حقيقة مغادرة 12 ألف من مطار دمشق الدولي في يوم واحد.. التفاصيل
تقرير: أشرف التهامي
نشرت مواقع إخبارية معلومات تفيد بمغادرة 12 ألف مسافر من مطار دمشق في يوم واحد، مشيرة – نقلاً عن مصادر لم تسمها وحسابات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي- إلى أن وجهات السفر كانت أربيل ، ومصر ، ودبي ، وروسيا وغيرها.
وجاء في الخبر أن “مطار دمشق حقق يوم الإثنين (31 من يوليو 2023) رقماً قياساً في عدد المغادرين، كلهم يبحثون عن لقمة العيش”.
واللافت في الخبر المتداول هو عدد المغادرين الضخم نسبة إلى عدد الطائرات المغادرة من مطار دمشق يوم الإثنين 31 من يوليو.
كم طائرة أقلعت من مطار دمشق يوم 31 يوليو؟
وتشير بيانات مواقع تتبع حركة الطائرات إلى أن مطار دمشق شهد مغادرة ست طائرات فقط، الأولى انطلقت في الساعة السابعة صباحاً وتوجهت نحو النجف والثانية نحو بغداد والثالثة أيضاً للوجهة ذاتها.
أما الرحلة الرابعة والخامسة فكانت وجهتهم العاصمة النجف، في حين انطلقت آخر رحلة من مطار دمشق الدولي في الساعة 11 مساء وكانت وجهتها بغداد.
مما سبق نجد أن جميع الطائرات التي غادرت مطار دمشق الدولي يوم الإثنين الماضي كانت وجهتها العراق.
ولابد من الإشارة إلى أن وجهات سفر المغادرين من مطار دمشق الدولي المذكورة في الأخبار المتداولة (أربيل ومصر ودبي وروسيا) قد تكون صحيحة في حال حجز تذاكر سفر بمحطات توقف؛ فمثلاً يمكن السفر إلى مصر برحلة على الشكل التالي : دمشق – بغداد – القاهرة، وهذا الخيار متاح في شركة “فلاي بغداد” التي سيّرت رحلة في اليوم ذاته من دمشق إلى بغداد.
الطائرات المغادرة من مطار دمشق الدولي يوم 31 يوليو
كم عدد المغادرين؟
بالنظر إلى الرقم الوارد بخصوص عدد المغادرين من مطار دمشق يوم الإثنين والبالغ 12 ألف مسافر، فيمكن التأكد من صحته عبر معرفة السعة القصوى لكل طائرة غادرت المطار في اليوم ذاته على الشكل التالي:
استخدمت الشركة الأولى (UR Airlines) التي انطلقت من دمشق إلى النجف، طائرة B733 وهي اختصار لطراز طائرة Boeing 737-300 ، وتعتمد القدرة الاستيعابية للطائرة على تكوين المقاعد والتخطيط الداخلي للشركة الناقلة.
طالع المزيد:
– سر استهداف روسيا للمسيرات الأميركية فى الأجواء السورية
ويمكن أن تتسع طائرة Boeing 737-300 لعدد من الركاب يتراوح بين 128 إلى 149 راكبا في التكوينات القياسية ويمكن اعتماد الرقم الأعلى وهو 149 راكباً في الرحلة على فرض أنها كانت محجوزة بالكامل.
وينطبق الحساب ذاته على الرحلة الثانية والثالثة والرابعة والسادسة التي غادرت مطار دمشق بطائرات من طراز B733 التابعة لشركة (UR Airlines) وفلاي بغداد.
أما رحلة الساعة 8 والنصف مساء التي توجهت إلى النجف عبر شركة “فلاي بغداد” باستخدام طائرة B738 وهي إحدى طرازات الطائرات المصنوعة من قبل شركة بوينغ فالعدد فيها يختلف عن طراز B733.
وفي العادة، تتسع طائرة B738 لنحو 85 إلى 230 راكباً، اعتمادًا على “التكوين” الجلوس الذي تم اختياره واحتياجات الشركة الناقلة.
وبالنظر إلى مجموع الركاب الكلي يتبين أن خمس طائرات من طراز B733 أقلعت من المطار بسعة 149 راكباً للطائرة الواحدة والسادسة تتسع كحد أقصى لـ 230 راكباً. مما يعني أن مجموع المسافرين المغادرين يوم الإثنين 31 من بوليو لا يمكن أن يتجاوز ألف شخص على أحسن تقدير.
مما سبق نجد أن الرقم المتداول لعدد المغادرين مبالغ فيه بشكل كبير إذ يجب أن يقلع من المطار أكثر من 50 طائرة لتتمكن من نقل هذا العدد الكبير.
ولا يتجاوز عدد الطائرات المغادرة من مطار دمشق الدولي يومياً الـ 15طائرة وفقاً للمعلومات الواردة في مواقع تتبع الطائرات.