إسلام كمال يكتب: حدث جلل دولى ضد مصر
بيان
حرب الممرات الاقتصادية العالمية، تشتعل بين المعسكرين الشرقي والغربي، والضحية في بعضها مصر وقناة السويس، وهذا حدث جلل بمعنى الكلمة، يجب وضع السيناريوهات لمواجهته.
الخطورة في المشروع المعقد الذى تم الإعلان عنه في قمة مجموعة العشرين، الذى أسموه الممر الاقتصادى العالمى، وهو ليس بعيدا عما قيل خلال الاجتماع الإسرائيلي القبرصي اليونانى منذ أيام، والذى أخرج مصر من المسار الغازى الإسرائيلي الأوربي، رغم إن مصر من كونت منتدى شرق المتوسط، والوحيدة التى تمتلك محطتى تسييل غاز بالإقليم.
المشروع الجديد، الذى يرتب له منذ يوليو الماضي، لم تتضح له دراسة جدوى ولا جهات تمويل، ومقرر أن يتم كشف ذلك بعد شهرين، والممر ينطلق من الهند بحراً إلى الإمارات ثم براً في السعودية، ومنها إلى الأردن وإسرائيل عبر خط سكة حديد، ثم بحراً وصولاً إلى اليونان ومنها إلى أوروبا براً.
وبالتالي فإن دول الشرق الأوسط المشاركة في هذا الممر هي الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، وليس منها مصر، وهذا أمر خطير بخلاف التهديد المباشر على قناة السويس .
ورغم أن الولايات المتحدة طرف رئيس في الاتفاق، إلا أنها طرف راعي ومستثمر ولا يشملها الممر الاقتصادي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الإعلان: ” إنها صفقة كبيرة حقاً”.
وتهدف الخطة إلى ربط دول الشرق الأوسط بالسكك الحديدية وبالهند عبر خطوط ملاحية من موانئ المنطقة، وهو بذلك يتضمن شقين في البنية التحتية، الملاحة البحرية والسكك الحديدية.
وهو عموما نقيض تام لممرات ومشروعات مبادرة الحزام والطريق، وطريق الشمال الإيرانى الروسي التركى، ويضربهما في مقتل، كما يضر قناة السويس ومصر، ولذلك من المتوقع أن تشتعل حربا اقتصادية ولوجستية أكبر من كل التوقعات.
والمفارقة، أن الهند التى لها علاقات متوترة مع الصين، ورفيقتها في منظمة البريكس، ستكون هى بؤرة هذا المشروع العالمى، وفي المقابل باكستان هى بؤرة الاهتمام في مبادرة الحزام والطريق في هذه المنطقة، وبالتالى الصراع بين المشروعين، يشعل الخلاف التاريخي بين الهند وباكستان، ومن الممكن ان تعود معها أجواء الحرب من جديد.
كيف سيعمل المشروع؟
يتألف المشروع من ممرين منفصلين هما “الممر الشرقي” الذي يربط الهند مع الخليج العربي و “الممر الشمالي” الذي يربط الخليج بأوروبا.
ووفق خرائط أولية غير رسمية، فإن الممر الشرقي يبدأ من موانئ الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يشق طريقه داخل السعودية عبر خطة سكة حديد تعبر الأردن ومنها إلى إسرائيل حتى ميناء حيفا، ثم يستكمل الممر طريقه إلى أوروبا بحراً حتى اليونان.
وسيعمل المشاركون على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزءاً من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة، ويزيد التجارة الدولية لحوالى ٥٠%.
الأمر جد خطير على مصر، وهذا مؤشر في غاية الخطورة، وبعد من أبعاد الأضرار الكبيرة على الأمن القومى المصري من موجات التطبيع الابراهيمي، وإجمالا كل هذه الممرات العالمية على اختلاف ألوان معسكراتها تضر بمصر، وتكشف خطة دولية تتفق عليها كل القوى العالمية تقريبا على استبعاد مصر من خرائط التنمية والبنية التحتية الدولية والممرات الاقتصادية العالمية، حتى ما كانت ترتب له القاهرة، وهو الخط الغازى المصري المتوسطى الأوربي.