الشمال السوري المحتل يعانى قلة المواد الغذائية وغلاء الأسعار

 

 

 

من سوريا: أشرف التهامي

شهد الشمال السوري المحتل تركيا خلال الستة أشهر الماضية ارتفاعًا في أسعار السلع الغذائية بنسبة 48%، وذلك إثر هبوط سعر صرف الليرة التركية التي يستخدمها السكان في تداولاتهم اليومية.

وقال فريق REACH التابع للأمم المتحدة في تقرير له، إن مُعدل الحد الأدنى من الإنفاق على المواد الغذائية الأساسية ارتفع من 1600 ليرة تركية إلى ما يُقارب 2700 ليرة تركية خلال سنة ونيف.

وذكر التقرير أنه بين ارتفاع وهبوط تتأرجح أسعار الخضر والفاكهة خلال ستة أشهر، فمثلًا انخفض سعر البصل في حلب بنسبة 31% في حين ارتفع سعره في إدلب بنسبة 16% ذلك لأن إدلب تعتمد على البصل المُستورد بينما تعتمد حلب على الإنتاج المحلي.

ووفقًا للتقرير فقد استمرت أسعار الطماطم بالارتفاع بنسبة 8% ذلك بسبب أن الشمال السوري يعتمد على الطماطم المستورَدة من تركيا.

أكثر المناطق تأثراً

والتزايد الذي يشهده الشمال السوري يختلف من منطقة إلى أخرى وبحسب المدة الزمنية حيث تُعتبر منطقة مارع في ريف حلب الشمالي الأكثر تأثرًا بالأسعار بنسبة ارتفاع 16% على مدار 6 أشهر، بينما تُقابلها منطقة تفتناز في ريف إدلب بما نسبته 30%.
شهدت سلع معينة ارتفاعًا ملحوظًا أكثر من السلع الأخرى يَعود ذلك لأنها في الغالب سلع مُستوردة من الخارج فمثلًا في الحاجيات الأساسية ارتفع سعر معجون الطماطم بنسبة 20% على غراره أيضًا ارتفع سعر البرغل بنسبة 15% والأرز 13%، أما في الخضراوات فقد شهدت أسعار البطاطا والخيار انخفاضًا ملحوظًا حيثُ انخفض سعر البطاطا ما نسبته 30% على مدار 6 أشهر، في حين شهدت عدة سلع أخرى ارتفاعًا متفاوتًا بالأسعار.

تحذير من استهلاك المخزون

وحذّر فريق “منسقو استجابة سوريا” من أن المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا بدأت باستهلاك المخزون الاستراتيجي الموجود في الداخل السوري.
وفي بيان له، مع استمرار توقف دخول المساعدات عبر الحدود لليوم السادس عشر على التوالي، بعد توقف تفويض مجلس الأمن، قال الفريق إن 18 شاحنة فقط دخلت عبر معبر باب السلامة الحدودي، وفق الاستثناء الممنوح، الذي ينتهي بعد 18 يوماً، فيما لم يسجل دخول أي شاحنة من معبر الراعي، على الرغم من شمول المعبر بالاستثناء المسجل.
وأوضح البيان أن المنظمات العاملة شمال غربي سوريا بدأت باستهلاك المخزون الاستراتيجي، وتشكل استنزافا كبيرا لعمل المنظمات الإنسانية، وسط غياب أي حلول من قبل المجتمع الدولي، مع مخاوف كبيرة من استهلاك كل المخزون، والدخول بمراحل جديدة من العجز الإنساني في المنطقة.
وحذّر فريق “منسقو استجابة سوريا” كل الجهات من استمرار توقف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والتي ستبدأ ظهور آثارها خلال الأسبوعين المقبلين، وخاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات غير مقبولة، وتزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المدنيين في المنطقة”.

قلة المُساعدات الغذائية

وجدير بالذكر أنه في حين ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار يُعاني السوريون في الشمال السوري من قلة المُساعدات الغذائية القادمة من المنظمات الدولية إثر انخفاض التمويل حيثُ أفادت المنظمات أن عدد شاحنات المساعدات التي تعبر إلى شمال غربي سوريا قد انخفض مقارنة بالعام الماضي (مع عبور 2496 شاحنة في الفترة من يناير إلى مايو 2023 مقارنة بـ3506 في يناير ومايو 2022).

زر الذهاب إلى الأعلى