وزير الصحة: 250 ألف وفاة سنويا بسبب التغيرات المناخية في ٢٠٣٠ وانتشار أمراض نفسية وإدراكية
كتبت : مونيكا مكرم الله
قال دكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان إن التغير المناخي يؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان والحيوان والنبات، مضيفا: “بذلنا جهوداً كبيرة خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، وهو ما أدي بدوره إلى عرقلة جهودنا الوطنية و الدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير.
جاء ذلك خلال الاحتفال بيوم الصحة العربي بمقر الأمانة العامة بالقاهرة ، والذي جاء تحت شعار” تأثير التغير المناخي على الصحة” ،
لفت أيضا عبد الغفار فى كلمته إلى أن التغير المناخي ساعد في تفشي عدد من الأمراض الوبائية مثل وباء كوفيد 19 أو الأوبئة المستقبلية المتوقع مواجهتها والتي تمثل تهديدا مباشراً لأنظمة الطوارئ الصحية العالم.
واوضح عبد الغفار أن التغير المناخي بحلول عام 2030 سيتسبب فيما يقدر ب 250 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا، لافتا الي التطورات الخطيرة التي اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.
ونوه وزير الصحة والسكان أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديداً خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الإجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.
وأكد وزير الصحة والسكان ان مصر من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخى على نظم الرعاية الصحية، وهذا ظهر في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ ATACH بمشاركة الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي يعد آليه للجمع بين الدول والشركاء التقنيين وجهات التمويل لدعم تنفيذ الالتزامات الصحية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية.
وأوضح عبد الغفار أن جهود العمل من خلال هذا التحالف، كُللت بإطلاق مبادرة “I –CAN” لدعم السياسات المتعلقة بالمناخ والتغذية.
كما تم افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء.
وقال وزير الصحة والسكان أن دولنا العربية من الدول منخفضة الانبعاثات الكربونية إلا أن التغير المناخي لا يعترف بالحدود ، وبالتالي فهي تتأثر مثل غيرها بانبعاثات الكربون المرتفعة من الدول الصناعية الكبري وهو ما يدفعنا جميعا إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهته، وندعو من منبرنا هذا تلك الدول للاستمرار فى دعم الدول النامية.
طالع المزيد:
-
وزير الصحة والسكان يستعرض آخر مستجدات الحالة الوبائية لفيروس كورونا
-
الصحة: تقديم 407 آلاف و738 خدمة بحملة 100 يوم صحة
وعلى الصعيد الوطني، أوضح عبد الغفار انه تم إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين جميع مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، مضيفا: “وحرصنا أن يتخلل المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية التي يقام بمصر، عدد من الجلسات الحوارية والنقاشية بشأن تأثير التغير المناخي على قضايا الصحة والسكان وانعكاساتها على جهود التنمية، بهدف بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة وقادرة على الصمود في وجه التغير المناخي، وكذلك النقاش بشأن المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف الصحي”.
وهنأ وزير الصحة والسكان الأطباء الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام قائلا : “أنتم فخر لدولنا العربية ولأنظمتنا الصحية العريقة والتي تثبت يوماً بعد يوم أن لديها من الكوادر العلمية والطبية ما يؤهلها لأن تصبح في مصاف الأنظمة الصحية المتقدمة” ، وطالب بتعميم السير الذاتية للسادة الأطباء الفائزين على الدول العربية الأعضاء ليسترشد بها الشباب في المنظومة الصحية العربية في مسيرتهم العلمية والعملية.
كما ناشد الحاضرين بضرورة تضافر الجهود العربية المشتركة في تعزيز ودعم التعاون الصحي والاجتماعي بما يحقق الرفاه الصحية لمواطني دولنا تحت مظلة جامعة الدول العربية برعاية الأمين العام الذى يدعم عمل مجلس وزراء الصحة العرب والأجهزة المنبثقة منه لإتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات تصب في صالح الجمع العربي.
وأشاد وزير الصحة والسكان، بجهود السفيرة هيفاء أبو غزالة في العمل العربي الصحي المشترك، وإنجاح أعمال مجلس وزراء الصحة العرب ليحقق أهدافه ومقاصده كأحد الأذرع الفعالة لجامعة الدول العربية.