عاطف عبد الغنى يكتب: كنا نظن أننا استرحنا من هذا الهم إلى ما هو أهم
بيان
يقول الله تعالى فى قرآنه: “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين” (البقرة 251).
والمعنى الشعبوى أنه لا يردع الفتوة إلا “نبوت” فتوة مثله، ولا يكشف خيانة الخائن إلا صاحب مصلحة، أو صاحب ضمير يقظ، وهكذا تمضى الحياة فى تفاعل موزون حتى لا تصل إلى حد الفساد.
وتصدق الآية والشرح على “النشطاء” الذين بزغ نجمهم، فى ثورة 25 يناير 2011، وكان فيهم الأيدلوجست (أصحاب الأيديولجيات) ، والأرتست الخوالد (خالد وخالد وخالد) الذين ركبوا الثورة، ونصبّوا من أنفسهم قوادا، فأثاروا البلاد والعباد، بأفكار بدت قى لمعانها الأول نبيلة فبل أن يعرف المصريون ما تهدف إليه الأناركية الفوضوية، وأسقاط النظام الأبوى، الذى يتحول فيه الناس جميعا إلى “ولاد حرام” لا سلطة عليهم من دين أو أخلاق أو ضمير ، وضف إلى ما سبق مليشيات اليمين المتطرف، التى تفسر الإسلام على طريقة الإخوان والقاعدة وداعش، والإسلام برىء من هؤلاء وأولئك ومما يتخرصون.
مولد 25 يناير لم يكن له صاحب، وانفض المولد أو قل انفضت عركة الصراع على السلطة بعد إسقاط نظام مبارك، ليعيش المصريون لحظة مكاشفة حقيقية كانت ذروتها30 يونيو 2013 وبعدها انكشفت كل الوجوه والأدوار، بلا مواربة، وانقشعت الغمة عن الأمة، بسقوط تنظيم الإخوان، والبرادعية، والأناركية، وثوار الاشتراكية.
والآن مع الدخول فى الانتخابات الرئاسية ، وعلى الرغم من اختلاف الظروف إلا أن بعضا ممن ذكرتهم، أو ذكرت أوصافهم سابقا يحاولون أن يعيدوها “مباراة صفرية”، ويشطبوا من التاريخ 12 عاما مراهنين على ذاكرة المصريين، وعلى سبيل المثال البرادعى يناوش للعودة مجددا للساحة من باب “أكس” فيغرد مطالبا بتفعيل مبدأ “العدالة الانتقالية”، فيسلط ربك سبحانه وتعالى عليه ممدوح حمزة ليذكرّه بماضيه، ويفضحه: “البرادعى جاء لتمكين الاخوان من الحكم فى مصر”، هذا ما قاله الرفيق حمزة قاله، لكن الذى لم يقله، هو إن الغرب يستخدم الإخوان، ويدعمهم ليصلوا إلى الحكم ويدخلوا البلاد فى حروب أهلية، وليس هناك أغبى من الإخوان فى أشعال وتأجيج هذه الفتن.
ومن قبل حمزة والبرادعى كان هناك أبو عيطة وهشام قاسم ، ويتدول رواد التواصل – الآن – فيديوهات الردح الفضائحى التى انفجرت بين “حرائر” 25 يناير اللاتى اتضح فيما بعد أنهن لسن حرائر ولا يحزنون، وكنا نظن أننا استرحنا من هذا الهم إلى ما هو أهم إلا أنهم للأسف خيبوا ظننا.