لواء دكتور سمير فرج يكتب: مهرجان القلعة
أسعدت دار الأوبرا المصرية الملايين من الشعب المصري والعربي، بالقرار المتميز ببث حفلات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، في دورته الحادية والثلاثون، على شاشة قناة الحياة، بما مكن الشعوب، بكافة فئاتها وطوائفها، من متابعة فعالياته على شاشات التليفزيون.
والحقيقة أنني كرئيس سابق لدار الأوبرا المصرية، لمدة 4 سنوات، أدرك، تماماً، حجم الأعباء والمسؤوليات التي يفرضها تنفيذ المهرجان، وخروجه بتلك الصورة المشرفة، التي أسعدت الجماهير، خلال مدة انعقاده، التي استمرت طوال أربعة عشر يوماً، وهو ما جعلني أشفق، في البداية، على الدكتور خالد داغر، الذي تولى رئاسة دار الأوبرا، منذ فترة بسيطة، ذلك الفنان المتميز، الذي ارتبط به الجميع من موسيقاه التصويرية، الرائعة، لمسلسل الطريق إلى كابول، في العام الماضي.
وعندما تولى زمام دار الأوبرا، كان امتحانه الأول هو “مهرجان القلعة”، الذي تفوق فيه، بامتياز، سواء في اختيار النجوم، أو تنوع عروض الفنون المختلفة، بدءاً من الكلاسيكية إلى الشعبية والصوفية، فضلاً عن التنوع الفني، من مصر والعالم العربي، من مختلف الأجيال، ليلبي المهرجان رغبات وأذواق مختلف فئات الجمهور. والشكر والتحية، بالطبع، موصولون لمهندسي وفنيو الأوبرا، المسئولون عن الصوت والإضاءة والديكور، وكذا الإداريون المسئولون عن التنظيم، وحجز التذاكر، الذين بذلوا الجهد، فلم نسمع عن شكوى أو مخالفة طوال المهرجان.
ويبقى المكسب الحقيقي لهذا المهرجان الذي ارتبط اسمه بقلعة صلاح الدين، وأجوائها التاريخية الأصيلة، في وصوله لمختلف فئات الشعب، ومتابعة سعادتهم بحضور حفلاته، دون قيود رسمية، أو أعباء مالية، علاوة على وصوله لملايين المشاهدين، من خلال شاشات قناة الحياة، وتمايلهم مع فقرات فناني مصر والعالم العربي، الذي صار هذا المهرجان شهادة نجاح هامة في مسيراتهم الفنية.
وبعد ما لمسناه من فرحة الجماهير بحضور حفلات ذلك المهرجان، أو متابعته على شاشات التليفزيون، وبعد ما بدا مت ترقبهم لفاعلياته من عام إلى آخر، فأنا أناشد القائمين عليه بمد دورته القادمة لتصبح شهراً كاملاً، وليس أسبوعين، ولا أظن أن الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ستتردد في دراسة ذلك الأمر، وتوفير الدعم اللازم من دار الأوبرا المصرية، لإسعاد شعب مصر، والعالم العربي، لمدة شهر، بدءاً من العام القادم.
وأخيراً مبارك لرجال الأوبرا، ورئيسها الدكتور خالد داغر، وشكر خاص لوزيرة الثقافة، التي أعلم أنه لولا الدعم الذي تقدمه الوزارة، كل عام، لما ظهر مهرجان القلعة بهذا المستوى المتميز، وإلى لقاء، أكثر تميزاً، في العام القادم.