«وقفت بباب الطائرة ولم أشعر بنفسي إلا وأنا خارجها».. آية حلمى تصف لـ «بيان» تجربة القفزة الأولى بالمظلة
كتب: إسلام فليفل
“هقفز من طيارة!”.
“.. أنتِ مجنونة يابنتي؟!”.
“ما سبق هو الرد التلقائي لأي حد يسألني هي إيه الرياضة إلىّ بتتمرنيها الفترة دي؟..”
بهذه الكلمات بدأت آية حلمى، وهى فتاة شابة في العقد الثالث من عمرها، حديثها لـ “بيان” فقالت:
“رياضة المظلات هي رياضة عسكرية الأصل، فهي أصل سلاح المظلات المعروف داخل كل جيوش العالم، تحولت فيما بعد لرياضة يتم التدريب عليها في بعض النوادي، ويمكن لأي شخص يريد الالتحاق بها أن يفعل بعد تقديم ما يثبت أنه خال من أي إصابات أو أمراض عضوية يمكن أن تؤثر عليه، وذلك لصعوبة وشدة التمارين التى يخضع لها لممارسة هذه الرياضة ، وكذا لخطورتها ، حيث يتم تصنيفها عالميًا كأخطر الرياضيات التي يمكن ممارستها”.
بداية الفكرة
وتابعت حلمى فى تصريحاتها خاصة لـ “بيان” فقالت: “بدأت فكرة ممارسة المظلات لديّ منذ سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات، إلى أن جاءت الخطوة النهائية للتقديم والالتحاق بها أخيرًا.. حيث تقدمت إلى نادي الجلاء العسكري للقوات المسلحة بمنطقة ألماظة في مصر الجديدة، وهو يعتبر أهم النوادي فى تدريب هذه الرياضة لكونه نادي في الأصل عسكري، وتأكد هذا لى بعد خوض تجربة التدريب به خلال مدة وصلت إلى 3 شهور”.
ولفتت حلمى، إلى أن مدة التمارين لم تكن سهلة بالمرة، وخاصة بالنسبة لرياضة تحتاج إلى لياقة عالية وتدريب كبير، وتحتاج إلى قوة جسمانية، ونفسية، وطول بال، وصبر، وتحمل شديد لكي تصل بصاحبها إلى ما يحلم به.
وتضيف حلمى: “ولولا تعلقي الشديد بحلم الطيران كالعصفور في السماء، لكُنت أوقفت التمارين من المرة الثانية بسبب شدته وصعوبة تحمله ، ولكن في كل مرة كنت أضع ما أحلم به أمام ناظرى، حتى تعودت على صعوبة التمارين وشدته ووصلت أيضًا لحلمي أخيرًا.
اللحظة المنتظرة
وتقول “حلمى” عن اللحظة المنتظرة: “كانت لحظة القفز وإلقاء نفسى من باب الطائرة بكامل إرادتى من على إرتفاع 2500 قدم عن سطح الأرض، هى اللحظة المنتظرة”.
وتصف هذه اللحظة بالآتى: “توتر وخوف سبق لحظة القفز بليلتين كاملتين لم انم فيهما، وذهبت يومها بدون نوم، وأستغربت نفسي في هذا اليوم حقيقي، كنت أظن أنني سأظل مرتبكة ولكن ظهر عكس ذلك تمامًا.. فوجئت أن لدى ثبات انفعالي كبير حتى لحظة وصول الطائرة والجلوس والترقيم”.
“أقلعت الطائرة من على الأرض بسلام شعرت معها بقلبي يطير سأفعل الآن أجن شئ على وجه الأرض.. سألقي بنفسي من طائرة فماذا بعد سيأتي يمكن أن أخاف منه؟!”.
واستكملت “حلمى” عشرون دقيقة في الجو، تحركنا بالطائرة من مطار قاعدة شرق القاهرة العسكري بمنطقة شيراتون بمصر الجديدة وحتى منطقة الإسقاط بطريق مصر إسماعيلية، وحانت اللحظة.. الجرس رن، نور أخضر! فجأة شعرت بارتفاع الأدرينالين، ربما أكثر من إرتفاع الطيارة فى الجو..، كله واقف في مكانه وبدأ القفز الفعلي.. اللحظة إلي تحملت من أجلها 3 شهور تمارين من أصعب ما يكون.. وجاء الدور علىّ.. وقفت بباب الطائرة ، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا خارجها.. عشت 3 ثواني في الجو قبل فتح المظلة أعتقد أنهم بعمري كله إلليّ عشته من وقت ما خرجت للدنيا”.
فى الجو
وتواصل القافزة وصف مشاعرها وهى فى السماء تواصل رحلة هبوطها إلى الأرض: “لم يكن الأمر سهلًا بالنسبة لحلمى، صمدت في الجو دقيقتين وأربعون ثانية وهو رقم لم يتكرر كثيرًا لأي قافز في الجو ولكن أعتقد أنه بسبب خفة وزني قليلًا فحلقتُ كل هذه الثواني في الجو ولم أهبط بسرعة”.
لحظة السقوط
ثم جاءت لحظة السقوط وصدمة الأرض، وعنها تقول القافزة:
“أكثر ما كنت أخاف منه بسبب تمارينها الصعبة، وما سببته من كدمات في كل أنحاء جسمي، هى لحظة السقوط وصدمة الأرض.. وعندما وصلت الأرض لم أصدق نفسي أني فعلتها على الوجه الصحيح”.
“وأخيرًا أنا هنا على الأرض بسلام بدون أي صدمة أو إصابة لك الحمد يا الله”.
النتيجة
“شعور حقيقي لن يشعر به أحد إلا من خاض التجربة بنفسه، ولكن إذا تطلب الأمر، أن أقول شيئا، سأقول إنها تجربة رفعت ثقتي بنفسي بمعدل عشر أضعاف عن ذى قبل قبل.. ومنحتنى قوة وفخر عظيمين بالنفس لا يمكن وصفهما”.
واختتمت القافزة المحترفة آية حلمى، حديثها بالقول: “دائمًا ما أقول إن الحياة ما هي إلا رحلة من التجارب والمغامرات، وفي أعتقادي الشخصي هذه الأشياء هي من تشعرنا بقيمة أنفسنا الحقيقة، وأننا نقدر على أي شئ كما أنها تعطي طاقة تدفعنا فى إنجاز أمور حياتنا الروتينية، كما أن هذه التجرية لن تكون نهاية تجاربي أو مغامراتي”.