طارق صلاح الدين يكتب: روشتة إصلاح الاقتصاد العربى بين الحلم والحقيقة
بيان
أؤمن تماما أن كل واقع جميل كان أساسه حلم يبدو بعيد المنال ومستحيل التحقيق. وكذلك أوقن أن كل حلم أساسه فكرة تبدو خارج إطار المنطق.
لذلك أستعرض معك عزيزى القارىء فى هذا المقال الحلم والفكرة.
واعتمد فى كتابة المقال على اللغة البسيطة بعيدا عن المصطلحات الإقتصادية المعقدة التى قد لايستوعبها القارئ.
……………………………
أحلم بتدشين البنك العربى وهو بنك مستقل تماما عن كل الكيانات الإقتصادية والسياسية العربية وذلك عن طريق تمويله بوديعة من مجلس التعاون الخليجي مقدارها تريليونان من الدولارات يمتلكها بالفعل مجلس التعاون الخليجي.
وهى وديعة مالية لمدة عشر سنوات وقد تمتد الى خمسة عشر عاما حسب التحديات الإقتصادية التى سيواجهها البنك العربى وهى وديعة بدون فوائد ويستردها مجلس التعاون الخليجي بعد إنتهاء المدة الزمنية المقررة.
فى البداية وقبل شرح مهام البنك العربى لابد من وضع أساس راسخ بأن يكون البنك العربى((( إقتصادى بحت ولاعلاقة له بالسياسة أو الخلافات السياسية بين الدول العربية ولا يتأثر بهذه الخلافات السياسية))).
مجلس إدارة البنك العربى سيتشكل من وزراء الإقتصاد العرب وبرئاسة دورية وستضم لجانه النخبة الإقتصادية العربية من اكاديميين وخبراء وعلماء الإقتصاد العرب.
وانتقل الآن إلى مهام البنك العربى التى سيتطلع اليها كل العرب والأمل يحدوهم في تنفيذ البنك لهذه المهام.
– أولى مهام البنك العربى تتجسد في شراء مديونيات الدول العربية والتى تبلغ تريليون ونصف تريليون دولار بحيث يصبح البنك العربى هو الدائن الوحيد للدول العربية ويعقد البنك العربى إتفاقيات مع الدول المدينة تضمن سدادها لديونها خلال المدة التى يتم الإتفاق عليها والمرهونة بتوقيت وديعة مجلس التعاون الخليجي.
ويتم استثمار المبلغ المتبقى وهو نصف تريليون دولار فى مشروعات إقتصادية فى الدول العربية يحددها البنك العربى بعد دراسات جدوى إقتصادية يقوم بها الخبراء الاقتصاديين العرب.
– المهمة الثانية تتمثل في إعفاء الدول العربية المدينة التى تم شراء ديونها من دفع أقساط وفوائد الديون لمدة خمس سنوات كاملة كفترة لالتقاط الأنفاس.
ويتم ضخ نصف هذه المبالغ (أقساط الديون والفوائد) فى الاقتصاديات العربية المدينة واستثمار النصف الآخر منها فى مشروعات اقتصادية سنتحدث عنها فى السطور التالية.
– المهمة الثالثة التى يضطلع بها البنك العربى هى دراسة إحتياجات الدول العربية من السلع والخدمات والاحتياجات الاقتصادية سواء كانت زراعية أو صناعية وبحث إقامة المشروعات التى تلبى هذه الإحتياجات فى الدول العربية حسب إمكانية استيعاب كل دولة لهذه المشروعات بحيث توفر فرص العمل التى تمتص القوى العاملة العربية وتحقق التكامل الاقتصادي العربي مع الإستفادة بمزايا القوى العاملة في الدول التى تتمتع بثروة بشرية وتوجيه الثروات الاقتصادية العربية من المواد الخام إلى هذه المشروعات وبما يضمن عدم استيرادها من خارج الوطن العربي.
– المهمة الرابعة للبنك العربي هى إقامة سوق عربية مشتركة تضمن حرية إنتقال رؤوس الأموال والايدى العاملة بين الدول العربية وحرية تبادل السلع والمنتجات وإقامة إتحاد جمركى عربى بما يحقق اكتفاء ذاتى عربى من منتجات الدول العربية وسلعها الإقتصادية.
**المهمة الخامسة للبنك العربي تتجسد في إصدار عملة عربية موحدة لمواجهة التحديات والارتقاء بحركة التجارة العربية البينية وزيادة حجمها مع التصدى لكل المعوقات التى تحد من ازدهار حركة التجارة العربية.
– المهمة السادسة التى يتعين على البنك العربى القيام بها هى عقد الاتفاقيات الإقتصادية مع كافة الكيانات العالمية بما يحقق قوة الدفع للإقتصاد العربى.
يعتمد الحلم أساسا على الوحدة الاقتصادية العربية فبسواعد العرب واموالهم وامكانياتهم من مواد خام وغيرها ثم بنهضتهم الصناعية يتحقق هدف خلق كيان عربى اقتصادى فاعل لأول مرة ويحسب له الجميع ألف حساب.
كيان ينتفض من كبوته المكبلة بالديون والمعوقات الإقتصادية وينطلق ليصنع له مكان النمر الإقتصادتى العربى وسط النمور العالمية.
الهدف من هذا المقال تحويل الوطن العربي إلى دولة موحدة إقتصاديا تتبعها كافة الولايات العربية كمحافظات داخل هذه الدولة.
الهدف هو أن نحيا كعرب بعقيدة اقتصادية نستمدها من رواية “الفرسان الثلاثة” التى كتبها اليكساندر دوما وأقرت مبدأ نحن كعرب فى أشد الاحتياج إليه وهو (الكل للواحد والواحد للكل).
أعلم أن الكثيرين سيتهموننى بالرومانسية والمثالية والسباحة فى عالم الأحلام وأنا لا ألوم عليهم مطلقا فقد اعترفت في بداية هذا المقال أنه حلم ولكنى أعلم علم اليقين أنه يوما ما سيتحول هذاالحلم إلى حقيقة واقعة على الأرض فلكل زمان ظروفه ولكل زمان رجاله ومانحلم به اليوم ونراه بعيدالمنال سيأتى بعدنا من يحققونه ويتعجبون منا وكيف كنا نراه مستحيل التنفيذ.
