تزايد صفقات العملات المشفرة بين أتباع تنظيم الدولة الإرهابي
متابعة: أشرف التهامي.
كشفت دراسة لشركة استخبارية عن ازدياد صفقات العملات المشفرة، التي يعتمدها أتباع تنظيم الدولة الإرهابي “داعش” في سوريا والعراق، وفي مختلف أرجاء قارة آسيا.
وحددت تلك الدراسة الشاملة روابط وصل مباشرة بين فصائل متطرفة والعديد من المبادرات التي تسعى لجمع التبرعات لصالح تنظيم الدولة الارهابي في سوريا.
أدلة على استخدام شبكة ترون لدعم العمليات الإرهابية
كشف التقرير الاستقصائي لـ “مختبرات TRM” عن زيادة في صفقات العملات المشفرة خلال السنة الماضية، وهذا ما يشير إلى وجود شبكات مرتبطة بتنظيم الدولة الارهابي في طاجيكستان وإندونيسيا وأفغانستان تستعين بقوة بالعملات الرقمية لتزيد من عملياتها.
وكما أشارت تلك الشركة البحثية، فإن العنصر الأساسي الذي يقوم بتسهيل تلك الأمور بالنسبة للجزء الأكبر من الصفقات التي تمت دراستها هو فكرة الاستعانة بعملة “تيثر”.
في إندونيسيا
أوضح التقرير دور العديد من الأفراد في سوق العملات الرقمية بأندونيسيا، إذ إنهم يحولون مبالغ طائلة لحملات تعمل على جمع التبرعات لصالح تنظيم الدولة الارهابي في سوريا، كما سلط التقرير الضوء على الأرقام الكبيرة لتلك الصفقات، وجاء فيه: “خلال عام 2022 وحده، أجريت صفقات تجاوزت قيمتها 517 ألف دولار على يد أفراد يستعينون بسوق العملات في إندونيسيا، وقد أُرسلت تلك الأموال لعناوين مرتبطة بمبادرات تعمل على جمع التبرعات لصالح تنظيم الدولة الارهابي في سوريا، ولشركات صرافة محلية تساعدهم في نشاطاتهم”.
بيد أن عمليات جمع التبرعات تدعي بأنها تجمع الأموال لمساعدة وتحرير أهالي عناصر تنظيم الدولة الارهابي المحتجزين في المخيمات بسوريا.
ثم إن جميع الصفقات المالية التي تم التعرف إليها أجريت بعملة تيثر عبر شبكة “ترون” وبزيادة مطردة وقدرها عشرة آلاف دولار.
“ترون وتي آر سي – 20” كأدوات للتجنيد
كشفت دراسة لحالة غريبة وردت في التقرير أن العملة المشفرة تستخدم في طاجيكستان كأداة لتجنيد الأفغان ضمن تنظيم الدولة الارهابي، فقد تبين من خلال حملة لجمع التبرعات استمرت لفترة طويلة بأنها مرتبطة بعنوان كان يشهد تدفقاً هائلاً من الأموال يعادل مليوني دولار أميركي وذلك بعملة TRC-20 USDT على شبكة ترون في عام 2022 وحده.
وعبر الاستعانة بقوة صفقات العملات الرقمية في مجال التعقب، تمكنت الشركة من تحديد مصدر تدفق الأموال وحذّرت المتعاملين في سوق الأوراق المالية من التعامل مع تلك الجهات وتجميد أموالها. فأتت النتائج سريعة وخلفت أثراً كبيراً، إذ في 22 حزيران – يونيه، ألقت السلطات التركية القبض على الارهابي شامل هوكوماتوف، وهو أحد كبار الممولين لدى تنظيم الدولة الارهابي، بناء على المعلومات التي وردت في التقرير.
كما أوضح التقرير أن وحدة إعلامية مرتبطة بأحد عناصر تنظيم الدولة الارهابي في باكستان بدأت تدافع عن قدرتها على قبول التبرعات منذ أواخر عام 2022.
جمعت العناوين المرتبطة بالتنظيم الارهابي نحو 40 ألف دولار خلال السنة الفائتة، بحسب ما ذكرته شركة مختبرات TRM.
تطور عمليات جمع التبرعات لصالح الجهات الإرهابية المتطرفة
في تقرير منفصل نُشر في 28 حزيران – يونيه الماضي، كشفت شركة مختبرات TRM أن حجم الأموال غير المشروعة التي تتم بعملة بيتكوين قد تراجع إلى حد كبير خلال السنوات السبع الماضية، وأكد التقرير حصول تحوّل كبير بالنسبة لبيتكوين التي كانت في السابق عملة حصرية لتمويل الإرهابيين، إذ بحلول عام 2022، أصبحت ترون تستخدم بنسبة 92% لتمويل العمليات الإرهابية، ما يعني حصول تحوّل كبير في مشهد العملات الرقمية في مجال العمليات الإرهابية.
المصدر: Cryptomode