أجانب فى مخيمات الإرهاب.. بعد إعلان مقتله في سوريا مراهق أسترالي يظهر حيًّا

متابعة: أشرف التهامي
ظهر الشاب الأسترالي، يوسف ذهب، في مقطع مصور من داخل سجن في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، ويعود تاريخ “الفيديو” إلى شهر سبتمبر 2022، لينفى ما اشيع عن قتله خلال هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي مطلع العام الماضي على سجن “الصناعة” حيث كان محتجزًا.

وبحسب مانقله موقع صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الأربعاء 2 من أغسطس، فقد نقل المقطع المصور إلى السلطات الأسترالية، وعرض على أفراد عائلة “ذهب” في أستراليا، كما أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الانفصالية التي تسيطر على المخيمات والسجون في المنطقة قد تعرفت على الشاب.
وتسعى المنظمات الخيرية الدولية إلى تأكيد هويته بشكل أكبر، على الرغم من أن أسرة يوسف قد تعرفت عليه من خلال المقطع المصور وقد بلغ 19 عامًا، وهو يبدو بصحة جيدة وغير مصاب، وأنه نجا من الهجوم.
وقال أفراد العائلة، إنهم تلقوا معلومات من عدة مصادر تفيد بأن يوسف على قيد الحياة بالفعل.
وتأتي هذه الأنباء بعد نحو 12 شهرًا على انتشار معلومات من عدة مصادر، ينها منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية.تشير إلى وفاة يوسف، ب
وكان مسؤول في الحكومة الأسترالية، حسب “هيومن رايتس ووتش” ، أبلغ الأقارب في 17 من يوليو 2022، أن ذهب، الذي كان قد بلغ الـ18 في ابريل حينها، توفي لأسباب غير مؤكدة. وذكر العائلة أنها علمت في يناير 2021، أن ولدها أصيب بمرض السل في سجن مؤقت مكتظ للغاية تديره جماعة ارهابية مسلحة يقودها الأكراد الانفصاليون وتحتجز فيه سوريين وأجانب يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة” الارهابي، وأن علاجه قد توقف.
وفي يناير 2022، وردت معلومات أن ذهب أصيب في رأسه وذراعه خلال معركة شنتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الانفصالية، والتحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة سجن الصناعة من تنظيم “الدولة”الارهابي.
وتحتجز حاليًا والدة يوسف وشقيقته وأطفالها، ضمن مخيم في شمال شرقي سوريا، بينما كان قد قُتل أشقاؤه خالد ومحمد اللذان كانا ضمن صفوف التنظيم الارهابي في غارات جوية.
وغادر يوسف إلى سوريا مع أسرته عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا، إذ كان إخوته الأكبر سنًا مقاتلين ارهابيين ومجندين في تنظيم “الدولة”الارهابي.
وعلى الرغم من عدم اتهامه بأي جريمة، فقد سجن الشاب عندما بلغ سن 14 عامًا، لتأتي الأخبار حول مقتله في هجوم مقاتلي التنظيم الارهابي في يناير 2022 على سجن “الصناعة”، في محاولة لتحرير أفراد التنظيم الارهابي المسجونين.
وتأمل عائلته في أستراليا بعد أن تلقت الحكومة الأسترالية دليلًا على أن يوسف على قيد الحياة، في أن تتحرك لإعادته إلى بلاده، بالإضافة لبقية المواطنين، وبالأخص لأن بعضهم معرض لخطر الانفصال عن أمهاتهم ووضعهم في السجون.
وتفصل “قسد” الانفصالية الأولاد الذين بلغوا سن البلوغ بشكل منهجي عن عائلاتهم وتضعهم في السجون “خوفًا من التطرف”، حسب وصف صحيفة “الجارديان” .


صورة ليوسف ذهب قبل مغادرته أستراليا في سن الـ11- (هيومن رايتس ووتش)

40 أستراليًا في مخيم “الروج”

وأطلقت الحكومة الأسترالية بعثتين لإعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا إلى البلاد، أولها في عام 2019، حين أعيد ثمانية أطفال أيتام، بينهم مراهقة حامل، من مخيمات الاحتجاز في شمال شرقي سوريا.

وفي اكتوبر 2022، وبعد ضغوط حقوقيين دوليين، تعقيبًا على أنباء وفاة يوسف ذهب، لإعادة الرعايا الأستراليين، جرى إعادة أربع نساء و13 طفلًا أيضًا.

طالع المزيد:

د. رفعت سيد أحمد يكتب: عندما يستثمر داعش والإخوان الصراعات الأفريقية لنشر الإرهاب

ماهي غرفة MOC وغرفة MOM الإرهابيتين؟.. الفرق بينهما ودورهما في الحرب السورية

ولا يزال يوجد حاليًا حوالي 40 أستراليًا (عشر نساء و30 طفلًا)، من زوجات وأرامل وأطفال مقاتلي التنظيم الإرهابي القتلى أو المسجونين، محتجزين في مخيم “الروج” شمال شرقي سوريا.

كما توجد مجموعة أصغر من الأستراليين المحتجزين في مخيم “الهول”، الأكبر حجمًا والأكثر خطورة، والتزمت الحكومة الأسترالية بإعادة الأستراليين المتبقين إلى بلدهم، لكنها لم تعطِ أي التزام بشأن موعد الإعادة.

وفي بيان صدر عن خبراء الأمم المتحدة الحقوقيين، في 21 من يوليو الماضي، قالت المقررة الخاصة، فيونوالا ني أولين، إن “احتجاز الأولاد لأجل غير مسمى، من المهد إلى اللحد، ومن مخيم إلى سجن، استنادًا إلى جرائم يزعم أن أفراد أسرهم ارتكبوها، هو مثال صادم للثقب الأسود القانوني الذي تجسده منطقة شمال شرقي سوريا حاليًا”.

وأضافت، “إننا نشعر بقلق بالغ من احتمال تعرض هؤلاء الأولاد لضرر جسيم ونخشى تعرضهم للاختفاء القسري والبيع والاستغلال والإيذاء والتعذيب والمعاملة أو العقوبة اللاإنسانية والمهينة”.

زر الذهاب إلى الأعلى