أشرف التهامى يكتب: معركة الوعي وفرضية عمل عسكري أمريكي شرق سوريا
بيان
فرضية عمل عسكري أمريكي شرق سوريا يتبعها تهويل إعلامي كبير، بالطبع لا أحد يستهين بقوة الولايات المتحدة لكنهم (المغرضون و العملاء) يستهينون كثيراً بما لدى محور المقاومة من قدرات، هذه الفرضية ستمس وجود الكيان الصهيوني، وقبل أيام قليلة هناك من هدد بإزالة هذا الكيان من الوجود في أي حرب مع المحور، فلا أحد يستهين بذلك أبداً.
الكيان الصهيوني في مرحلة ما عول على دور عربي للأسف لإبعاد سوريا عن إيران، لكن النتيجة كانت عكسية تماماً، فهي لا تريد رؤية إيران وحزب الله في سوريا، وتنظر في الوقت الحالي لسوريا كتهديد بات يتنامى متسارعاً كتهديد استراتيجي بسبب ما تراكمه وتبنيه سوريا وإيران من قدرات عسكرية نوعية ودقيقة.
وإلى الآن الهدف الحقيقي للغرب والكيان الصهيوني وحلفائهم في سوريا لم يتغير منذ بداية الحرب، والهدف أن تتخلى سوريا وتحديداً الرئيس الأسد عن حزب الله وإيران وتذهب نحو التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني, فعندما شعر الأمريكي أن التقارب العربي مع سوريا قد ينعكس إيجاباً عليها قام بكبحه وعرقلته وتقييده والحد من تأثيره.
كما أن وجود الاحتلال الأمريكي في التنف وفي عين الأسد له أهداف إقليمية وأهداف دولية، وليعلم القاصي و الداني أن الطريق البري من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت ضربه وقطعه هو في مصلحة هذا الكيان الصهيوني لضمان أمنه وأيضاً مصلحة أمريكية أولها ضرب مشروع الصين في المنطقة وضمان أمن حليفته و صنيعه الكيان الصهيوني , فوجود الأمريكي في سوريا مرتبط بأمنه ومرتبط أيضاً بضرب مشروع الصين، ومع فشل المشروع الصهيوني الاستراتيجي في سوريا بتحقيق أي هدف لا توجد أي مؤشرات لانسحاب أمريكي من سوريا وحتى من العراق، والتجارب في المنطقة تثبت أن الأمريكي لا يمكن أن يخرج إلا بالقوة.
وللأسف الأمريكي والغرب يريدون أن يصل السوري إلى مرحلة يصبح فيها مُخيّراً بين الموت من الجوع أو الموت في الحرب، من يراقب كيفية إدارة الأزمة الاقتصادية في سوريا يدرك أن الدعم الحكومي في طريقه للرفع بشكل كامل بالتدريج، و لكن لا يدركون أنه سيكون إحداث خرق حقيقي سيؤدي إلى تفعيل المقاومة ضد الوجود الأمريكي في شرق سوريا.
بالأمس قال وزير النفط السوري على التلفزيون السوري أن سوريا تستورد اليوم 95 %من حاجة البلاد من النفط، وبالطبع المورد الرئيسي إيران، هذا السبب لوحده كافي لبدء عمليات مقاومة جدية ضد الوجود الأمريكي في الشرق السوري، وإلا مع الوقت سنصل إلى مرحلة فقدان القدرة حتى على تأمين رغيف الخبز.
ومن الملاحظ ان الصراع في المنطقة لم يعد صراع داخلي ضمن الدول وفي حقيقته هو صراع محاور وصراع إرادات، محور المقاومة يحارب المحور الغربي الصهيوني وحلفائه وأدواته في المنطقة، فالاشتباك بين المحورين متعدد الساحات لكن أشده عنفاً في سوريا.
وطالما لدى الأمريكي وحلفائه في المنطقة أمل ولو واحد بالمئة في إجبار سوريا على تقديم أي تنازل فسيشتد الخناق على الشعب السوري أكثر فأكثر.
لكن إن لم يمت جنود أمريكيون في سوريا فلن يفكر الأمريكي بالانسحاب، وما لم تكن هناك مقاومة شعبية سورية حقيقية تؤمن بضرورة تحرير الارض وطرد الأمريكي وأعوانه ووئد عملائه الخونة، فلا أفق للتحسن في المستقبل القريب.
والسلاح الحقيقي الأن هو الوعي.. والمعركة الحقيقية أصبحت معركة الوعي لأنها أخطر المعارك مع المحور الغربي الصهيوني.