القواعد العسكرية الأجنبية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.. الملف المسكوت عنه
إعداد: أشرف التهامي
فتحت عملية “طوفان الأقصى” ، والدعم الأمريكى والغربى غير المحدود للكيان الإسرائيلى فى عدوانه الغاشم على الأراضى الفلسكينية المحتلة، وخاصة قطاع غزة؛ ملفا مسكوت عنه فى الإعلام العربى، وهو القواعد الأجنبية فى المنطقة العربية، ومنطقة الشرق الأوسط.
القواعد العسكرية الأجنبية في الشرق الأوسط
مقارنة بالأقاليم الرئيسية الأخرى في العالم ، فأن عدد القواعد العسكرية الأجنبية في الشرق الأوسط ومحيطه، قد يجعل المنطقة بلا منازعٍ أكبر مستضيف للقوات العسكرية فى العتالم.
لكن هناك مفارقات وهي أن بعض دول المنطقة تستضيف قواعد عسكرية أجنبية، وفي الوقت ذاته أسست قواعد عسكرية في دول أخرى، كما أن هناك دولة عربية تستضيف قواعد لقوى عظمى، إضافة إلى منافسها الرئيسي.
وتأتى أسباب انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في الشرق الأوسط بعامة، إضافة إلى موارده النفطية والغازية الهائلة، الموقع الجغرافى الاستراتيجي باعتباره ممراً لحركة الملاحة الجوية التي تربط الشرق والغرب، حيث يمر به أهم الممرات الملاحية في العالم، إضافة إلى التنافس الدولي والإقليمي.
يضاف إلى ما سبق، الخلافات البينية بين دول المنطقة، والتهديدات الخارجية والإقليمية ومنها القرصنة، وأخيراً ظهرت أسباب جديدة، منها أن بعض الدول الفقيرة ذات الموقع الاستراتيجي وجدت أن موقعها يمكن أن يكون مصدراً للدخل.
ونقدم لكم فى التالى، أبرز القواعد الأجنبية بالشرق الأوسط:
منطقة القرن الإفريقي
يمكن اعتبار منطقة القرن الإفريقي جزءاً من الشرق الأوسط بمعناه الأوسع، أو جواره، فهي إقليم منغرس في قلب ما يُعرف تقليدياً بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن اثنتين من دوله هما الصومال وجيبوتي (دولتان عربيتان من الناحية الرسمية من خلال عضويتهما في الجامعة العربية، على الرغم من أن اللغة العربية ليست اللغة الأصلية لمواطني البلدين)، كما أن إريتريا تعتبر دولة شبه عربية؛ حيث إن العربية واسعة الانتشار بها، وتعتبر لغة رسمية إلى جانب اللغات المحلية.
وقد تحولت منطقة القرن الإفريقي إلى ما يمكن تسميته بـ”بازار” للقواعد العسكرية، حيث يُعتقد أن نحو 16 دولة لديها ما يقرب من 19 قاعدة عسكرية في منطقة القرن الإفريقي.
ويرجع ذلك إلى أن موقع منطقة القرن الإفريقي شديد الأهمية عبر قربه من قناة السويس وإشرافه على المحيط الهندي والبحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وفي الوقت ذاته فإن المنطقة تعاني من فقر شديد وضعف دولها وأزماتها وصغر حجمها (باستثناء إثيوبيا)، مما جعلها تجد في القواعد وسيلة للحماية وتوفير الأموال.
وزادت أهمية المنطقة بعد أن شهدت موجة واسعة من القرصنة في الصومال بسبب الحرب الأهلية التي ضربت البلاد.
جيبوتي التي تستضيف قوات الصين وأمريكا معاً!.
جيبوتي.. لا مثيل لها
تعد جيبوتي، الدولة الصغيرة ذات الموقع الاستراتيجي، حالة لا مثيل لها ليس فقط لتعدد الدول الأجنبية التي أقامت القواعد بها، ولكن أيضاً لأن هذا البلد يستضيف قاعدة لأمريكا وأخرى للصين منافستها اللدودة.
وتوجد في جيبوتي 6 قواعد للولايات المتحدة الأمريكية، وقاعدة لكل ألمانيا، والصين، واليابان، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا، إضافة إلى 3 قواعد فرنسية، بينها قاعدة بحرية، ومطاران، أحدهما في منطقة ساحلية، إلى جانب منطقة عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي.
في عام 2017، أنشأت الصين أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي، على ساحل القرن الإفريقي. تمكنت بكين من تصوير وجودها العسكري الأحادي كجزء من الجهد الدولي لمكافحة القرصنة وحماية التجارة العالمية مروراً بقناة السويس.
ومع ذلك، فإن إنشاء الصين قاعدتها في جيبوتي، مع رصيف قادر على استيعاب حاملات الطائرات والغواصات النووية، يتماشى أيضاً مع رحلتها نحو تعزيز الوجود الأمني على مستوى القارة، حسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
الصومال: قواعد غربية وعربية وتركية
في عام 2017، افتتحت تركيا قاعدة عسكرية في مقديشو بغرض تدريب المجندين في الجيش الوطني الصومالي، وتدعم تركيا أيضاً البحرية الصومالية وخفر السواحل.
وكان هناك قاعدة “باليدوغل” الجوية الأمريكية في محافظة شبيلي السفلى والتي يعتقد أن الأمريكيين قد انسحبوا منها بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب إخراج القوات الأمريكية من البلاد عام 2020.
والشهر الماضي قرر الرئيس الحالي جو بايدن إرسال نحو 500 جندي أمريكي لمساعدة القوات الحكومية على محاربة المتطرفين، وهناك قاعدة بريطانية في منطقة بيدوا يتم فيها تدريب القوات الصومالية.
وفي مؤشر على إعادة توجيه الإمارات لاستراتيجيتها في البحر الأحمر بعيداً عن التدخل العسكري المباشر ونحو الاستثمار الاقتصادي، حولت أبو ظبي في سبتمبر / أيلول 2019 قاعدتها العسكرية المقترحة في منطقة بربرة (أرض الصومال) إلى مطار مدني، حسبما ورد في تقرير لموقع Al-monitor الأمريكي.
وهناك حديث عن أن بريطانيا تسعى إلى إقامة قاعدة في أرض الصومال (منطقة أعلنت إنفصالها دون أي اعتراف دولي)، كما كان هناك وجود عسكري إثيوبي في الصومال، قبل أن يتراجع حجمه بشكل كبير بسبب المشاكل الداخلية الإثيوبية.
إريتريا: قاعدة إسرائيلية وأخرى إماراتية
توجد في إريتريا قاعدتان عسكريتان، واحدة إسرائيلية، لم يتم تحديد موقعها، وقاعدة إماراتية، في مدينة عصب الساحلية، وأفادت تقارير بأن الإمارات فككت قاعدتها في إريتريا.
هناك شكوك بأن روسيا لديها قاعدة في البلاد، ولكن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأمريكي قال إن الرئيس الروسي فلايمير بوتين تجاهل عرض إريتريا منح موسكو قاعدة بعد تفكيك القاعدة الإماراتية بعصب في إبريل/نيسان 2021، وفضل التركيز على القاعدة المحتملة في السودان.
السودان: قاعدة روسية محتملة
في عام 2017، وقَّع السودان وروسيا خلال زيارة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، لموسكو، عدة اتفاقيات للتعاون العسكري، تتعلق بالتدريب، وتبادل الخبرات، ودخول السفن الحربية لموانئ البلدين، بما يسمح فعلياً بوجود قاعدة بحرية روسية في السودان.
وبعد سقوط البشير، يبدو أن موسكو سارعت الخطى نحو إنشاء القاعدة، دون أن تنتظر إعلان الحكومة السودانية بصورة رسمية عن بنود الاتفاقية بين البلدين.
في يوليو/تموز 2021، أعلنت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، في ذلك الوقت، خلال زيارة لموسكو، أن بلادها تدرس اتفاقية إنشاء المركز اللوجستي الروسي على ساحل البحر الأحمر، ولكن لم تتم المصادقة عليها، وذلك بعد أن عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مجلس الدوما الاتفاقية للمصادقة عليها.
وبدا في ذلك الوقت أن النظام الجديد في السودان الذي خلف البشير استخدم الموضوع للمساومة مع الأمريكيين من أجل المساعدات والذين كانوا يضغطون لتسليم السلطة لحكم مدني.
منطقة الخليج
منطقة الخليج أغنى منطقة في العالم من حيث احتياطات وإنتاج الطاقة خاصة النفط، كما أن موقعها بالغ الأهمية باعتبارها جزءاً من الطريق الذي يربط آسيا بالعالم الغربي، وهو الأمر الذي جعل القوى الغربية تحاول أن يكون لها موطأ قدم في المنطقة منذ القرن السادس عشر.
وزاد من الانكشاف الأمني في المنطقة أن دولها ثرية وقليلة السكان، وتجاورها دول أفقر، وأكبر سكاناً، وجيوشها أكبر كثيراً، ولديها معها خلافات إثنية أو أيديولوجية أو مذهبية مثل إيران والعراق في عهد صدام حسين، ولقد ازدادت كثافة الوجود الغربي العسكري في المنطقة خلال الحرب العراقية-الإيرانية في الثمانينيات ثم بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وتملك الولايات المتحدة العدد الأكبر من القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، فيما تضم الكويت أكبر عدد من الجنود الأمريكيين في الخليج، وتضم قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخارج وهي قاعدة العديد، فيما يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين.
البحرين: مقر الأسطول الخامس الأمريكي
يقع الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يشرف على منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، في منطقة “الجفير”، شرق العاصمة البحرينية المنامة، ويضم أكثر من 7000 جندي أمريكي. كما تستضيف قاعدة الشيخ عيسى الجوية بالجزيرة طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع ومركز عمليات للقوات الخاصة الأمريكية. تعتبر الولايات المتحدة البحرين “حليفاً رئيسياً من خارج الناتو”.
ويعتبر تأمين منطقة الخليج التي تمر عبر مياهها قرابة نصف الإمدادات النفطية للعالم، إحدى مهام الأسطول الأمريكي الخامس.
كما افتُتحت بميناء سلمان شرق البحرين في أبريل/نيسان 2018، أول قاعدة عسكرية بريطانية دائمة في الشرق الأوسط منذ عام 1971، تحمل اسم “إتش إم إس الجفير” البحرية.
الكويت: أكبر وجود بري أمريكي
أكبر عدد من الجنود الأمريكيين في الخليج، يوجد بالكويت، حيث يبلغ عددهم أكثر من 13000 جندي أمريكي، وهي المقر الأمامي للجيش الأمريكي المركزي. كما تحتفظ واشنطن بقوات ومعدات في قاعدتين جويتين وقاعدة بحرية في البلاد، حسبما ورد في تقرير لوكالة أسوشييتد برس “AP” الأمريكية.
وهناك العديد من المعسكرات الأخرى التي تستضيف قوات أو معدات أمريكية منفردة أو ضمن قوات متعددة الجنسيات.
وكانت الكويت عقدت اتفاقاً مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1987، تقوم بموجبه الثانية بحماية 11 ناقلة نفط كويتية تعرضت للتهديد من جانب قوات البحرية الإيرانية فيما سُمي بـ”حرب الناقلات”.
وفي عام 1991 (بعد الغزو العراقي) وقَّعت الكويت مع أمريكا اتفاقية للتعاون الدفاعي، تقدِّم الكويت بمقتضاها تسهيلات واسعة للقوات الأمريكية، كما توفر لها قواعد تمركز جوية وبرية، ومستودعات تخزين للمعدات والعتاد.
يستضيف مطار الكويت الدولي أيضاً أكبر نقطة لوجستية جوية إقليمية للجيش الأمريكي. تتمركز هناك نحو 2200 مركبة تكتيكية أمريكية مقاومة للألغام.
السعودية: نهاية رسمية للوجود الأمريكي
أنهت السعودية الوجود العسكري الأمريكي في أبريل/نيسان 2003، بانتقال القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية من قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية إلى قاعدة العديد في قطر، وذلك بالاتفاق مع الجانب السعودي، وبقي عدد محدود من الجنود في إطار مهام التدريب والتعاون العسكري.
ولكن في عهد ترامب، قال مسؤولون أمريكيون إن الطائرات المقاتلة وصواريخ الدفاع الجوي وربما أكثر من 500 جندي أمريكي سيعودون إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في الرياض، بسبب التوترات مع إيران، ساعدت قوات العمليات الخاصة الأمريكية القوات السعودية على طول حدودها مع اليمن.
وتستضيف السعودية على أراضيها حالياً قوات من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تشارك فيه عدة دول بقيادة السعودية.
قطر.. قاعدتان أمريكيتان وواحدة تركية
تضم قطر 3 قواعد، منها اثنتان لأمريكا، وقاعدة لتركيا.
قاعدة العديد
تقع على بُعد 30 كم جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، وتعد أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج، وواحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج.
ويتمركز بها نحو 11 ألف عسكري أمريكي، غالبيتهم من سلاح الجو، وتضم القاعدة المقرات الرئيسية لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ 379 للبعثات الجوية.
كما تضم قاعدة العديد أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج بطول 5 كيلومترات.
قاعدة السيلية
تقع جنوب الدوحة، تم افتتاحها عام 2000، وكانت مركزاً للقيادة الوسطى الأمريكية في أثناء الحرب على العراق عام 2003، وتستخدم كمستودع للمعدات العسكرية.
القاعدة التركية
جرى إقامة قاعدة عسكرية تركية بقطر، ونشر قوات برية تركية بها، ضمن اتفاقية تعاون عسكري وقعها البلدان في 19 ديسمبر/كانون الأول 2014، وصدَّق البرلمان التركي عليها في يونيو/حزيران 2017، بعد فرض أربع دولة عربية حصاراً على قطر.
وتتيح الاتفاقية إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.
ومراراً، أعلنت أنقرة أن الهدف من قواتها في قطر هو تعزيز أمن المنطقة كلها.
الإمارات. ثلاث قواعد غربية ورابعة صينية محتملة
الإمارات:
تستضيف الإمارات قواعد لثلاث دول هي أمريكا وفرنسا وأستراليا وبيانها كالتالى:
قاعدة الظفرة
على الإجمال تستضيف الإمارات 5000 عسكري أمريكي، كثير منهم في قاعدة الظفرة الجوية بأبوظبي، مركز الوجود الرئيسي للقوات الأمريكية في الإمارات، حيث وجدت فيها قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، وتتمركز بها طائرات أمريكية مسيَّرة وطائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35. كما تحتفظ البحرية الأمريكية بقاعدة صغيرة في الفجيرة على خليج عُمان.
كما أن الجيش الأمريكي له قوات كذلك في ميناء “جبل علي” الذي تستخدمه قوات المارينز، ويعد أكبر ميناء لرحلات البحرية الأمريكية خارج أمريكا.
القاعدة الفرنسية. معسكر السلام
يعد معسكر السلام أول قاعدة عسكرية فرنسية بحرية دائمة بمنطقة الخليج، تم تدشينها في ميناء زايد بأبوظبي عام 2009، وينتشر نحو 700 عسكري فرنسي في الإمارات.
وتُؤوي أبو ظبي الوجود العسكري الفرنسي الوحيد خارج البلاد باستثناء إفريقيا.
قاعدة المنهاد الجوية – قوات أسترالية
قاعدة المنهاد الجوية تقع على بُعد 24 كيلومتراً جنوب دبي، وتضم قاعدة أسترالية تُعرف باسم “معسكر بايرد”، تمركزت فيه القوات الأسترالية بعد انسحابها من العراق عام 2008، بقوات دائمة بلغت 500 جندي، استخدمت القوات الأسترالية القاعدة في عمليات الإجلاء التي نفذتها من أفغانستان في صيف 2021.
وهناك تقارير غربية عن اعتزام الصين بناء قاعدة سرية في الإمارات.
العراق: أمريكا أعلنت انسحابها ولكنها ما زالت موجودة بجوار إيران
كان للولايات المتحدة نحو 5000 جندي بالعراق في أعقاب الحرب ضد تنظيم داعش، ولكن بعد اغتيال القوات الأمريكية لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، طلب البرلمان العراقي سحب القوات الأمريكية من البلاد، وأنهت الولايات المتحدة رسمياً مهمتها القتالية الأخيرة بالعراق في ديسمبر/كانون الأول 2021. ولكن لا يزال 2500 جندي أمريكي في البلاد، يقدمون التدريب والمشورة والدعم لقوى الأمن الداخلي في عمليات مكافحة داعش.
في مناسبات متعددة بالعام الماضي، أشارت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى أنه لا توجد خطط لسحب هؤلاء الجنود غير المقاتلين في أي وقت قريب.
لدى إيران عدة منشآت ومنشآت عسكرية محتملة بالعراق يُعتقد أنها توجد في بغداد والأنبار ومحافظة صلاح الدين، إلى جانب النفوذ الكبير للحشد الشعبي الموالي لها.
يعتقد أن هناك أكثر من 5000 جندي تركي ينتشرون حالياً في كردستان العراق وفي بعشيقة، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية العراقية وتقع شرقي الموصل، بهدف تأمين الحدود ضد حزب العمال الكردستاني، بحسب ما نقله موقع Al-monitor عن أرزو يلماز، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة هامبورغ الألمانية.
كما دربت تركيا مقاتلي البيشمركة الكُردية ومقاتلين عراقيين آخرين لمحاربة تنظيم داعش.
وأعلنت تركيا في عام 2021 عزمها بناء قاعدة في متنيا في كردستان العراق، وهي منطقة قريبة من جبال قنديل على الحدود الإيرانية العراقية، والتي تعد معقل حزب العمال الكردستاني.
سوريا: وجود عسكري لمجموعة كبيرة من الدول
هناك وجود للقوات الأمريكية بمناطق عدة في شمال وشرق البلاد، ويُعتقد أن لدى الولايات المتحدة قاعدة عسكرية قرب الكسوة في البوكمال وعدة منشآت في 3 محافظات مختلفة، وهناك الوجود العسكري التركي في منطقتين تسيطر عليهما المعارضة الحليفة لأنقرة.
ويُعتقد أن هناك ثلاث قواعد فرنسية على الأقل بالقرب من عين العرب، وصرين وعين عيسى، كجزء من عملية دعم ما تعرف بالإدارة الذاتية الكردية التي يسيطر عليها حزب الشعوب الديمقراطية الكردي المنبثق عن حزب العمال الكردستاني.
هناك وجود عسكري إيراني كثيف في سوريا، سواء عبر وجود قوات ومستشارين إيرانيين أو عبر القوات الشيعية العراقية واللبنانية في البلاد، كذلك القوات السورية التابعة لطهران، في بعض الأوقات كان يُعتقد أن عدد أفراد القوات الشيعية التابعة لإيران أكثر من 80 ألف مقاتل بسوريا في ذورة الحرب.
وتعتبر قاعدة “الإمام علي” في دير الزور بشرق البلاد أكبر القواعد الإيرانية في سوريا، وتضم مستودعات كبرى وأنفاقاً سرية، وسبق وأن تعرضت لضربات جوية إسرائيلية، وأخرى من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتق أن بها صواريخ باليستية.
الوجود الروسي وصل في بعض الأوقات إلى أكثر من 63 ألف جندي روسي انتشروا في سوريا، ومن غير الواضح عدد الذين يتمركزون حالياً هناك.
موسكو لها وجود كبير في كل مناطق سوريا، ولكن هناك قاعدتان مركزيتان هما قاعدة بحرية في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بُعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وقاعدة جوية في حميميم بمحافظة اللاذقية غرب سوريا. تم استخدام الأخيرة من قِبل القوات الجوية الروسية منذ أن تدخلت روسيا عسكرياً لتوفير الدعم الجوي للقوات السورية والميليشيات الشيعية ضد المعارضة في سبتمبر 2015.
قاعدة حميميم الجوية في غرب سوريا، محمية بأنظمة الدفاع الصاروخي S-300 وS-400، وتسيطر روسيا على الأجواء في معظم سوريا.
تركيا: قاعدة انجرليك تحوي أسلحة نووية
الدفاع عن الجناح الجنوبي لحلف الناتو هي المهمة الأساسية لقاعدة انجرليك التركية الواقعة، بجنوب البلاد، التي تستخدمها القوات التركية والأمريكية وأحياناً بعض الدول الحليفة لأنقرة.
أظهر تاريخ القاعدة الجوية الطويل أهميتها الكبيرة من سنوات الحرب الباردة إلى الفترة المضطربة الحالية في الشرق الأوسط، حسب موقع قناة TRT world التركي.
لم تسمح تركيا مطلقاُ للقوات الجوية الأمريكية بوضع أسراب جوية مقاتلة بشكل دائم في إنجرليك، حسب موقع فيدرالية العلماء الأمريكيين “FAS”
وإلى جانب المهام العسكرية العادية، تستضيف قاعدة إنجرليك ما لا يقل عن 50 قنبلة نووية من طراز B61 في حظائرها، تمثل نحو ثلث القوة النووية الأمريكية الموجودة في أوروبا، مما يدل على أهميتها الاستراتيجية لواشنطن وحلف شمال الأطلسي.
وتركيا عضو في مبادرة المشاركة النووية للناتو والتي تتيح للأعضاء الذين يستضيفون رؤوس نووية على أراضيهم استخدامها في حال الحرب للدفاع عن أنفسهم، ولدى طائرات إف 16 التركية قدرات على إطلاق الأسلحة النووية.
وقبل بضعة أعوام، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن أنقرة قد تغلق قاعدة إنجرليك الجوية ومحطة رادار كوريجيك التي تستضيف قوات ومعدات عسكرية أمريكية وضمن ذلك رؤوس حربية نووية، بسبب فرض واشنطن عقوبات على تركيا إثر شرائها أنظمة صواريخ إس 400 الروسية.
وكانت تركيا قد حدَّت في السابق من استخدام الولايات المتحدة لقاعدة إنجرليك، رداً على فرض واشنطن حظراً على الأسلحة وتجميد المساعدات لأنقرة بسبب تدخلها العسكري في قبرص لحماية الأتراك القبارصة بعد انقلاب في قبرص كان يهدف إلى ضم البلاد لليونان عام 1974.
ليبيا: 10 قواعد
هناك الآن 10 قواعد عسكرية في ليبيا مسيطر عليها كلياً أو جزئياً من قِبل القوات الأجنبية بالبلاد، في عام 2020، حسب الأمم المتحدة.
ويشمل الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا، وجوداً للمرتزقة الروس في عدد من المناطق، أبرزها في سرت والجفرة، وكانت لديهم طائرات ميغ 29 في بعض الأوقات، وهناك قواعد إماراتية، أهمها قاعدة الخادم، ويُعتقد أن هناك وجوداً عسكرياً مصرياً أيضاً. كما توجد القوات التركية في مصراتة وطرابلس في بعض الأوقات، حيث كانت تدرب قوات حكومة الوفاق في مصراتة وتساعد في تشغيل الطائرات المسيرة، كما يعتقد أنها كانت تتواجد في قاعدة الوطية بغرب طرابلس. كما يوجد في البلاد مقاتلون سوريون ساعدت أنقرة على نقلهم؛ لدعم قوات حكومة الوفاق.
تونس: قاعدة أمريكية للطائرات المسيرة
إضافة إلى وجود قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، يعتقد أن الولايات المتحدة لديها قاعدة لتسيير الطائرات المسيرة في تونس.
تم نشر هذه الطائرات بدون طيار غير المسلحة التي يستخدمها ما يقرب من 70 عميلاً أمريكياً، في تونس أواخر يونيو/حزيران 2016؛ ووفقاً لما نقلته صحيفة واشنطن بوست، عن مصدر حكومي أمريكي.
وكان الهدف من إرسال هذه الطائرات مساعدة القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً في ذلك الوقت، على مواجهة قوات داعش في مدينة سرت، وبموافقة الحكومة التونسية.
نظام دولى متصدع
وإذا استمرت الدول الغربية فى موقفها الحالى دون تغيير من استهداف قطاع غزة وتجويعه ، فإن التكلفة لن تكون فقط فى فلسطين، ولكنها ستكون فى شكل انفجارات مدوية على جميع الأصعدة فى الشرق الأوسط وخارج الشرق الأوسط، فمزيد من العنف والدماء والحروب الأهلية والإرهاب سيكون فى انتظار هذا النظام العالمى المتصدع بشكل قد يقودنا إلى حروب قد تتخطى المنطقة وقد تصل إلى ما يشبه حرب عالمية ثالثة.