«صرخة البراءة».. مبادرة ثقافية فى العاصمة الإيطالية للتضامن مع أطفال غزة

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما أمس الخميس 9 نوڤمبر ندوة ثقافية حول ضحايا الحروب من الأطفال بمناسبة صدور كتاب بعنوان “صرخة البراءة” للكاتب والشاعر الإيطالي فرانشيسكو تيروني والمرشح لجائزة نوبل للأدب.
حضر مناقشة الكتاب مؤلفه، وقام بتقديمه وتقديم الكتاب الناشطة في إيطاليا من أصول مصرية زينب محمد رئيسة مسجد الهدي بروما، فى حضور شخصيات من المجتمع المدني الإيطالي ونشطاء من أبناء الجالية العربية، وعدد من دعاة السلام في روما.

في ظل تفاقم الأوضاع

يأتي صدور الكتاب في ظل تفاقم الأوضاع في غزة ومايتعرض له أطفال فلسطين من مذابح وإستهدافات يوميا، وكانت أحداث غزة محور المناقشات خلال الندوة التي قام بإدارتها الصحفي طلال خريش مسؤول العلاقات الخارجية بجمعية الصداقة الإيطالية العربية التي دعت إلي الندوة ونظمتها .
بدأت الندوة بكلمة زينب محمد ورحبت فيها بالحضور معربة عن امتنانها لإختيارها لتقديم الكتاب وقالت: “أتشرف اليوم بتقديم ديوان الشاعر الكبير فرانشيسكو تيروني الذي استمتعت بقراءة قصائده التي جعلتني أطير بين جنباتها في جنات وحدائق غناء ترجمتها كلماته التي جرت في عروقها ودمائها معاني أشعاره وأحاسيسه المرهفة التي جعلتني أعود إلي سنين طفولتي البرئية والتي جاءت في وقت يمر فيه العالم بمأساة كبيرة نعيشها جميعا من خلال ما يتعرض له أطفال غزة وأطفال فلسطين الذين تفترسهم وحشية قانون الغابة وتهرسهم آلة الحرب اللعينة التي تحصد أجسادهم الضعيفة وتقطع أوصالهم وتجتث آباهم وأمهاتهم فتتركهم يتامي أو تسبب لهم العجز والألم كل لحظة وكل دقيقة تمر خلال هذه الأيام التعيسة التي نعيشها جميعا دون أن نستطيع أن نقدم لهم يدي العون”.
وأضافت: “في هذه الأيام نحتاج أن نصرخ جميعا في وجه كل الغاضبين والظالمين لنقول لهم : كفوا عن قتل مستقبل العالم كفوا أيديكم عن أحباب الله، الأطفال هم أحباب الله فإذا استمر هذا الوضع المشين لا تنتظروا من الله سوي العقاب والانتقام لأحبائه لذا علينا أن نصحوا ونتحد جميعا لإعادة صنّاع القرار في العالم إلي صوابهم قبل فوات الأوان”.

واختتمت زينب محمد كلمتها وعينيها ممتلئة بالدموع وسط تأثر الحضور بوقع كلماتها وإنصات الكاتب فرانشيسكو وتأثره بكلمات زينب.

مناقشات

ثم دارت مناقشات حول الكتاب وتوقيت صدوره، وتم توجيه بعض الأسئلة من الحضور للكاتب الذي قام بالرد عليها.

ووجّه مراسل “موقع بيان الإخبارى” سؤالا للكاتب حول عجز الأمم المتحدة عن إصدار قانون من شأنه حماية الأطفال وإبعادهم عن مناطق الصراع الساخنة والحروب وكان رد الكاتب أنه إذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن حماية كافة المدنيين من التعرض لآثار الحروب فبالتالي هى عاجزة عن حماية الأطفال أيضا .

طالع المزيد:

– إيطاليا تستبعد المهاجرين عن أراضيها وترسلهم إلى دولة مجاورة

– علي إيطاليا أن تخرج من الناتو.. هتاف المتظاهرين المساندين لفلسطين في روما

وكان للناشط محمد يسري أحد أبناء الجيل الثاني من المهاجرين العرب في إيطاليا حوارا مع الكاتب حول نظرة الأخير لما يراه يوميا من تعرض الأطفال في غزة للموت بوحشية وكان رد الكاتب أنه مستاء لما يراه يوميا من تلك المجازر بحق هؤلاء الأطفال الأبرياء وهو ما عبر عنه في كتابه وقصائده وهو أمر غير مقبول .
شهدت الندوة حضورا مميزا لعدد من ممثلي الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في إيطاليا وعلي رأسهم جمعية الأميرة شهرزاد الثقافية التي تترأسها الفنانة الصقلية فدريكا شهرزاد والسيد محمد الحلو رئيس جمعية إنقاذ فلسطين بروما والشيخ محمد بن محمد إمام مسجد الهدي والدكتور سلامة عاشور رئيس الجالية الفليسطينية السابق بروما علاوة علي مراسل ومدير مكتب بيان بإيطاليا .
وفي نهاية الندوة أهدي الكاتب جميع الحضور نسخة من الكتاب موقعة بخط يده.

من هو؟

فرانشيسكو تيروني الشاعر والكاتب هو أيضا رئيس جمعية تيروني الخيرية، ومرشح لجائزة نوبل لهذا العام، ويقوم بتمويل عدد كبير من المشاريع الخيرية من عائد الكتب التي يؤلفها.

من أشهر مؤلفاته الكتاب “صرخة البراءة” الذى تمت مناقشته فى الندوة المشار إليها آنفا، وتعد قصائده بمثابة إدانة لكل من يعتدي علي الأطفال، وجاء عرضه وتقديمه للقراء بمثابة أحد مبادرات التضامن مع أطفال غزة.