د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: «الفيسبوكيون»

بيان

يحدث علي الفيس بوك ووسائل الاتصال الاجتماعي ان يبدأ خبر بمزحة وينتهي به الأمر لحقيقة، ولا يعود الأمر في كثيرا من الأحيان من كونه شائعة أو مزاحا.

هذه الظاهرة جعلت البعض يتسائل هل الخبر حقيقة أم “فيس بوكي” ؟!.

من أضرار هذه الظاهرة غياب الحقيقة بين سيل من الشائعات.

وهناك الكثيرون الذين يتعمدون نشر إشاعات وأكاذيب لنشر صفحاتهم أو فيديوهاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي والحصول على أكبر قدر من الإعجابات أو المشاهدات.

وأحيانا ما نجلس ونتناقش على أمور تخص الوطن أو المجتمع، وفي النهاية نجد أن غالبية المشاركين في الحوار لم يقرأوا ولو كتابا واحدا عن الموضوع وأن كل مصادرهم تنحصر في وسائل الإعلام المختلفة والتي في غالبيتها تحمل توجها معينا يخدم مصالح افراد أو هيئات أو دول ، وفي الغالب لا تظهر الأمور على حقيقتها.

والغريب أن تجد أناسا كثر يستطيعون أن يجلسوا ساعات طويلة يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وقد يقرأون ما يوازي مجلدات ولا يجد الواحد منهم متسعا من الوقت ليقرأ كتابا على الأقل في الموضوع الذي يتبناه ويدافع من أجله وقد يعادي ويخاصم ويتطاول بالألفاظ على خصمة لإثبات وجهة نظره التي لم يكلف نفسه عناء البحث والتقصي عنها.

وكان قديما حينما يكتب كاتب شيئا أو يتحدث فى شيء ينوه عن المصدر حتى يستطيع المخاطب أن يستوثق من المعلومة، أما الآن فصرنا نتحدث عن الأمر وكأننا ابتداؤه ومنتهاه.

يجب علي المثقفين الحقيقيين والذين يشغلهم هم وطنهم مصر ومستقبلها أن يتبنوا وسيلة تكون هي المصدر، وكل ما يصدر عنها موثق لا يحمل توجها بقدر ما يحمل الحقيقة في ظل طمس الحقائق وغياب المصادر الموثوقة.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. محمد إبراهيم بسيونى يكتب: المتحرش

د. محمد إبراهيم بسيوني يكتب: طفلك واللقاح

 

زر الذهاب إلى الأعلى