فى انتظار نعى زعيم داعش الرابع.. « الخلافة بلا خليفة »
رسالة سوريا: أشرف التهامي
لم يؤكد تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي أو ينفِ أخبار مقتل زعيمه الرابع الارهابي “أبو الحسين القرشي”، وبقي ملتزمًا الصمت، بعد مضي أكثر من 80 يومًا على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “تحييده” بعملية استخباراتية شمالي سوريا.
وفي الوقت الذي يترقب فيه المتخصصون بالشأن “الجهادي” نعي “الخليفة” الرابع عبر المتحدث الرسمي للتنظيم، الارهابي “أبو عمر المهاجر”، كما جرت العادة مع سابقيه ومعرفة خليفته، نشر التنظيم الارهابي في 25/6/2023إصدارًا جديدًا حمل اسم “صناع الملاحم (7)”، مستعرضًا عشرات العمليات لعناصره.
اعتاد التنظيم الارهابي بعد العمليات التي استهدفت زعماءه الإعلان عن مقتل “الخليفة” وتعيين زعيم خلفًا له بتسجيل واحد، وتراوحت الفترة بين عملية القتل وإعلان تعيين البديل بين أربعة أيام ونحو شهر.
تركيا تعلن مقتل “أبو الحسين”
في 30 من نيسان أبريل الماضي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن جهاز الاستخبارات التركية (MIT) “حيّد” الارهابي زعيم تنظيم “الدولة” الارهابي، “أبو الحسين القرشي”، بعملية في مدينة جنديرس شمالي حلب، في 29 من الشهر نفسه، قائلًا إن جهاز الاستخبارات كان يتعقبه منذ فترة طويلة.
حصلت “عنب بلدي” المعارضة على معلومات من مصدر في “الشرطة العسكرية” لـ”الجيش الوطني السوري”الارهابي المدعوم من تركيا، بأن وحدات المخابرات نفذت مع “الجيش الوطني” الارهابي عملية أمنية في قرية مسكنة التابعة لجنديرس شمالي حلب.
وقال المصدر (طلب عدم الكشف عن اسمه)، إن القيادي الارهابي المشتبه به فجّر نفسه في المبنى الذي كان يتحصن فيه، وفرضت القوات طوقًا أمنيًا حول المنزل ولم تسمح لأحد بالاقتراب.
في 2 من أيار – مايو -الماضي، نقلت وكالة “رويترز“، عن مسؤول أمني تركي كبير (لم تسمِّه)، أن الارهابي“أبو الحسين القرشي” قُتل عندما فجر سترة ناسفة خلال غارة للقوات الخاصة التركية بعد رفضه الاستسلام.
المسؤول الأمني أوضح أن العملية استمرت أربع ساعات، وأن المخابرات التركية كانت تراقب الارهابي“القرشي” منذ فترة، ونفذت العملية السرية بعد التأكد من أنه سينتقل من مكان إقامته في وقت قريب.
وذكر المسؤول أن الارهابي“القرشي” فجر سترته الناسفة حين أدرك أنه سيجري القبض عليه، لافتًا إلى أنه تلقى عدة دعوات للاستسلام، لكنه لم يرد عليها.
واستمرت فترة تولي الارهابي “أبو الحسين القرشي” زعامة “الدولة الإسلامية” الارهابي أربعة أشهر، منذ تعيينه نهاية تشرين الثاني -نوفمبر2022 حتى إعلان “تحييده”، ويعد “الخليفة” الرابع للتنظيم.
إصدار بغياب “الخليفة”
بعد نحو شهرين على إعلان مقتل الارهابي “أبو الحسين”، نشر تنظيم “الدولة” الارهابي، في 25 من حزيران – يونيه الماضي، إصدارًا جديدًا حمل اسم “صناع الملاحم (7)”، استعرض عشرات عمليات الاستهداف التي نفذها في مختلف المحافظات السورية، وتركز معظمها في دير الزور ودرعا.
وتضمّن التسجيل المصوّر استعراضًا لعمليات اقتحام مقار وحواجز، وعمليات إعدام ميداني لعناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الانفصالية وآخرين من قوات الجيش السوري، وعملية طالت دورية روسية في درعا.
واستعرض الإصدار مشاهد من تفخيخ وتفجير منازل لأشخاص قال إنهم “جواسيس”، وعملية إعدام أربعة أشخاص من الطائفة الإسماعيلية بريف حماة الشرقي، كما فجر مقاتلوه مقار عسكرية لقوات الجيش السوري و ”قسد” الانفصالية.
طالع المزيد:
– جرائم داعش بحق السكان المدنيين في سورية والعراق (1)
– جرائم داعش بحق السكان المدنيين في سورية والعراق (2).. فتوى التعامل مع الآثار
يعد الإصدار واحدًا من سلسلة “صناع الملاحم” الدعائية للتنظيم الارهابي سبقته ستة إصدارات، بدأها في آذار – مارس2021 بإصدار لفرعه في باكستان، وبعد شهر تبعه إصدار من شبه جزيرة سيناء بمصر.
وفي أيار- مايو 2021 كان إصدار في العراق، وفي تموز بأفغانستان، وفي تشرين الأول – اكتوبر من العام نفسه في غرب إفريقيا، وتأخر إصدار “صناع الملاحم (6)”، ونشره التنظيم في نيسان – ابريل 2022.
ولم يتطرق إصدار “صناع الملاحم (7)” إلى اسم زعيم التنظيم، رغم ظهور عنصرين ارهابيين خلاله وإعلان ولائهما لـ”الخليفة” بقولهما “خليفة المسلمين” دون ذكر اسمه.
الصحفية في هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (BBC)، والمتخصصة في شؤون الجماعات “الجهادية” مينا اللامي، قالت عبر “تويتر“، إن الإصدار الجديد مقلق للغاية من حيث العنف، معتبرة أنه يحمل هدفين رئيسين.
الأول، بحسب اللامي، هو ردع أي شخص عن العمل ضد تنظيم “الدولة” الارهابي في سوريا، والثاني إثبات أن التنظيم الارهابي لا يزال يتمتع بالقدرة والوصول في البلاد، على الرغم من فقدانه شخصيات قيادية.
هل يفتقد التنظيم الارهابي للقيادات؟
بعد استهداف الارهابي“ البغدادي”، استغرق الإعلان عن مقتله وتعيين الارهابي “أبو إبراهيم القرشي” أربعة أيام، وعقب مقتل الارهابي “أبو إبراهيم”، أعلن التنظيم عن ذلك بعد 37 يومًا وعيّن الارهابي “أبو الحسن القرشي”.
وبعد شهر من مقتل الارهابي “أبو الحسن القرشي”، أعلن المتحدث باسم التنظيم تعيين الارهابي “أبو الحسين” زعيمًا للتنظيم الارهابي.
الباحث المتخصص في الجماعات “الجهادية” عرابي عرابي، أرجع تأخير إعلان مقتل زعيم التنظيم الارهابي إلى سببين:
الأول عدم وجود قيادات من الصف الأول تستطيع أن تسد مكان “الخليفة”، وتتوافق عليها الولايات التابعة له.
وقال عرابي لعنب بلدي المعارض، إنه في حال وجود قيادات، فهي على الأغلب من الصف الثاني أو الثالث، وهذا يدخل التنظيم الارهابي في حالة ضعف.
وربما المشاورات حاليًا تنحصر حول مزايا القائد الجديد، والتأخير مبرر، فالتنظيم الارهابي لا يعلن عن مقتل زعيمه إلا بعد أن يولي شخصًا مكانه.
وبحسب خبراء وباحثين، فإن أولويات التنظيم الارهابي باختيار زعيمه هي العقيدة بالمقام الأول، وأن يكون “قرشيًا هاشميًا” بالمقام الثاني، وعربيًا بالدرجة الثالثة.
ويعود استخدام “القرشي الهاشمي” إلى أصل الرسول محمد للأسف الشديد ، وبالتالي فإن استخدام قادة التنظيم الارهابي لهذه الألقاب، يوحي بأنهم قادمون من نسب النبي، حسب زعمهم.
السبب الثاني لتأخير الإعلان، هو أن التنظيم الارهابي ربما يرى في الصمت مصلحة خاصة له، ويترك الأمور للتساؤلات والتكهنات، خاصة مع وجود عمليات متصاعدة ضده في سوريا والعراق.
ومنذ مطلع العام الحالي، تتبادل قوات التحالف الدولي التي تقودها أمريكا في سوريا، وتنظيم “الدولة الإسلامية الارهابي إحصائيات للعمليات التي نفذاها في سوريا، إذ يستهدف التحالف خلايا التنظيم الارهابي، بينما يرد الآخر باستهدافات متفرقة ضد “قسد” الانفصالية وقوات الجيش السوري، ومدنيين يتهمهم بـ”العمالة” للأخيرين.
وفي 6 من تموز- يوليو الحالي، قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، إن قواتها العسكرية نفذت إلى جانب التحالف الدولي و”شركاء آخرين”، 37 عملية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي في سوريا والعراق خلال حزيران – يوليو-الماضي.
وأسفرت العمليات عن مقتل 13 إرهابيا من التنظيم، واعتقال 21 آخرين، كانت سبع عمليات من أصل الحصيلة في سوريا، أسفرت عن مقتل عنصر واعتقال 14 آخرين، و30 عملية في العراق، نتج عنها مقتل 12 ارهابيا واعتقال سبعة.
ثلاثة زعماء سبقوا “أبو الحسين”
في 30 من حزيران – يوليو 2014، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية الارهابي في العراق والشام” قيام ما وصفها بـ”الخلافة الإسلامية”، وتنصيب الارهابي عبد الله إبراهيم السامرائي المعروف بـ”أبو بكر البغدادي”، “إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان”.
بعد خمس سنوات، وإثر تراجع عمليات التنظيم الارهابي وانحسار مناطق سيطرته جغرافيًا، نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال جوي في منطقة باريشا بريف إدلب الشمالي، على موقع يتحصن فيه الارهابي “البغدادي”، في وقت مبكر من فجر يوم 27 من تشرين الأول – اكتوبر 2019 ، ثم شنت طائرات حربية أمريكية غارات على المكان.
اكتشفت القوة الأمريكية مخبأ الارهابي “البغدادي” في نفق، وأغلقته وانتهى الأمر عندما فجر سترته الناسفة، وفق رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، وقُتل حينها سبعة أشخاص مدنيين، هم ثلاثة رجال وثلاث نساء وطفلة.
“الخليفة” الثاني هو الارهابي عبد الله قرداش (أبو إبراهيم القرشي)، واستمرت قيادته للتنظيم الارهابي ثلاث سنوات وخمسة أشهر، وقُتل في شباط – فبراير2022، بعملية إنزال جوي أمريكية على منزل في قرية أطمة الحدودية، وأسفرت العملية عن مقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء.
الزعيم الثالث للتنظيم كان الارهابي “أبو الحسن القرشي”، واستمرت فترة “خلافته” نحو ثمانية أشهر، وقُتل بعملية لـ”الجيش السوري الحر” الارهابي بمحافظة درعا جنوبي سوريا، في تشرين الأول – أكتوبر 2022، وفقًا للمتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سينتكوم)، جو بوتشينو، والرابع هو الارهابي “أبو الحسين”.
