ماهر عبد العزيز يكتب: اللحظات الأخيرة قبل سقوط الإخوان

بيان

هذا الخبر الذي ورد بخصوص ثبوت تهمة التجسس على المعزول مرسي حتى بعد وفاته، ذكرني بيوم صدور حكم محكمة الاسماعيلية برئاسة المستشار الجليل خالد محجوب وقبل أن ينزل الخبر على وكالة أنباء الشرق الأوسط اتصل بي مستشار الرئيس ، الذي يحاول التدخل في كل كبيرة و صغيرة في الراديو و طلب عدم إذاعة أي أخبار ترد على الوكالات و انتظار الخبر من الرئاسة و بالفعل اتصل بي بعد حوالي ربع ساعة و أملاني نص حكم مخالف تماماً للحقيقة.

و قال هذا هو الحكم الذي سيذاع عندك في الراديو وطبعاً أذعنا الحكم الأصلي ولم نلتفت هذا الهراء و بالمناسبة زميلتي رئيسة تحرير الشيفت كانت الزميلة وحيدة مباشر ، لما شافت الحكم الذي أملاه المستشار الإخوانى، ضحكت و أخذت الورق وألقت به في الزبالة .. هؤلاء هم الإخوان الذين يدعون زوراً أنهم صادقون بتوع ربنا !!!

نعود مرة أخرى للبدايات و محاولة السيطرة الإخوانية على الراديو بدأت الاتصالات تأتي لي من اشخاص كل واحد يقدم نفسه أنه المسئول الإعلامي بحزب الحرية و العدالة و أنه مكلف بمراجعة الشغل في راديو مصر و الغريب في الأمر أن كلهم لا علاقة لهم بالاعلام ..

واحد صيدلي و واحد دكتور في كلية الهندسة بالجامعة الفرنسية، وهكذا وبدأ العمل على تفتيت الكتلة الصلبة لراديو مصر، وذلك بالاتصال بزميلة و الإشادة بها و أنها أعظم مذيعة منذ عرفت البشرية الراديو وأنها من الآن في رعاية حزب الحرية و العدالة و الحزب حيسهل لها أي حاجة بس المطلوب أن فقرات برنامجها يتم مراجعتها مع الحزب و أن الحزب حيحدد الموضوعات المطروحة للنقاش على الهواء و يحدد الضيوف ولكن الزملاء في راديو مصر رفضوا هذا التدخل السافر في الراديو ، و لم يستجب لهم أحد إلا كما قلنا من ارتموا في حضن الجماعة ، و حتى ده كان صعب لأن في مراجعة مني شخصياً للموضوعات و الضيوف .

ثم جاء تدخل أكثر بأن طلبوا بث برنامج برعاية شركاتهم و يقدمه أحد كوادر الجماعة و كانوا وضعوا هذا الشخص و هو صحفي مغمور في برامج الفضائية المصرية كرئيس تحرير و أمام الاستاذ ابراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار دار النقاش بأن البرنامج المقترح سيقدم النماذج الشابة من الباحثين و يقدموه لخدمة البلد فعرفت الشخص الذي جاء باسم الشركة الراعية أن راديو مصر فيه بالفعل برامج اسمه ( بيك و بيها نبنيها ) تقدمه الزميلة علا بكر و يقدم نفس المحتوى المقترح فقال تمام خلاص حنحط رعايات على البرنامج و يقدمه الزميل فلان .. فقلت له علا بكر صاحبة الفكرة واللي بتقدم البرنامج بالفعل أقول لها خلاص اقعدي طبعاً رفضت أن يسرقوا نجاح زميلة مجتهدة تعمل على الفكرة باستمرار .. وكان فيه استماته لسرقة الفكرة فقال المندوب خلاص يشارك علا التقديم واعترضت مرة ثانية

و قلت زميلتي علا بكر لن يشاركها أحد في جهدها و نجاحا و وافقني الاستاذ ابراهيم الصياد الرأي و وضعوا الرعاية على البرنامج وكل ما استطاعوا ان يفعلوه أن احضروا شخص يشرف على تنفيذ البرنامج و الإعلانات التي تبث أثناء إذاعته .

هذا هو الفكر الاخواني سرقة مجهود الآخرين و مشاركتهم في كل شيئ و طبعاً بعد ٧/٣ عرفت أن المذيع بتاعهم هرب مع اللي هربوا لتركيا . …

أيضاً من أشكال التدخل في راديو مصر بعد أن وصل الإخوان لقصر الاتحادية بدأت الجهات الإعلامية ترسل أسماء المندوبين الذين سيقومون بتغطية نشاط رئاسة الجمهورية.

وبالفعل رشحت اثنين من أكفأ الزملاء وأرسلت الأسماء ودخلت عليا المكتب مذيعة زميلتنا من الذين ارتدوا الحجاب فور إعلان فوز مرسي، وهي أماني كمال الهاربة الآن في قطر ، وقالت إنها ستغطي نشاط الرئاسة ، فاخبرتها أنني أرسلت الأسماء خلاص ، وهي ليست من ضمنهم ، فقالت لي أنا صديقة الدكتور ياسر علي ، وهو من طلبني لهذه المهمة فاخبرتها أن الصداقة خارج العمل و أنا لن أغير الأسماء ، فغضبت بشدة و خرجت من المكتب وفور خروجها جاءني اتصال من المتحدث الرسمي للرئاسة الدكتور ياسر علي وسألني: “مش عاوز أماني تغطي نشاط الرئاسة ليه ؟”، فأخبرته أنها مذيعة شاطرة لكن دي شغلانة مراسل مش مذيع فقال إحنا عاوزينها فقلت له أنا أرسلت الأسماء خلاص ، فسكت قليلاً ثم قال خلاص خليهم ٣ لراديو مصر فقلت له تمام بس أنا المسئول عن توزيع الشغل عليهم ولو جابت شغل في يوم مش دورها مش حذيعه فغضب بشدة وأنهى المكالمة فأحضرتها إلى مكتبي وأخبرتها بما دار بيننا وأن الشغل مسئوليتي وقد كان.

الأستاذ محمد علي خير دخلنا سوى راديو مصر مع بداية حكم الإخوان و بدأ برنامجه الإذاعي ( مصر في ساعة ) ، البرنامج لاقى شعبية كان من النادر تلاقي حد في وقت بث البرنامج مش بيسمعه وكان لنا حكايات و مواقف على الهواء كثيرة جدا.

و نتيجة لهذا النجاح حاول الإخوان السيطرة على البرنامج و كانوا في أحيان كثيرة يطلبوا مني بصفتي مدير عام الراديو أقول لخير يقلل من نقده للرئيس وللحكومة و أنا لم أنقل له هذا الطلب و لا مرة و يمكن هو قال قبل كده أن المستشار اللي كان مالوش شغلة غير راديو مصر التقى به وحاول أنه يوجه البرنامج و فشل و لم يكن أمام الإخوان إلا إخراج خير من راديو مصر !!!

وبرنامج خير كان برنامجاً ممولا بإعلانات يعني في بنك هو اللي دافع لاتحاد الاذاعة و التليفزيون عشان يتذاع، وكمان بيجيب إعلانات ، و مع ذلك مع اقتراب نهاية عقد البرنامج اتصل بي المستشار المسئول عن ملف تطوير ماسبيرو في الفريق الرئاسي وقال لي بصيغة الأمر ( ما تجددش لخير ) فاخبرته أن البرنامج برعاية مالية وبيجيب إعلانات كويسة و رفضي التجديد يبقى إهدار للمال العام فرد عليا ساخراً كويس أنك بتخاف على المال العام و أنهى المكالمة وفي صباح اليوم التالي وصلني خطاب من يحيى حامد وزير الاستثمار يطلب فيه رعاية الوزارة لبرنامج على راديو مصر يقدمه واحد اسمه محمد الجوادي في نفس أيام و توقيتات برنامج خير و بمبلغ رعاية رهيب يفوق ما يقدمه برنامج خير تقريباً عشرات المرات وطبعاً هنا أنا لا أستطيع الرفض لأني بكده أكون بهدر مال عام .

وعندما أخبرت خير بالأمر قال إنه متفهم جداً لموقفي و إنه حيخلص الحلقات اللي في العقد و يمشي و فعلاً مع بداية شهر يونيو ٢٠١٣ كانت آخر الحلقات و خرج خير من راديو مصر و يوم ٣ يوليو الصبح بعد البيان التاريخي ، الذي أطاح بالإخوان طلعت للأستاذ شكري ابو عميرة رئيس مجلس الامناء و طلبت منه أنه يكلم خير في مكالمة على الهواء و يطلب منه العودة لراديو مصر و بالفعل تمت المكالمة و لكن خير اعتذر لأنه بالفعل وقع على عقد مع إذاعة اخرى.

و مع توقف برنامج خير و أثناء التجهيز للبرنامج الجديد للجوادي وضع أحمد عبد العزيز برنامجاً جديداً من منتصف شهر يونيو ٢٠١٣ تقدمه المذيعة الإخوانية أماني كمال الهاربة في قطر و الله ، حتى لا أتذكر اسمه لأن لم يبث منه إلا حلقة واحدة كانت المفروض مع وزير الشباب أسامة يس من مكتبه و تأخر على موعد البرنامج و وصل مكتبه في آخر عشر دقائق و بعد كده لم تقدم حلقات أخرى .. فطلب أحمد عبد العزيز مني أن يتوقف الإعداد في برنامج ( من قلب القاهرة ) عن إحضار الضيوف وأنه سوف يرسل يومياً الضيف إلينا وده التوك شو السياسي الرئيسي في المحطة وطبعاً الأمر لاقى معارضة شديدة داخل الراديو لكن أيضاً أنا لي حدود في الاعتراض ، و في اليوم الاول جاءت الضيفة و كانت عضو مجلس شيوخ ويقال لها الدكتورة و عرفنا بعد كده انها مدرسة في حضانة ، و البعض قال انها عاملة في الحضانة مش مدرسة المهم أنها دخلت الراديو بمنتهى الغطرسة و قدمت لي ملف به أوراق و قالت لي ( ده إسكيربت الحلقة ) دي الأسئلة و دي الأغنيات اللي حتستخدم و أي خروج عن كده حيقابل بكل حزم .. و بدأت الحلقة و إذا بالزميلة سارة عبد الباري مذيعة البرنامج تبدأ الحلقة بقولها :
أولاً شكر واجب لرئاسة الجمهورية بعتت الضيفة و الأسئلة و الأغاني .. و هنا خرجت الضيفة من الاستوديو واتصلت بأحمد عبد العزيز و كنا سمعنها و هي تقول له هزئوني على الهواء لازم تتصرف وتركت الراديو و مشيت و هو اتصل بي مهدداً بتحولي أنا و المذيعين إلى النيابة العامة .

و في يونيو ٢٠١٣ و الحراك الموجود في الشارع المصري بدأ الإخوان يستعدون ل٣٠ يونيو و إجتمع صلاح عبد المقصود مع قيادات ماسبيرو وحضرت الاجتماع بصفتي مدير عام راديو مصر وكان الاجتماع يضم رئيس مجلس الامناء ورؤوس القطاعات و الإدارات المركزية وكان إلى جواري صديقي العزيز الاستاذ خالد مهنا و بعد دخول صلاح إلى القاعة وجلوسه على رأس ترابيزة الاجتماعات قلت للأستاذ خالد .. تصدق أن دي آخر مرة حنشوف الأشكال دي .. وكان الوزير مرتبك و مهزوز وكان كل همه أننا ننقل فاعليات الإخوان في الشارع في جميع المحافظات.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى