إسلام كمال يكتب: الراعى الكاذب .. حقيقة أشرف مراون
بيان
الإخوان الإرهابيون يثبتون من جديد نظريتى بإنهم “صهاينة الإسلام”، لحملتهم ضد البطل أشرف مروان، تزامنا مع الترويجات الجديدة المختلقة للموساد، حول ما يسمونه إثباتات جديدة عن أن مراون كان جاسوسهم، وحرصوا وسط تحدياتهم المتصاعدة على إصدار كتيب يضم صورة لمراون مع مشغله الموسادى “دوبي” الذى كشفوا صورته رغم خطورة ذلك على حياته وأمنه الشخصي، ووثائق لمحاضر لقاءات مراون مع قيادات الموساد، تحت عنوان “كان ياما كان..عندما جاز الحديث”!
الإخوان استخدموا الترويجات الموسادية على اعتبار إنها ضربة للمخابرات المصرية، ولو كانت كذلك ليردوا فقط على سؤال واحد، ماذا استفادت إسرائيل من أشرف مراون؟؟، ولماذا أبلغهم مراون بمواعيد الحرب الخاطئة التى كلفت أضرار مادية ومعنوية وسياسية بشعة، حتى لقبه بعض قيادات المخابرات الإسرائيلية بالراعى الكاذب، وفق القصة الشهيرة، وهو كان بالفعل كذلك، حتى إنه كسر نظريتهم الأمنية المعتمدة على ٤٨ ساعة قبل الحرب للتعبئة، وأبلغهم بموعد الحرب قبلها بساعات يوم ٥ أكتوبر ٧٣، وقال لهم إنها في السادسة من مساء اليوم التالى، وكان اللقاء في لندن مع رئيس الموساد وقتها تسفى زمير، منتصف ليل الخامس من أكتوبر واستمر حتى الثانية من فجر السادس من أكتوبر، أى لم يكن هناك وقت لإسرائيل لإنقاذ الموقف، وتحققت المفاجأة المصرية بالفعل، ولولا الأسد لكانت أكتملت كل الخطة المصرية..فكيف يكون مراون جاسوسا إذا؟!
الرئاسة المصرية في عهد مبارك، أصدرت بيانا مخصوصا للتمجيد في بطولات مراون، والزعيم الشهيد السادات كان مشغله الأساسي مع ضابط المخابرات الأمهر الوكيل عبد السلام المحجوب، الذى أصبح محافظ الأسكندىية ووزير التنمية المحلية فيما بعد، ومعروف بالريس زكريا، وكان يدربه على نفس شاكلة البطل أحمد السوان، المعروف شعبيا بجمعة الشوان.
الموساد، كان لها خطتها في التعامل مع مراون، لطمأنة كل العملاء الأجانب المقربين من قيادات دولهم، لكنها غيرتها تماما بعدما أعلن مراون نشر مذكراته بالإتفاق طبعا، فغيروا موقفهم منه، حيث كانوا سيتجاهلوه لأنهم يعرفوا العقيدة المصرية السرية للغاية، وبالتالى كانوا سيلعبوا على عامل الزمن، لولا مفاجأة مذكراته والتى كان ستفضحهم وتتباهى بعبقرية الداهية السادات والريس زكريا، اللذان دفعا مراون لعرض خدماته على الموساد، وتصوير نفسه على إنه ناقم على النظام ومحب للأموال.
وتتضارب الروايات الإسرائيلية تحت صدمة مذكرات مراون، فكانوا في البداية يهاجمونه ويعترفون بإن الجاسوس السوبر او الملاك أو المنبع أو الصهر خدرهم بمعلومات صحيحة مهمة كانت بها معلومات مسمومة، ووقعوا في الفخ وفق اعترافهم، الذى ما لبثوا أن تراجعوا عنه بعد تصفيتهم مراون ليغلقوا باب مذكراته، وبدأوا في ترويج فكرة كونه جاسوسا وضرب فكرة كونه عميلا مزدوجا في مقتل، وألفوا عنه كتاب من خلال رجلهم يوسي ميلمان ثم حولته نتفليكس لفيلم، وفجأة أخرجوا ترويجات جديدة في أجواء احتفالية بمناسبة خمسينية الحرب، ليستمروا في إدعاء كونه جاسوسا لا عميل مزدوج!
ونحن، سنسير معهم في دربهم الأعوج للحظات، متسائلين، هل حمى مراون إسرائيل من الحرب، وهل خرج مراون عن دائرة خطة الخداع الاستراتيجية المصرية؟! .. الإجابة لا، فكيف يكون جاسوسا إذا؟!
أشرف مراون بطل، قدم الداهية السادات والمخابرات المصرية طيلة عامين ونصف عام من خلاله درسا لكل المخابرات العالمية في الخداع ونموذج للعميل المزودج، تخطوا به كل نماذج الحرب العالمية الثانية المدهشة.
رحم الله الزعيم الشهيد السادات، والبطل أشرف مراون والريس زكريا، وكل من خدم مصر ورفع رأسها، وفضح الله الخونة من كل نوع.
وتحيا مصرنا