رفعت رشاد يكتب: لحم رخيص
اليوم يعدون لصناعة اللحم واستزراعه أو استنباته فى معامل لتوفير وجبات لحم رخيصة للناس.
دوافعه رأسمالية بالطبع، لكن الإيجابى أن الشعوب ستأكل لحماً صناعياً مخلقاً فى معامل تحت إشراف علمى.
وافقت هيئة الغذاء الأمريكية على إنتاج هذه اللحوم المصنعة من خلايا حيوانية بمعالجة معملية للتناول البشرى، وهذا اللحم يشمل الدواجن والأسماك أيضاً.
من إيجابيات هذه الخطوة توفير المراعى والعلف والمياه، كما أن أعداد الماشية التى ستكون موجودة ستوظف لإنتاج الألبان والسمن غير المهدرج وكذلك توفير كميات أكبر من البيض وهو ما يساعد على توفير المزيد من الغذاء للإنسان.
من الناحية الصحية ستكون نسبة الجراثيم فى هذه اللحوم أقل كثيراً من نسبتها العادية، خاصة الجراثيم التى تشكل ضرراً على الإنسان والتى تنتقل من خلال الذبح والحفظ، كما ستخلو اللحوم المصنعة من الهرمونات التى تحقن بها المواشى والدواجن والأسماك بهدف تسريع نضوجها.
إن الإنتاج الموسع لهذه اللحوم هو الضمان لاستمرار توفيرها وتطوير طرق إنتاجها، فالناس فى حاجة للحوم كغذاء بروتينى، وتصنيعها وإنتاجها بكميات كبيرة سيكون فتحاً بالنسبة للبشرية التى عاشت طوال عهودها على اعتبار اللحم أهم السلع والمأكولات، وبعض الحكماء يبرر أسباب إشعال الحروب بأنها تهدف إلى إضافة قطعة أكبر من اللحم فى طبق المنتصر.
كما أن انتشار معرفة طريقة تصنيع اللحوم والحصول على موافقة الأمريكان سيفتح الباب للدول النامية لتوفير الغذاء لشعوبها، بالطبع مع عدم إغفال فتح الباب للفساد والغش فى التصنيع، لكنها مسألة أخرى، فكل السلع المهمة مثل الغذاء والدواء والسلاح يشوب التعامل فيها الفساد نظراً للعمولات الكبيرة التى تميز هذه التعاملات.
صارت البشرية على المحك بعدما زاد عدد سكان الأرض وقلت الموارد وصارت المؤامرات تدبر لتقليل عدد البشر، لذلك ربما تكون هذه الخطوات بتصنيع اللحوم وتطوير طرق الزراعة وتعظيم عوائدها شفيعاً للتخفيف عن الناس فى أنحاء الكوكب وعدم استهدافهم بالأمراض الخطيرة مثل كورونا، خاصة أن اللحوم المصنعة من لحم الماشية والدواجن والأسماك ستكون القيمة الغذائية فيها متوازنة، خاصة اللحوم الحمراء التى لا يُنصح بالإكثار من تناولها فى الظروف الطبيعية ويمكن التحكم فى نسب المواد الضارة فى تلك اللحوم مثل الدهون الضارة واستبدالها بدهون أخرى مفيدة وإضافة فيتامينات.
سوف يكون إنتاج اللحوم معملياً أو من خلال التصنيع فتحاً للناس فى كل مكان، سيتيح لهم ذلك بمرور الوقت واتساع دوائر الإنتاج إمكانية تناول اللحوم بتكاليف أقل وربما تختفى رسوم الكاريكاتير المرتبطة بالسخرية من القدرة على توفير اللحوم من الصحافة، لكن هذا الأمر سيتطلب فترة زمنية أطول للوصول إلى لحوم أكثر أماناً لأن سبل الإنتاج التى يتدخل فيها الإنسان يمكن أن تنتج عنها آثار سلبية أو تتسبب فى وجود أمراض سرطانية.
أما أهم التساؤلات لدى الناس ويهتم بها العلماء فتدور حول مذاق تلك اللحوم، هل هى مثل اللحوم البلدى فى مصر أو بتلو أو كندوز وهل يمكن إنتاج فخدة ضانى؟ وأخبار الموزة إيه؟ وهل ستشكل اللحوم الجديدة بما يسمح بالشى وهل ستكون هناك كوارع؟ أو إكسسوارات أى كرشة وفشة وغيرهما؟ وماذا سيكون شكلها، هل تعبأ فى علب أو أكياس؟
تساؤلات عديدة، لكن الأمر مبشر إذا سار فى طريق مخلصة.