إعلان تشكيل عسكري عشائري في دير الزور لمواجهة قسد الانفصالية  

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

نافيًا ما تشيعه وسائل إعلام عن وجوده خارج المنطقة، أعلن ابراهيم الهفل، أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” ورموز الانتفاضة العشائرية بدير الزور، عن تشكيل “قيادة عسكرية عشائرية” لمواجهة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الانفصالية بشمال شرق سوريا.
وفي بيان صوتي تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أول من أمس الأربعاء 20 سبتمبر، قال الهفل “نبشركم بترتيب قيادة عسكرية عشائرية تابعة للجيش وقوات القبائل والعشائر العربية التي تعمل على دك قوات (قسد) ومرتزقة قنديل” الانفصاليين.
وأكد الهفل نفيه لما ما يشاع عن هربه نحو مناطق سيطرة النظام السوري غرب الفرات، كما وجه الهفل رسالة لـ”قسد ”الانفصالية قائلًا إنه لا يزال موجودًا شرق الفرات وعلى رأس القوات العشائرية التي تواجه “قسد” الانفصالية بالمنطقة،.

 

طالباً المد والمساندة

إبراهيم الهفل
إبراهيم الهفل

الهفل ناشد أبناء قبيلة “العكيدات”، والقبائل العربية الأخرى في الخارج ألا ينسوا مد قبائل دير الزور في الداخل السوري بالدعم “المعنوي والمادي”.
وطالب الشيخ أبناء عشرة “البكارة” بمساندة أبناء المنطقة لطرد “قسد” من دير الزور.
وفي أحدث ظهور لقائد “قسد” الانفصالية، مظلوم عبدي، في لقاء مع قناة “المشهد” التي تبث من الإمارات العربية المتحدة، قال إنه دعا شيخ قبيلة “العكيدات”، إبراهيم الهفل، للجلوس والتفاوض، وحل المشكلات العالقة، لكن الأخير لم يستجب لندائه.
وكرر كذبته نفسها في حديثه لموقع “المونيتور” الأمريكي، حيث أن الرواية التي نشرتها “قسد” الانفصالية عبر موقعها الرسمي حول الهفل اختلفت جذريًا، إذ نعتته في بيان رسمي إبراهيم الهفل بـ”رأس الفتنة”، وأكدت أنه مطلوب لقواتها لتحريضه وتسببه بإراقة دماء مقاتلينا وأهلنا وتشريد المدنيين، وتخريب المؤسسات الخدمية المدنية، وتزعم محاولات إشعال الفتنة بناء على أوامر من جهات خارجية”.
وأضاف عبدي أن الهفل عاد ومال إلى جانب الدولة السورية (غرب الفرات) حيث يقيم عادة، بعد دخول “قسد” الانفصالية إلى بلدة ذيبان (مسقط رأس الهفل)، زاعماً إلى أن أهل البلدة لم يغادروها ولا يزال الحوار مستمرًا مع القبائل جميعها وشيوخها.
وتتهم “قسد” الانفصالية الهفل بأنه مدعوم من الدولة السورية وإيران، بينما تروّج وسائل إعلام معارضة للدولة السورية و”قسد” الانفصالية على أنه قائد لانتفاضة عشائرية ضد “قسد” في دير الزور.

أحداث دير الزور

وفي 28 من أغسطس الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة في دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، قبلها بيوم واحد، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” الانفصالية بالكامل، كما نشرت أخبار عن معاودة “قسد” احتواء التوتر فيها.
خلال اللحظات الأولى لاعتقال “أبو خولة”، أعلنت “قسد” الانفصالية عن إطلاق حملة أمنية بما سميت “تعزيز الأمن”، وشملت مناطق شرق الفرات بالكامل، دون الإشارة إلى علاقة “مجلس دير الزور” فيها.
ومع خروج قضية اعتقال قائد “مجلس دير الزور العسكري” عن السيطرة، وتسرب خبر اعتقاله عبر أشقائه، تحولت الأحداث إلى رد فعل عنيف في دير الزور، ما طوّر كذبة “قسد” الانفصالية عن الأحداث إلى أنها حملة تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش.

تدّخل التحالف الدولي

وبينما كانت تنتشر التسجيلات المصورة، وبيانات تضامن العشائر مع بلدة العزبة شمالي دير الزور بسبب حصارها من قبل “قسد”الانفصالية، كانت الأخيرة تتحدث عن أن حملتها الأمنية المزعومة نفسها تطورت لتشمل ما أسمتهم: “خارجين عن القانون، وتجار مخدرات، وخلايا من تنظيم الدولة “داعش”، وبإشراف من التحالف الدولي”الغاصب.

وتدخل التحالف الدولي بقيادة أمريكا حينها (صاحب النفوذ في المنطقة) عبر بيان صدر في الثانى من سبتمبر، جاء فيه أن قوة المهام المشتركة في “عملية العزم الصلب” التي فشلت أساساً فيما كانت تطمح بالعراق وسوريا تدعو إلى الوقف الفوري للاشتباكات المستمرة في دير الزور، مضيفًا أن زعزعة استقرار المنطقة بسبب أعمال العنف الأخيرة قد أدت إلى “خسائر مأساوية وغير ضرورية في الأرواح”.

والجدير بالذكر أن تلك الاشتباكات التي اندلعت بين ما يسمى مجلس دير الذور العسكري والانفصالية قسد، ماهي إلا نزاعاً على توزيع حصص النفط السوري المنهوب والمسروق لصالح التحالف الدولي الغاصب وخلافات إجرامية وجرائم اغتصاب…وبعيدة كل البعد عما يدعونه من نضال وكرامة حرية.

اقرأ أيضا:

حسابات داعش من اضطرابات دير الزور والسويداء السورية

زر الذهاب إلى الأعلى