بعيون عبرية.. زيارة بشار الأسد للصين

كتب: أشرف التهامي

وصف مركز دراسات إسرائيلى زيارة الرئيس السورى بشار الأسد لجمهورية الصين الشعبية بأنها تأتى خطوة أخرى في انخراط الصين العميق في الشرق الأوسط، مدفوعاً بتطلعات بكين لزيادة نفوذها في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه، تمثل الزيارة فرصة للأسد وسوريا، اللذين هما في أمس الحاجة للمال.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد وصل إلى للصين يوم أمس الخميس 21 سبتمبر الجارى، في مستهل زيارة رسمية له  تستغرق عدة أيام، للتنين الأسيوى الناهض.
ورحب مسؤولون صينيون كبار بالوفد السوري الذى سافر على متن شركة طيران صينية وهبط في مدينة هانجتشو شرقي الصين، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من اليوم الجمعة.

بعيون عبرية

وفى رصده للزيارة بعيون عبرية أشار مركز “ألما” الإسرائيلى للدراسات والتعليم، أنه ذكر فى تقرير سابق حول التدّخل الصيني في الشرق الاوسط، أن الصين قامت في السنوات الأخيرة بزيادة نفوذها الاقتصادي في جميع أنحاء العالم وفي الشرق الاوسط على وجه الخصوص ، حسب مركز ألما.

وأضاف التقرير الإسرائيلى: ويهدف هذا النفوذ الاقتصادي لاحقاً إلى تعزيز النفوذ السياسي والدبلوماسي وحتى العسكري الصيني في الشرق الأوسط.
ومن خلال القيام بذلك، تريد الصين تحدي مكانة الولايات المتحدة الأمريكية ونفوذها في المنطقة.
ويتضح هذا الأمر في منطقة الشرق الأوسط بسبب اعتماد الصين على نفط وغاز الشرق الأوسط، ويأتي نحو 50% من النفط والغاز الذي تستورده الصين من هذه المنطقة.
إن الطموح الصيني للحصول على موطئ قدم في سوريا يمثل فرصة للرئيس الأسد والدولة السورية.
ويواصل التقرير الإسرائيلى : لقد تركت الحرب ضد الإرهاب سوريا في حالة خراب، وعلى الرغم من عودتها إلى الجامعة العربية والمحاولات المختلفة لتقريبها من الدول السنية المعتدلة، إلا أنها تبدو معزولة سياسياً.

على النقيض من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب

وهذا الوضع الناجم عن العقوبات الغربية والتدخل الروسي والإيراني في البلاد، يجعل من الصعب للغاية إعادة بناء سوريا، بمعنى أخر، الدافعان الرئيسان وراء قيام الرئيس الأسد بهذه الزيارة هما الحصول على أموال من الحكومة الصينية وزيادة الشرعية الدولية له.
وعلى النقيض من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، يبدو أن الصين رأت محنة الأسد وأدركت إمكانية زيادة نفوذها في سوريا.
وأدى ذلك إلى التقارب الصيني السوري في السنوات الأخيرة، وقد تم التعبير عن ذلك من خلال سلسلة من اللفتات الصينية، مثل شحنات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية ولقاحات كورونا وغيرها.

طالع المزيد:

أ.د. هبة جمال الدين تكتب: إسرائيل والأسري المخلّصون وشق الطريق بمصر وسوريا

وكانت ذروة هذا الاتجاه هو التوقيع في عام2022 على سلسلة من الاتفاقيات لجعل سوريا جزءاً من مبادرة “الحزام والطريق”
وإلى جانب المجالات الاقتصادية والتجارية، تشمل هذه الاتفاقيات الجوانب العسكرية وإعادة بناء البنية التحتية وغيرها، ويبدو أنها تعبر عن المصالح المشتركة للجانبيين.

مصدر جديد للاستثمارات

ويقول تقرير “ألما” ، وبينما تعمل الصين على زيادة نفوذها في المنطقة، قد يحصل الأسد على مصدر جديد للاستثمارات بالإضافة إلى فتح خيارات إضافية لإعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد في البلاد.
كما أن النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة قد يكون له تأثير مستقبلي على الوجود الامريكي في الشرق الاوسط بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص.
وهذا مهم بشكل خاص في ضوء توغل إيران الواسع النطاق في سوريا وسوريا وإيران والصين رغبة روسيا المشتركة في إخراج الولايات المتحدة من المنطقة.

السيناريوهات المحتملة

ويضيف أحد السيناريوهات المحتملة هو إنشاء آلية اقتصادية لتجاوز العقوبات الغربية، والتي ستتعاون في إطارها الصين وإيران وسوريا.
وهناك آلية مماثلة موجودة بالفعل اليوم، مع مثال العلاقات الاقتصادية بين إيران والصين والتي تتم جزئياً من خلال تبادل النفط مقابل المنتجات.

وينتهى تقرير مركز “ألما” إلى القول : “إن توسيع هذه الآلية لتشمل سوريا أيضا يمكن أن يزيل العديد من العقوبات المفروضة على سوريا، مما يضعف الروافع في أيدي الولايات المتحدة ويضر بقدراتها على تعزيز مصالحها وسياساتها، ومن المؤكد أن مثل هذه التطورات يمكن أن تؤثر على إسرائيل أيضا”.

……………………………………………………………………………………………………

الرابط الأصلى للتقرير: https://israel-alma.org/2023/09/22/assads-visit-to-china/

زر الذهاب إلى الأعلى