كيف حمت الدولة المقدسات الدينية؟
كتب: إسلام فليفل
استطاعت الدولة على مدار سنوات طويلة مضت، حماية المقدسات الدينية تحت توجيهات من القيادة السياسية فى مصر، ولا يمكن لأحد أن ينكر النجاح الذى تم والمجهود الكبير المبذول فى إتمام عملية التطوير إلا جاحد أو حاقد.
خطة تطوير المقدسات الدينية بدأت من قاهرة المُعز، فقد شهدنا إفتتاح بعض المقدسات التى شملت مساجد آل البيت ومنها مسجد الحسين ومسجد السيدة زينب ومسجد عمرو بن العاص، وكذلك مسجد الأزهر الشريف، ولقد تم وضع خطة تطوير لمسجد السيدة عائشة، ليس هذا وفقط بل إمتدت أيادى التطوير حتى وصلت إلى المقدسات الدينية المسيحية.
المسيح وأمه العذراء
وفى إطار إبراز أهمية ما تمتاز به مصر خاصة فى التأكيد على ضرورة التسامح والعيش المشترك بدون تفرقة فى المواطنة بين مسلم ومسيحى فكان الإهتمام بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية على حد السواء، ونجحت الجهود المبذولة فى إبراز وتطوير مسار الرحلة المقدسة للسيدة مريم العذراء إابنها المسيح عيسى عليه السلام فى ربوع المناطق التى مكثوا فيها فى مصر، مما يعد ذلك تشريفاً ومباركة للمصريين جميعاً على مر العصور.
أكبر كنيسة فى مصر
لأن الجميع إخوة فى الوطن الواحد، بإختلاف معتقداتهم ودياناتهم، جمعت مصر بين أبنائها المسلمين والمسيحيين فى مكان واحد، وبشكل أكثر دقة ووضوحًا لمدى التسامح والأخوة الإنسانية، وتوثيقاً لهذا الحدث التاريخى فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإفتتاح كنيسة الكاتدرائية بالعاصمة الإدارية منذ 5سنوات، وكان الإفتتاح حدثاً تاريخياً، وقد تزامن مع إحتفال الأقباط الأرثوذكس فى مصر بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح عيسى بن مريم، وكان الهدف من وراء بناء وإفتتاح هذا الصرح، إرسال رسالة للتسامح والتكافل فى البلاد بين الأشقاء المسلمين والمسيحيين.
كاتدرائية ميلاد المسيح شُيدت على طراز معمارى فريد، تتسع الكنيسة، تتسع لأكثر من تسعة آلاف مصلٍ، حيث تقدر مساحتها بقرابة الـ 63 ألف متر مربع، وهى 3 أضعاف مساحة الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، وإلى جانب ذلك فإن هذه الكاتدرائية الجديدة تتكون من مقر بابوى، ومكاتب إدارية، وكنيسة رئيسية من طابقين؛ الطابق الأول يتسع لأكثر من ٢٥٠٠ مصلٍ، بينما يستوعب الثانى ما يقارب الـ 6500 مصلٍ.
الفتاح العليم تحفة معمارية
ويعد مسجد الفتاح العليم افذى تم تشيده فى العاصمة الإدارية تحفة معمارية، يحتوى على أربع مآذن، ارتفاع كل واحدة منها تسعون مترًا، كما يتضمن متحفًا لـ الرسالات السماوية، ودارًا لتحفيظ القرآن، وقبة رئيسية لصحن المسجد بقطر 33 مترًا وارتفاع 28 مترًا، و 4 قباب ثانوية.
المسجد يتسع لأكثر من 16 ألف مصلٍ، حيث تسع مساحته الداخلية لما يزيد على 6500 مصلٍ من الرجال، و 1200 من السيدات، فيما تستوعب الساحة المقامة أمام صحن المسجد لأكثر من سبعة آلاف مصلٍ، ويسع البدروم لـ 1550 مصليًا، وله خمس مداخل رئيسية، منها 3 للرجال، و 2 للسيدات، كما أن به مصعدين.
جسد مصرى واحد
كما يضم هذا الصرح الإنسانى والحضارى العملاق بكل من المسجد والكنيسة، العديد من القاعات المختلفة للتعليم، بالإضافة إلى دور للمناسبات، هذين الصرحين المقدسين ما هو إلا رسالة واضحة على عمق وتاريخ الأخوة بين المؤمنين من المسلمين والمسيحيين فى البلاد.
مسجد السيدة نفيسة
فى إطار إهتمام الدولة ببيوت الله فى أرض المحروسة فقد شهدت مصر مؤخرا إفتتاح الرئيس السيسى لمسجد السيدة نفيسة، وذلك يأتى فى إطار خطة الدولة لعمارة بيوت الله عز وجل، وإهتمامها بالقاهرة التاريخية ومساجد آل البيت بصفة خاصة.
وقال وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة أن الرئيس السيسى يولى اهتماما كبيرا بالمساجد، وإنه بعد افتتاح مسجد مصر ومركزها الثقافى الإسلامى، وافتتاح مسجد الإمام الحسين، ومسجد سيدنا عمرو بن العاص، ومسجد الظاهر بيبرس والحاكم بأمر الله والسيدة فاطمة النبوية، بعد تطوير هذه المساجد تطويرًا يليق بمكانتها وتاريخها، فقد تم افتتاح مسجد نفيسة العلم (رضى الله عنها).
المنطقة التى يقع فيها مسجد السيدة نفيسة كانت تسمى منطقة درب السباع قديمًا، ثم صار حى السيدة نفيسة حاليًا.
ويعد المشهد النفيسى من حيث موقع مسجد السيدة نفيسة مزارا دائما للمصريين، وكذلك ضريح السيدة نفيسة هو المحطة الثانية فى الطريق بعد مشهد الإمام على، ولقد بُنى المسجد لإحياء ذكرى السيدة نفيسة، وهى عالمة إسلامية معروفة من نسل النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، ويقع ضريحها داخل المسجد.
يُنسب المسجد إلى السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، المولودة فى مكة، والتى قدمت إلى مصر سنة 193 هجرية، وقد أُدرج المسجد مع المقبرة المحيطة كأحد مواقع التراث العالمى لـ”يونسكو” فى القاهرة التاريخية.
ويقع المسجد فى بداية الطريق المسمى طريق أهل البيت، حيث يصبح المشهد النفيسى هو المحطة الثانية فى هذا الطريق بعد مشهد الإمام على زين العابدين مقام رأس زيد بن على، وطريق أهل البيت طريق شهير يبدأ بمقام زين العابدين وينتهى بمشهد السيدة زينب بنت على، مرورًا بالسيدة نفيسة، والسيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت على بن أبى طالب، ومحمد بن جعفر الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.