة مرحبة بنحل العسل، حيث أقيم منحل لإنتاج العسل وسط أشجار المانجروف.
ميزة هذا النبات أنه يزهر فى فترة حساسة جداً فى حياة النحل تمتد من بعد ديسمبر إلى أبريل، وهى فترة مثالية لأن ليس بها مصادر رحيق للنحل بصورة عامة فى مصر، إلا أن العسل الناتج عن أزهار أشجار المانجروف عسل نادر لأنه لا يجرى إستخدام المبيدات الكيميائية أو الأسمدة فى المنطقة هناك ولا يوجد أى عوامل تلوث مقارنة بمصادر الرحيق الأخرى فى البلاد، وقد يكون له إمكانات مستقبلية جيدة وممتازة لذا ينصح الخبراء بالإكثار من إستخدام أشجار المانجروف وشجر السدر والكافور وخبز النحل.