صحف عبرية: إذا لم تطرح إسرائيل حلا إنسانيا في غزة فإن مصر ستفعل
مصادر – بيان
فى عنوان له نقلا عن صحف إسرائيلية قال موقع «بى بى سى» : «إن لم تطرح إسرائيل حلا إنسانيا في غزة، فإن مصر ستفعل ذلك».
وأضاف “الموقع فى تقرير له نقلا عن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اقتباسا من مقال كتبه تسيفي باريل بعنوان “إن لم تطرح إسرائيل حلا إنسانيا في قطاع غزة، فإن مصر ستفعل ذلك”، حيث يستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما يبذله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من جهود حثيثة من أجل هدف رئيسي واحد، وهو تعزيز المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وما يتعرض له من ضغوط كبيرة سواء من داخل مصر أو من دول عربية أخرى للسماح بفتح معبر رفح الحدودي على مصراعيه.
ويقول الكاتب إن السيسي، خلال محادثاته مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، شدد مرارا على أشياء كان قد تحدث عنها علنا مرات عديدة، مؤكدا أن حل مشكلة غزة لن يكون على حساب مصر.
ويقول الكاتب الإسرائيلى إن مصر، من الناحية العملية، لن تستقبل لاجئين فلسطينيين، ولن تكون مصر الدولة التي تساعد إسرائيل على خلق نكبة جديدة أو القضاء على القضية الفلسطينية في ظل حرب مستعرة في القطاع.
ويضيف مؤكدا أن موقف مصر الصارم أمر مفهوم، إذ يخشى السيسي وكبار قادة الجيش المصري، الذين اتخذوا هذا القرار، من توافد الآلاف أو مئات الآلاف من اللاجئين إلى مصر، إذا سُمح بفتح معبر رفح، من بينهم نشطاء حماس أيضا، ممن قد يؤسسون قاعدة جديدة في سيناء بالتعاون مع تنظيمات إسلامية تنشط هناك، والتي تخوض مصر حربا ضدها منذ ما يزيد على عشر سنوات.
ويكشف الكاتب الإسرائيلى أن القاهرة أعلمت واشنطن أن الحل سيكون في غزة، وأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، في هذا التوقيت، هو تفعيل هدنة أو وقف لإطلاق النار لتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وكانت تقارير إعلامية غربية قد كشفت خلال الأيام القليلة الماضية أن الولايات المتحدة عرضت على مصر في الأسابيع الماضية مكافأة مالية كبيرة مقابل استقبال اللاجئين، سواء بشكل مباشر أو عن طريق إسقاط بعض ديونها أو زيادة مساعداتها العسكرية البالغة 1.3 مليار دولار.
ويعلق الكاتب الإيرائيلى قائلا إنه على الرغم من نفي هذه التقارير، إلا أنها أثارت جدلا في مصر وفي دول عربية أخرى، الأمر الذي دفع السيسي إلى إقناع القادة العرب الآخرين بأنه لا ينوي “أبدا وبأي شكل من الأشكال توطين لاجئين فلسطينيين في مصر”.
طالع المزيد:
– أستاذ علوم سياسية: مصر في قلب الصراع العربي الإسرائيلي ولم تخرج منه
– تجدد القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة
يواصل الكاتب: “ويبدو أن قوافل المساعدات ليست الوحيدة العالقة في حاجز رفح، كذلك شرعية إسرائيل لمواصلة الحرب”، بحسب تعبير الكاتب.
ويواصل: “مصر تتهم إسرائيل بعرقلة المساعدات الإنسانية وعدم تمكين جميع الشاحنات التي جرى الاتفاق عليها من دخول غزة”.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إنه بحلول يوم الثلاثاء، الماضى دخلت 657 شاحنة منذ 31 أكتوبر، وغادر غزة إلى مصر نحو 1500 شخص من حاملي الجنسيات الأجنبية أو المزدوجة.
وفي الأيام التي سبقت الحرب، كان ما بين 400 إلى 500 شاحنة تعبر يوميا إلى غزة، أي أكثر بخمس مرات من الوضع الراهن، بالإضافة إلى البضائع القادمة من إسرائيل.
كما توجد مشكلة إنسانية أخرى تتعلق بنقل المصابين إلى مصر في سيارات إسعاف تدخل عبر رفح، إذ يتطلب الأمر تصريحا وتنسيقا بين مصر وإسرائيل وفقا لقوائم جرى تسليمها إلى الجانبين وتفتيشها أمنيا.
ويقول الكاتب الإسرائيلى إن مصر تريد وضع إجراء سريع لعلاج المصابين الذين يُنقل بعضهم إلى مستشفيات في العريش أو القاهرة والبعض الآخر يجري نقلهم جوا إلى مستشفيات خارج الدولة، في الوقت الذي تبرعت فيه الإمارات بإقامة مستشفى ميداني بسعة 150 سريرا في غزة، وهي تنتظر في مطار العريش للحصول على التصاريح المناسبة، إذا منحت لها، مضيفا أن مصر تتهم إسرائيل بعرقلة المساعدات الإنسانية وعدم تمكين جميع الشاحنات التي جرى الاتفاق عليها من دخول غزة
ويوضح الكاتب الإسرائيلى أن معبر رفح الحدودي يقع تحت السيادة المصرية، بيد أن القاهرة لا تجد هذه السيادة مفيدة بشكل خاص طالما أن إسرائيل تقرر متى ومن سيمر وعدد الشاحنات والأشخاص الذين يمكنهم المرور عبره يوميا.
ويضيف الكاتب أن كل ذلك تغير عندما وصلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى السلطة، ففي فبراير/شباط العام الجاري، تدهورت العلاقات مع مصر إلى درجة أن القصر الرئاسي قطع جميع علاقاته مع مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
ويقول كاتب المقال إن العلاقة بين السيسي ونتنياهو لم تتحسن منذ ذلك الوقت، ولم يتبادل الطرفان الحديث، وحتى الآن يجري التنسيق بين إسرائيل ومصر من خلال الإدارة الأمريكية والشاباك ومسؤولي المخابرات العسكرية.
ويؤكد الكاتب الإسرائيلى كان السيسي قد أعلن أن “التحرك الإسرائيلي في غزة تجاوز حدود الدفاع عن النفس”، وتشير تصريحات كبار المسؤولين المصريين إلى أن إسرائيل لا تفهم أو لا تعترف بالضائقة السياسية والدبلوماسية التي يجب على مصر أن تواجهها نتيجة للحرب.
كما يقول الكاتب إن الخوف الآن هو أن التعاون الهش بين إسرائيل ومصر والضغوط الهائلة التي يتعرض لها السيسي ستدفعه إلى فتح المعبر من جانب واحد.
وكانت إسرائيل قد قصفت معبر رفح ثلاث مرات قبل نحو شهر في إشارة منها إلى أنها لن تسمح بنشاطه دون موافقة إسرائيلية.
بيد أنه منذ ذلك الوقت اشتدت الحاجة إلى إيجاد حل للأزمة الإنسانية، فضلا عن الضغوط العربية والدولية، وبالأخص الضغوط الأميركية لتمكين دخول المساعدات الإنسانية، ويضيف الكاتب أنه إذا أخفقت إسرائيل في تحقيق ذلك، فقد ينهار الدعم لمواصلة الحرب، وقد تستنتج مصر أن فتح المعبر بشكل مستقل يمكن أن يعزز الدعم الذي تحتاجه للخروج من المأزق.
ويختتم الكاتب تسيفي باريل مقاله بأن مصر ليست سوريا، والقوافل الإنسانية ليست قوافل أسلحة تُقصف وهي في طريقها من إيران أو من سوريا إلى حزب الله. سيُطلب من إسرائيل إظهار استجابة سريعة بشأن القضية الإنسانية قبل أن تفعل مصر شيئا حيال ذلك بمفردها.