صمود بطولي للفرق الطبية بغزة.. إشادة من وزراء الصحة العرب
كتبت: مونيكا عياد
أشاد وزراء الصحة العرب بالفرق الطبية في قطاع غزة من صمود بطولي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم والتحديات الكبيرة التي يوجهونها، مؤكدا على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، محذرا من التداعيات الإنسانية والصحية الكارثية مع استمرار هذه الإبادة الجماعية.
تحديات البقاء على قيد الحياة
وأوضح المجلس أن هناك مرضى في وحدات العناية المركزة في قطاع غزة ، يعتمدون على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة ومرضى يخضعون لغسيل الكلى ومواليد في الحضانات والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل وغيرهم، والتي تعد انتهاكا صريحا وصارخا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين لعام 1949.
وحمل المجلس، المجتمع الدولي مسؤولية المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل وطالبه بالعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لضمان نفاذ وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إعمالا واحتراما لقواعد القانون الدولي الإنساني.
مطالبات للمجتمع الدولى
كما طالب المجلس، المجتمع الدولي بالكف عن الكيل بمكيالين والضغط على القوى القائمة بالاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة، وحماية المدنيين والفرق الصحية والمنشآت الصحية ومراكز الإيواء ودور العبادة، والسماح بشكل فوري وعاجل بإدخال الوقود للمستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف.
جاء ذلك في بيان لمجلس وزراء الصحة العرب عقب اجتماع دورته غير العادية، اليوم الخميس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، برئاسة وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي، رئيس الدورة الحالية للمجلس وذلك بدعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية( قطاع الشؤون الاجتماعية – الامانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب)، لبحث الموضوعات الصحية المقرر رفعها إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية القادمة في الجمهورية الموريتانية الإسلامية.
إدانة وتحذير
وأدان مجلس وزراء الصحة العرب بأشد العبارات جرائم الحرب والمجازر الوحشية المستمرة في قطاع غزة التي أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 8720 شهيدا وأكثر من 22 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين بنسبة 73%، وتدمير أكثر من 177.781 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى مئات المفقودين.
وحذر المجلس من جرائم الحرب الإسرائيلية المتكررة وتهديداتها بإخلاء المستشفيات في شمال غزة التي يوجد بها آلاف المرضى والإجلاء القسري للمرضى والعاملين الصحيين، هذا بالإضافة الي استهداف الفرق الطبية وأماكن الإيواء التي يلجأون إليها هرباً من القصف الإسرائيلي المتواصل، ودون أي اكتراث بالأرواح التي تزهق.
واستنكر المجلس، استمرار العدوان الإسرائيلي استهداف المباني السكنية للمدنيين وتدمير البنية التحتية الأساسية وفرض قيود على مقومات وموارد الحياة الأساسية من المياه وإدخال الأدوية والكهرباء والوقود الذي يؤدى إلى وقوع خسائر كارثية بالأرواح في صفوف المدنيين.
وأشاد المجلس بما تقدمه الفرق الطبية في قطاع غزة من صمود بطولي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم والتحديات الكبيرة التي يوجهونها،مؤكدا على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومحذرا من أي محاولات لتهجيره خارجها.
وقرر المجلس توسيع دائرة التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية لحشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.
اجتماع استثنائي
وكلف المجلس الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الطلب من منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، على هامش المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف في شهر يناير 2024.
واستمع المشاركون في اجتماع المجلس إلى مداخلات وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة،ووزراء الصحة العرب حول التداعيات الصحية الخطيرة في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، والتشاور والتنسيق حول سبل فتح ممرات آمنة مستدامة لعبور المساعدات الصحية والإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني .
كما اطلعوا على تقرير وزارة الصحة الفلسطينية بتاريخ الأول من فبراير الجاري والذي أفاد بقصف الاحتلال الاسرائيلي للمناطق المجاورة لمستشفيات الشفاء والقدس في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي ومستشفى الصداقة التركي الوحيد المخصص لأمراض السرطان بالقطاع في أعقاب دعوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لأخلاء هذه المنشآت على الفور، وأيضا قصف مستشفى المعمداني،وتنفيذ الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية هجوما على عدد 118 مرفق رعاية صحية وإلحاق الضرر ب 50 سيارة اسعاف، بينها 28 سيارة خرجت عن الخدمة بشكل كامل، وكذلك تنفيذ 67 هجوما لعرقلة تقديم الرعاية الصحية و 61 حالة تتعلق بالعنف الجسدي تجاه الفرق الصحية و19حالة تتعلق باحتجاز الطواقم الصحية وسيارات الإسعاف و 12 حالة تتضمن التفتيش العسكري للكوادر الصحية.
أعداد الشهداء
وأشار التقرير إلى استشهاد 132 فردا من الكوادر الصحية وأكثر من 110 جريحا. وخروج 16 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة 51 مركز رعاية صحية من أصل 72،ونداء وزارة الصحة الفلسطينية للتبرع بالدم ومناشدة اللجنة الدولية ومنظمة الصحة العالمية بتوفير وحدات الدم من خارج قطاع غزة ومن الضفة الغربية ومن مصر.
ولفت التقرير إلى اغلاق إسرائيل( القوة القائمة بالاحتلال) للمدن والحواجز وانعدام الأمن والقيود المفروضة على الحركة والاعتداءات على القطاع الصحي في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما جعل حركة سيارات الإسعاف صعبة إضافة لعرقلة حركة العاملين في مجال الرعاية الصحية وعرقلة وصول المرضى الى الرعاية الأولية والمستشفيات بين مدن الضفة الغربية ومدينة القدس.