أشرف التهامي يكتب: ماذا تفعل الانفصالية الكردية في أرض الكنانة؟
بيان
مصر شعبا وقيادة تدعم مفهوم الدولة الوطنية، ومن هنا نستطيع أن نفهم موقفها من الاستهدافات التآمرية نحو الدول والجيوش العربية الوطنية في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من دول العرب.
ومصر ما زالت تنظر إلى الجيش السوري بوصفه ‘الجيش الأول’ كما كان يطلق عليه أيام الوحدة بين البلدين (1958-1961)، مع احتفاظ الجيش المصري تنظيميا، إلى الآن بالجيشين الثاني والثالث.
وتؤكد مصر دائما أن هناك عناصر مشتركة بينها وبين الدولة السورية في دمشق تستدعي التنسيق والتقارب على رأسها القتال ضد التنظيمات الارهابية”.
وطالما حافظت مصر على نهج سياسي متوازن تجاه الأزمة السورية منذ بدايتها، وكانت على اتصال بمختلف القوى السياسية السورية، وفى هذا الصدد استضافت عدة اجتماعات سابقة لقوى المعارضة المعتدلة ، كما أن سوريا تدرك جيداً أنها بحاجة إلى مصر على أكثر من مستوى، سواء من أجل العودة إلى الجامعة العربية وهو ما تحقق، أو للحصول على دعم مهم في المحافل الدولية.
وعلى الرغم من أن مصر تعد جزءاً من تحالف سياسى عربى محورى يضم عدداً من الدول العربية المعتدلة، فإنها اتخذت موقفاً حيال سوريا مختلفاً، وربما دفعت أثماناً لهذا الاختلاف.
كما كانت ثوابت مصر إزاء الأحداث فى سوريا واضحة، وقد رفضت بإصرار المساس بالسيادة الوطنية، وعارضت شن العدوان عليها، ودعت إلى صيانة التماسك الإقليمى والوحدة الترابية للبلاد.
كما هاجمت أعمال العنف، واستهداف المدنيين، وأنشطة الفصائل الإرهابية، ودعت إلى مواجهة النشاط الجهادي الإرهابى الذى أخذ يترعرع بموازاة تضعضع سلطة الدولة السورية، لأن مصر تدرك أن تكاليف سقوط الدولة السورية من دون ترتيب لأوضاع سياسية مستقبلية مستقرة، أو قابلة للاستقرار، أكبر وأخطر وأفدح أثرا.ً
كما أن مصر لم تتورط فى تأجيج أى استهداف يستهدف الدولة السورية والرئيس السوري بشار الأسد، ولم تغير موقفها الداعم لوحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها، فإن بوسعها، بعدما حصلت على تأييد حلفائها العرب، أن تؤدى دوراً فى إيقاف القتل والدمار وتحلل الدولة، وبناء مسار لتفاوض جاد، يمكن أن يفضى إلى «حل وسط»، يحقق قدراً من المصالح المتوازنة للأطراف المنخرطة فى الصراع، من دون التورط فى المزيد من الخسائر التى لن يمكن تعويضها لاحقاً.
كما أن مصر تتمسك و تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، المتخذ بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
ومع التأكيد على أن مصر تدعم دائماً وحدة الأراضي السورية وترفض تقسيمها بأي شكل من الأشكال وترفض أي محاولة من محاولات الانفصالية بسوريا، فما المبرر والسكوت على وجود خلية انفصالية مدعومة أمريكياً وتنسق مع العدو الإسرائيلي و مرتبطة بالسفارة البريطانية في مصر؟
ففي ضواحي جاردن سيتي بالقاهرة تتخذ الإدارة الذاتية الكردية الانفصالية مقراً لها أمام السفارة البريطانية التي تدعمها لوجستياً و سياسياً، فتعقد الندوات السياسية التي تروج فيها للحركات الانفصالية وضرورة تشرذم القطر السوري الإقليم الشمالي لمصر.
وتدعى أنها ممثلية للإدارة الذاتية لقسد الإنفصالية في مصر، وتسعى جاهدة لنشر أرائها و أفكارها و معتقداتها الانفصالية في الصحف و المواقع المصرية .
علماً بأن مصر لم تدعمها مطلقاً ولن تدعمها لا هي ولا غيرها من الخلايا الانفصالية الجرثومية التي تنهش في الجسد العربي وفي جسد أي مجتمع تتواجد فيه.
فهل من موقف يجتث تلك الجرثومة الإنفصالية التي تهدد مجتمعنا العربي عامة والسوري والمصري خصوصاً؟
خاصة بعدما رأينا دعم قسد الإنفصالية للحراك الانفصالي بالسويداء بالجنوب السوري لمصلحة العدو الاسرائيلي وبدعم أمريكي.
وأخيرا، من يضمن أنها لا تنشر الفكر الانفصالي بين أطياف و شرائح المجتمع المصري فهي تحمل كروموزومات صهيونية بتركيبة أمريكية لزعزعة الأمن القومي العربي.