فى ذكرى نصر أكتوبر الموجع للصهاينة.. كتاب « موسادى » جديد يدعى تواصل أشرف مراون مع إسرائيل خلال الحرب
كتب: إسلام كمال
يبدو أن ذكرى نصر أكتوبر الموجع، لن يمر بسلام على الإسرائيليين، رغم دعاويهم الفارغة خلال السنوات الأخيرة بإنه لم يتم تحقيق نصر بالحرب للمصريين، بل هم من انتصروا، حيث كشف جهاز “الموساد” الإسرائيلي، وثائق سرية حول حرب أكتوبر 1973، ومن يروجون إنه العميل المصري الذي سرب لإسرائيل معلومات حساسة تتعلق بموعد بدء الحرب، وذلك في كتاب صدر حديثًا بمناسبة مرور 50 عاما على الحرب، الملقب بالملاك.
الكتاب يدعى أن الملقب الملاك، حذرهم مرتين منذ ٧٢ من نشوب الحرب، وتمت بالفعل التعبئة لثقتهم في معلوماته، والمعلومة الأكثر خطورة، التى يروجونها لأول مرة أن الملاك كان متواصل معهم خلال الحرب، لدرجة أنه أبلغهم بأسرار في إدارة الحرب في يوم ١٢ أكتوبر، وعلى إثرها حدث تحول كبير في الحرب، في إشارة للثغرة.
وردد “الموساد” مرة أخرى أن من يصفونه بالعميل المصري أشرف مروان، المعروف إسرائيليًا بـ”الملاك”، هو الذي نقل لرئيس الموساد آنذاك “تسفي زامير” التحذير من الهجوم المشترك لجيشي مصر وسوريا في الليلة التي سبقت اندلاع الحرب عام 1973، وقد نشر صورته ضمن الوثائق التي كشف عنها.
وسبق أن نشر كتاب في هذا الصدد، بل وأنتجت شبكة نتفليكس الأمريكية فيلما بنفس الإسم حول هذه القصة فما الجديد؟!
ويضم الكتاب بروتوكول اللقاء بين زمير ومروان، وصورة العميل وعدد أخر من الصور للمستندات التى يحاولون من خلالها إثبات روايتهم.
مروان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، كان أحد المستشارين المقربين من خليفته الرئيس أنور السادات. وفي الستينيات، تزوج أشرف مروان من ابنة جمال عبد الناصر الثالثة، مما أوصله إلى الدائرة الداخلية للرئيس.
ويحتوي الكتاب البروتوكول الكامل للاجتماع الذي ظهر منه أن هناك احتمالًا بنسبة 99% لاندلاع الحرب في “يوم الغفران”، وقد بدأ الاجتماع يوم 5 أكتوبر الساعة 11:45 مساءً، بعد أن وصل رئيس الموساد شخصيًا للقاء العميل أشرف في لندن، واستمر حتى الساعة 2:00 صباحًا.
وبعد حوالي نصف ساعة من انتهاء اللقاء، أبلغ زامير المسؤولين الإسرائيليين عن النوايا المصرية السورية، وأن المصريين سيهاجمون إسرائيل غدًا، حيث بدأت حرب “يوم الغفران” في اليوم التالي، أي قبل ساعتين من الوقت الذي قدّره العميل أشرف مروان (الملاك).
وبحسب الكتاب، نقل العميل المعلومات للجانب الإسرائيلي بالتفصيل، حيث جاء فيها أن “التخطيط للتحرك العسكري جرى منذ حوالي 6 أشهر، وكان الجيش المصري بأكمله في الجبهة باستثناء فرقتين، وقد تم نقلهما إلى الجبهة قبل الحرب بأسبوع.
وقرر الرئيس المصري آنذاك أنور السادات يوم 25 سبتمبر موعدًا للتحرك للحرب، ولم يخبر أحدًا بذلك وطلب تجهيز مقره في القصر، وفي 29 سبتمبر دعا السادات أعضاء مجلس الأمن القومي لاجتماع سري وأبلغهم قراره ببدء الحرب قريباً، ولم يذكر التاريخ الذي حدده، وقبل يومين (3 أكتوبر) أبلغ السادات السوفييت بنيته خرق وقف إطلاق النار قريباً، ولم يحدد لهم الموعد أيضاً”.
كما قدم العميل أشرف مروان تفاصيل عن الضربات الجوية المتوقعة من قبل جيشي مصر وسوريا، حيث قال للإسرائيليين: إن “القوات الجوية المصرية سوف تهاجم أهدافًا في سيناء ولن تهاجم في عمق إسرائيل، في حين ستهاجم القوات الجوية السورية ثلاث قواعد عسكرية، إحداها في رمات ديفيد، إضافة إلى أن طائرات من طراز سوخوي 20 وميج 21 سيحاولون ضرب المدارج”.
وبحسب الكتاب، حذر مروان مرتين من حرب وشيكة في نهاية عام 1972، لكنها لم تحدث. وفي أبريل 1973 وبعد التحذير الثاني، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب “الأزرق والأبيض” وتم تجنيد جنود الاحتياط.
وبالإضافة إلى ذلك، نشر الموساد اليوم ما سمّاها “المعلومة الذهبية” التي وردت في 12 أكتوبر، أي بعد ستة أيام من اندلاع الحرب، وقال الموساد إنها غيرت وجه الحرب لصالح إسرائيل، ومنعت هزيمة محتملة، وأدت إلى انقلاب وانتصار في معركة حاسمة على الجبهة الجنوبية.
صور من صفحات الكتاب
وفي مقطع فيديو نُشر ضمن فعاليات إطلاق الكتاب، يظهر زمير وهو يصف نفس الخبر ولحظة تلقيه، حيث قال: “خبر واحد ذو أهمية استثنائية جعلنا نعرف أن المصريين كانوا يعتزمون عبور القناة. انتظرنا لمدة 10 أيام كنا نتوقع ذلك، لعلمنا أن لدينا أفضلية في معركة التحرك ضد المدرعات المصرية، وقد سمع الخبر شخصين في الموساد، وأخرجوني من اجتماع مهم، وقمت بالتقرير في أحد الاجتماعات، حيث جاءت القيادة الجنوبية ورئيس الأركان فعليًا للتوصية بعبور القناة. هذا الشيء تغير، وغير وجه الحرب”.