أشرف التهامي يكتب: عزيزي المتظاهر بالسويداء.. ستبقى وحدك بالميدان
بيان
ذات المشهد في العام 2011 ..ذات الشعارات تتكرر اليوم وهي من أنتجت الفوضى والدمار.
عندما ترى راية ما تسمى الثورة السورية .. راية الانتداب الفرنسي .. العميلة لـلكيان الصهيوني حاضرة عندها تسقط روايات المطالب المحقة في ظل الحصار الغربي الخانق للشعب السوري وترى محاولات الرماديين تبرير ما يحدث من تسييس التي تثبت حقيقة وجود الأجندات الخارجية التي تخدم الأمريكي والصهيوني.
ففي عام ٢٠١٨، انتهت لعبة الوسط في سوريا، وانتقل اللعب إلى الاطراف. عندما نتحدث عن أطراف، فنحن نتحدث عن لعب مع دول، شمالا، جنوبا وشرقا. وعليه، نلاحظ تركيز عمليات إشغال الدولة السورية عن نفض غبار الحرب على الارهاب وخلق توترات تجري عند الأطراف وليس في قلبها. من هنا، يجب النظر إلى الأحداث
قد يقال الناس جاعت. صحيح هناك أزمة اقتصادية، لكن ليست الدولة من تسببت بها، ولا شركائها في ضرب الإرهاب، إنما الحصار والإرهاب ومموليه.
فمخطط إشغال الدولة السورية جنوب البلاد ليس وليد اللحظة. فما يجري هناك هو جزء من مسار، ولا يخرج عن نطاق الإشغال ومواصلة ضرب الاستقرار. فطبيعي أن يعبروا من وجع الناس، الذي تسببوا به بحصارهم لسوريا فما يجري في السويداء خرج عن إطار مطالب الشعب السوري المحقة للعيش حياة كريمة، و ماهي إلا حالة استغلال خبيث للمعاناة، من يرفع شعارات سياسية بحتة ربما لا يفقه معانيها فتلك الشعارات الخبية تتماهى بشكل واضح مع أهداف الأمريكي والصهيوني ومن تبناها ورددها ورفعها ليس بجائع وإنما هو أداة رخيصة تخدم المشروع الأمريكي الصهيوني في سوريا.
فسريعاً تحولت شعارات مظاهرات السويداء لشعارات ذات أجندة خارجية، فالأيدي الأمريكية الصهيونية تتسلل من باب معاناة المواطن السوري.
فلا يوجد مواطن لا يؤيد مطالب معيشية محقة ، فالأمريكي كبح مسار التقارب العربي مع سوريا، و كبح مسار التقارب التركي مع سوريا، وعرقل معظم المسارات السياسية وانتقل للتسخين. فأهدافه لم تتغير ويحاول إستغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية التي هي وليدة حصاره الخانق وبما يخص الجنوب السوري فلديه مخطط لإقامة كيان انفصالي، و ما يُراد فعلياً الوصول إليه هو الفوضى ثم اقتتال داخلي ثم التقسيم المناطقي.
المشروع نفسه منذ عقود ! …تقسيم إلى دويلات على أسس طائفية لكن و للأسف ما نلاحظه هو أن الكثير من الأشقّاء في سوريا لم يعوا الدرس الأول بعد تضحيات الجيش العربي السوري و إجهاضه لهذا المشروع في السنوات المنقضية …. فمجتمعاتنا ينقصها الوعي للأسف !!
والأهم، أن ما يجرى تم تشخيصه وفهم أبعاده، وهو لا يشكل تهديدا استراتيجيا على الدولة كما كان الحال في مراحل سابقة.
ولنعي جميعاً أن ما لم يستطع المحور الغربي والصهيوني تحصيله من دمشق عندما كانت معظم الأراضي خارج سيطرتها لن يستطيع تحصيله الآن، فحرب التجويع بدأت منذ زمن لكنها اشتدت وتسارعت بفعل تلاحق الأزمات الاقتصادية.
وليعلم الأمريكي و الصهيوني وعملاؤهما أنه عندما يصبح الأفق مسدود قد تكون صدمة عسكرية أو حرب ملحة تفرض نفسها لبدء الحل.
ومن خلال التقييمات الصهيونية الأخيرة لتطور محور المقاومة العسكري التي تتقدمه سوريا أدرك الصهيوني لضرورة تشديد العقوبات على سوريا لأقصى حد ممكن وتأزيم الأوضاع الاقتصادية والتقليل من أي موارد يمكن أن تذهب لصالح تطوير القدرات العسكرية، التي يخشى الصهيوني من تطوير قدرات المسيّرات في سوريا إلى جانب القدرات الصاروخية ذات الدقة العالية.
فتلك التقييمات الإسرائيلية الأخيرة ومنها تقييم معهد أبحاث الأمن القومي حول تنامي قدرات الجيش العربي السوري ليست تقييمات عابرة، فهي تعكس قلق الصهيوني الذي شعر الآن بتنامي التهديدات من سوريا ويرى مراكز البحوث العلمية السورية منبعاً رئيسياً لتلك التهديدات، و التي سيبني عليها استراتيجية عمله. التي من خلالها يحاول حصار المقاومة والجيوش العربية أو ما تبقى منها، وما زال البعض على “الحياد” لا يريد أن يميز جانب المقاومة عن جانب المؤامرة الصهيونية الأمريكية التي تقتل شعوبنا و إرادتنا ….وللأسف تساعدها أنظمة الرجعية و الخونة والعملاء والانفصاليون.
فجماعة البلعوس هي راس الفتنة وهي المحرك الرئيسي لكل هؤلاء وهذه الجماعة ولاؤها لموفق طريف الصهيوني و طريف ولاؤه لللصهيوني والامريكان واعترف الصهيوني فهد المصري التابع لجماعة مناف طلاس ان موفق طريف هو صاحب مبادرة الامل يلي اطلقها فهد المصري بباريس.
وحزب اللواء السوري الذي انطلقت فكرته بالأصل من اجتماعات جرت في فرنسا، يحصل على دعم مالي وعسكري من تنظيم قسد، واستدلت على كلامها بمشاركة مستشارين عسكريين تابعين لقسد في تأسيس وتدريب قوة مكافحة الإرهاب عام 2022، حيث أقامت القوى معسكرات تابعه لها بإشراف قسد في ريف السويداء الشرقي.
أيضاً تلقت القوة مطلع عام 2022 دعماً لمدة ستة أشهر من قوات التحالف الدولي المتمركزة في قاعدة التنف تحت بند و زريعة مكافحة الميليشيات الإيرانية وترويج المخدرات.
ويبدو أن قسد تستثمر في هذا المشروع من أجل إظهار وجود عدة مكونات سورية تدعم فكرة الإدارات الذاتية، وبالتالي ترويجها على المستوى الشعبي بوصفها حلاً سياسياً، بالمقابل من غير المستبعد أن قوات التحالف الدولي ترحب دائماً بامتلاك أدوات محلية تضغط من خلالها على الدولة السورية وداعميها.
فيا عزيزي المتظاهر بالسويداء ليتك ترفع شعاراً يطالب برفع العقوبات الغربية عن سوريا فالغرب عامة و الأمريكي خاصة هم من يقومون بتجويعك فالأمريكي ناهب نفطك وقمحك .
ولتعلم جيدً انه لا تأثيرات استراتيجية لأحداث الجنوب المحدودة، و أنه يمكن تطويقها. و يد الخارج ستبتر و ستبقى وحدك بالميدان.