رفعت رشاد يكتب: انترنت
مقال يناقش مشكلتى، ومشكلتك، ومشكلة كل صحفى وإعلامى، بل ومشكلة 70% من المصريين على الأقل، بمن وما فيهم من هيئات ومؤسسات، وشركات، و… كل مناحى الحياة التى صارت تعتمد على الـ “انترنت” وينقل لنا الكاتب الكبير رفعت رشاد تعامله الشخصى مع المشكلة، لينتقل منها إلى التعميم، واقتراح الحلول.. المقال منشور بصحيفة “الوطن” ونعيد نشره فى التالى:
تغلغلت انترنت ( الشبكة الدولية ) في حياتنا حتى صارت من الحتميات لا من الضروريات فحسب، في البدايات تكون الأمور بسيطة فتنتشر الاختراعات رويدا رويدا إلى أن لا نستطيع الاستغناء عنها وهذا ما حدث مع انترنت التي صارت تتحكم في كل تفاصيل حياتنا.
هذا ما جعل الرئيس السيسي يجتمع مع رئيس الوزراء ووزير الاتصالات للاطلاع على تطورات مشروع الشبكة الحكومية الموحدة لدعم قدرات تداول البيانات على نحو آمن وسريع ومتطور بما يؤهل الجهاز الإداري للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.
أهمية انترنت حتمت اهتمام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الاتصالات وعدد كبير من المسئولين في مختلف قطاعات الدولة وقطاع الاتصالات، فالعالم تحول إلى الرقمنة وهي مسألة لا يسهل تنفيذها بالنوايا الحسنة وإنما بالعمل الجاد وباستيعاب وإتقان التكنولوجيا التي تتطور لحظة بلحظة.
لا يسهل أن نعود للوراء ونمارس أعمالنا بالأوراق والأقلام فهذا أمر مستحيل بمعنى الكلمة، لذلك على الأجهزة المعنية أن تدرك أن مسألة تحسين وترقية انترنت ليست مسألة رفاهية يمكن أن نستغنى عنها وإنما هي حتميات لابد للدولة أن تسير في مجراها لمواكبة ما يحدث في العالم.
جاءت الفترة التي كان ينقطع فيها التيار الكهربائي بدون مواعيد محددة ليربك انترنت في مصر وبعد تحديد مواعيد لقطع التيار الكهربائي صارت الشبكة تنقطع قبل قطع التيار الكهربائي بساعة على الأقل بالنسبة لمن في مثل حالي أكتب وأبحث وأنشر من خلال انترنت فإن الأمر يصبح مأساة.
أنا مشترك في الشبكة الأرضية التي تملك إمكانيات كبيرة من الخطوط والدعم الفني، لكن يبدو أن مشكلة الكهرباء تؤثر على كفاءة الشبكة سلبيا وهو ما يؤدي إلى التأثير بالتالي على عملي.
تقدمت بشكاوى عديدة من خلال الاتصال على أرقام خدمة العملاء ومن خلال الذهاب إلى مقر الشركة بشبرا ويتم التواصل معي بلطافة من خلال أحد الموظفين ولكن لا جدوى من ذلك فأنا يهمني أن تعمل الشبكة بكفاءة ويمكن ان أتحمل فترة الساعة التي ينقطع فيها التيار، لكن على الشركة أن تدرك أن الحاجة أم الاختراع، ولذلك لابد أن تدبر وسيلة لاستمرار عمل الشبكة، طالما أن التيار الكهربائي موجود، فلماذا تنقطع الشبكة قبل قطعه بساعة؟
عليها أن توجد مصدر بديلة للطاقة لتضمن استمرار عمل الشبكة، لا شئ مستحيل أو حتى صعب في ظل اتساع الفكر الإنساني الذي شمل كل شئ حتى الأشياء البسيطة التي تتطور لتسهل علينا الحياة اليومية، فإذا واجهت الشركة مشكلة عند انقطاع التيار فلابد أن تجد حلا مستقبلا لهذا الأمر، وإلا ستكون متخلفة عن مواكبة التطور.
بجانب ذلك لابد من منع احتكار شركة واحدة للخطوط الأرضية وضرورة أن تكون هناك منافسة بين الشركات حتى يمكن للمواطن أن يترك هذه الشركة ويتعاقد مع أخرى، فما فائدة انفتاح السوق إذن!
الأمر لا يحتمل الهزل فانترنت صارت وسيلة ( العمل ) الأساسية فالناس يتواصلون من خلالها ويعقدون المؤتمرات ويشاركون في المحاضرات ويبحثون عن المعلومات والأخبار وكل أمور الحياة من خلالها، ولا يمكن اعتبارها أمرا ترفيهيا أو من الكماليات.
لابد للشركة أن تطور من نفسها وأن تدرك أن الرقمنة أمر واقع ولا مجال للتراخي و (الدلع) من الموظفين أو الفنيين فمصالح الدولة والناس معلقة في رقبتهم، وعليهم أن يدركوا حجم المسئولية وليس فقط الرد على العملاء بلطافة -وهو أمر مطلوب وطيب- وإنما العمل الجاد على حل المشاكل.
على الشركة أن تحل مسألة انقطاع التيار الكهربائي ويمكن لها أن توفر مصادر بديلة للطاقة تحل محل المصدر الرئيسي ولو لفترة مؤقتة، لكن التواكل واعتبار الأمر مسلما به، مرفوض، ولابد أن تشعر الشركة بروح المنافسة وألا تحتكر الخدمة، فإذا فشل أحدهم يمكن للمواطن أن يستعين ويتعاقد مع أخر.