عبد الله حسن يكتب: يوم العبور العظيم
بيان
بالأمس احتفلنا بمرور خمسين عاما علي انتصار جيش مصر العظيم علي إسرائيل بعد أن فاجأ العالم باقتحام قناة السويس واختراق خط بارليف وعودة العلم المصري إلي الضفة الشرقية للقناة بعد غياب استمر ست سنوات منذ نكسة ٥ يونيو ٦٧.
وسيظل هذا النصر العظيم خالدا في ذاكرة المصريين سواء الذين عاصروه أو ولدوا بعده وتهتم به مراكز الدراسات والأبحاث في العالم باعتباره الحدث الأعظم في القرن العشرين والذي أعاد لمصر والمصريين العزة والكرامة وكشف معدن المصريين الذين يقبلون التحدي ويرفضون الهزيمة ويضحون بدمائهم من أجل الوطن وتحرير الأرض ورد العدوان مهما كانت التضحيات.
وملحمة أكتوبر الخالدة تظل ملهمة لنا نستخلص منها الدروس والعبر ونستمد منها روح التضحية والفداء من أجل رفعة الوطن وعزته وكرامته وكيف استطعنا بالتخطيط السليم والعزيمة والإرادة القوية أن نجتاز كافة المصاعب ونواجه التحديات من أجل النصر.
كانت الظروف صعبة بعد نكسة ٦٧ وآثار الهزيمة تنعكس علينا بينما إسرائيل تتغني بانتصارها المزعوم والوضع الإقتصادي في مصر صعب وميزان القوي العسكرية لصالح إسرائيل التي تزودها أمريكا بأحدث الطائرات والأسلحة وتدعمها ماديا وسياسيا ومعنويا، ولكن إرادة المصريين كانت الأقوي حيث تحملوا كافة المصاعب وأعلنوا رفضهم للهزيمة ودعمهم الكامل لجيش مصر العظيم للثأر واسترداد الكرامة.
وواصل الأبطال استعدادهم بالليل والنهار انتظارا لساعة الصفر وكانت عملية الخداع الإستراتيجي التي قادها الرئيس السادات رحمه الله بنفسه خطوة مهمة لتحقيق عنصر المفاجأة الذي يعتبر أحد العناصر الرئيسية للنصر في الحرب الحديثة.
وعادت سيناء بالكامل إلي حضن الوطن الأم بالحرب والسلم وحاولت القوي المعادية لمصر مرة أخري النيل منها بخطة جديدة لإقامة ما أسموه بالشرق الأوسط الكبير ونشر الديموقراطية المزعومة في بعض دوله وفي مقدمتها مصر ، ومرة أخري يكشف شعب مصر العظيم هذه المؤامرة ويختار الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليقود المسيرة وتخوض مصر حربا شرسة أخري ضد الإرهاب الذي تمركز في سيناء اعتقادا منهم أنهم سيحتلوها مرة أخري وفي نفس الوقت تشهد مصر عملية تنمية شاملة غير مسبوقة في جميع المحافظات وفي مقدمتها سيناء الحبيبة بعد تطهيرها من الإرهاب لتستعيد مصر مكانتها بين الأمم.