د. وائل النحاس يطرح أسئلة ما بعد انضمام مصر لـ “بريكس”
كتب: إسلام فليفل
قال د. وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، إن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس خطوة جيدة، لافتا إلى أنه : “لا نستطيع الحكم على إنضمام مصر إلى بريكس إلا بعد خمس سنوات من الآن، نظراً لإحتمالية حدوث عواقب سلبية جراء هذا الإنضمام”.
وأضاف النحاس، فى تصريحات خاصة لموقع “بيان” : “ننضم لكتلة متناقضات، بمعنى أننا نتواجد مع إثيوبيا وهى طرف أصيل فى النزاع حول سد النهضة، وهذا ما يدفعنا إلى طرح العديد من الأسئلة التى نحتاج إجابات واضحة عليها، هل هذا التكتل سيساعدنا على فض النراع القائم بين الدولتين؟ وهل سنتوافق مع إثيوبيا فى الإقتراحات التى ستعرض فى هذا التكتل؟ وأرى أن حدوث أمر كهذا سيكون صعب ويضع المصريين فى مأزق”.
وواصل النحاس: هناك تكتل أخر يحمل العديد من الخلافات بين الإمارات وإيران، كون الأخيرة تسيطر على جزر إماراتية، هذا فضلاً عن وجود نزاع أيضاً بين الصين والهند.
واستكمل الخبير الاقتصادى الحديثقائلا:” حينما بدأ انضمام دول رأينا الأرجنتين وهى تعد من أول الدول التى إقترضت من صندوق البنك الدولى، ليس هذا ، فقط بل التضخم عندها بلغ نسب عالية للغاية، وهنا يمكن الإشارة إلى مصر كونها تعانى على مدار سنوات مضت من نفس الشئ، ولابد أن نفكر لمعرفة ما الذى سيقدمة “بريكس” حالياً لدول تعانى بشكل كبير؟ اقتصاد ضعيف وديون بالمليارات.
ويرى النحاس، أن هذا التكتل أتى ليخدم مصالح دولة وحيدة فقط وهى روسيا، التى تريد إنقاذ اقتصادها الذى يُعانى جراء الحرب التى شنتها على أوكرانيا، مؤكدًا على أن هذا التكتل لا يمكن أن ينقذ الاقتصاديات الخاصة بالدول الأخرى.
وفى هذا السياق قال الخبير الاقتصادى:” التكتل الذى أعلن إنضمام مصر إلى بريكس، قد يضعها فى مشاكل كبيرة، نفترض ناقلة سعودية تريد عبور قناة السويس، فى هذه الحالة ستقبل مصر الحصول على المقابل بالريال السعودى، وهذا لا يفيد مصر فى أى شئ بل يؤثر تأثيرا واضحا عليها”.
ولفت د. وائل النحاس، إلى أن السعودية قد تُجبر المواطن المصرى المقيم بها على عدم تحويل أى دولار إلى مصر، ونسب حدوث هذا كبيرة إذا قررت السعودية عدم التعامل بالعملة الصعبة، وبالتالى لا يمكن لأحد أن يستخدم الدولار داخل أراضيها، وهنا ستقف تحويلات المصرى بالخارج، لأن الواردات التى تأتى لها بعملة غير الدولار وبهذا سيحدث لها عجز فى الدولار التى تريد الحفاظ عليه بأى شكل من الأشكال.
وأشار الخبير الاقتصادى، إلى أن السياحة المصرية ستتأثر بإنضمام مصر إلى البريكس، نظراً للتعاملات المالية بالعملات التى تتم بين مصر والوافدين إليها من الدول المنضمة، قائلًا :” السياحة من أهم المصادر لمصر وأغلب السياح الروس سيتعاملون بالروبل الروسى، والمستفيد الأكبر هنا هو السائح، والمشكلة الأكبر ستكون بقدوم سائحين من شرق أسيا، ولن يكون هناك استفادة من هذه الأموال لمصر”.
ويطرح الخبير الاقتصادى سؤالا: ” أكبر دول مؤسسة داخل صندوق البنك الدولى الذى دعمنا بشكل كبير خلال الفترة الماضية، أمريكا، إنجلترا، منطقة الاتحاد الأوروبى، وكذلك أستراليا واليابان، أكبر دول لها حصة تصويت، وبهذا تكون مصر خسرت هذا التكتل، وهل سيعد البنك الأسيوى بعد الإنضمام للبريكس بدعمنا الفترة القادمة؟”.
ويجيب د. وائل النحاس: “على مصر دراسة الموقف بشكل جيد ومعرفة الأبعاد الحقيقية للإنضمام وما الذى سيؤل إليه اقتصاديا بعد الموافقة “.