أبو الغيط: الغذاء أمن قومي عربي والتعاون لتأمينه ضرورة وليس رفاهية
كتبت – مونيكا مكرم الله
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الأمن الغذائي هو ركيزة مهمة للأمن القومي العربي ، وان التعاون والتكامل العربي في هذا المجال اصبح مطلباً مُلحاً وضرورة تفرضها الظروف المُستجدة ، وليس رفاهية أو هدفاً قابلاً للتأجيل، لافتا الي المبادرة التي تم إطلاقها من أجل دعم إنقاذ الموسم الزراعي في السودان، بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وذلك لتخفيف الأعباء الناجمة عن النزاع والتي تهدد بانتشار الجوع والنزوح على نطاق واسع في هذا البلد .
اقرأ أيضا.. أبو الغيط يشارك في اجتماع لجنة الاتصال لتسوية الأزمة السورية
جاء ذلك خلال كلمته فــي الجلسة الافتتاحية للدورة العادية (112) ، للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري برئاسة اليمن، لافتا أن انعقاد هذا المجلس أهمية خاصة، فهو يأتي قبل موعد عقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة بموريتانيا في نوفمبر القادم والتي ستكون آخر قمة تنموية وفقا للنظام المعمول به.
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، نجح في التوصل إلى توافقات عربية هامة في مختلف المجالات الاستراتيجية التي تتعلق بصالح البلدان العربية ومصالح شعوبها، وأصدر عددا كبيرا من القرارات التي هدفت إلى المحافظة على ثوابت الأمن القومي العربي، وصيانة ركائزه الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وفي هذا الصدد، قال أبو الغيط : ” من المهم أن يتم الإعداد والتحضير الجيد لانعقاد تلك القمة التنموية، للخروج بنتائج وقرارات تقدّم إضافة جديدة في مسيرة التنمية والتحديث في كافة ربوع الوطن العربي” وأود أن أُحيط مجلسكم الكريم علماً بأنني أرسلتُ وفداً رفيع المستوى إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مطلع هذا الشهر؛ وذلك بهدف الوقوف على الترتيبات الموضوعية واللوجستية الخاصة بالتحضير لعقد القمة.
وعقد الوفدُ لقاءاتٍ هامة مع المسؤولين الموريتانيين، وفي مقدمتهم م وزير الخارجية و وزير الاقتصاد والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين المعنيين بالإعداد للقمة.
و أعدت الأمانة العامة تقريراً مُفصّلاً، يشمل مذكرات شارحة للموضوعات المُدرجة في مشروع جدول أعمال القمة التنموية في دورتها الخامسة، والتي تتمحور أعمالها حول الأمن الغذائي العربي، باعتبارها قضية محورية ومصيرية تندرج تحت الأمن القومي العربي بمفهومه الواسع، خاصة في ضوء معطياتٍ مُقلقة تتعلق بتجارة الحبوب، وسلاسل إمدادها على خلفية الحرب في أوكرانيا، فضلاً عن مؤشراتٍ أخرى مُقلقة تتعلق بتأثير التغير المناخي على حالة الأمن الغذائي في العديد من الدول، ومن بينها دول عربية.
ومن بين بنود جدول أعمال هو تقديم الدعم للاقتصاد الفلسطيني و تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في مجابهة التحديات المالية والعقوبات الاقتصادية الجائرة المُمارسة ضده.
وطالب الأمين العام بتقديم دعم مضاعف للمنظمات العربية المتخصصة في ضوء الدور المحوري الذي تضطلع به باعتبارها الأذرع التنفيذية لمنظومة العمل العربي المشترك من خلال اقتراح المبادرات وتنفيذ الاستراتيجيات، لافتا الي ان الأزمات التي مرّت بها المنطقة العربية والعالم أجمع خلال الفترة القليلة الماضية، قد أنتجت ظروفاً استثنائية ، قائلا : نستقي منها الدروس والعِبر، وفي مقدمتها ضرورة التعاون المشترك والتكاتف لتخطيها بأقل الأضرار”.