خلال المنتدي العربي للمناخ.. هيفاء أبوغزالة: تسليط الضوء على التجارب العربية الملهمة في “cop28”
كتبت: مونيكا عياد
انطلقت الدورة الثانية للمنتدى العربي للمناخ تحت شعار “الزراعة المستدامة والأمن الغذائي: معاً لتحقيق الصمود والمرونة والتنمية الاجتماعية لصغار المزارعين”، وذلك بالتعاون بين جامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) وبالشراكة مع الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، في كلمتها الافتتاحية على أهمية تعزيز التنسيق وتكثيف الجهود المشتركة في توطين القضايا المتعلقة بالمناخ والبيئة المستدامة، والاستفادة من استضافة الإمارات العربية المتحدة، لمؤتمر المناخ كوب ٢٨، وجهودها الكبيرة لضمان نجاحه وتسليط الضوء على التجارب العربية الملهمة في مجال تغير المناخ وتخفيف تأثيراته لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية إلى أن الإبادة الجماعية والتدمير الهمجي للبنية التحتية والمرافق الحياتية، ونسف المستشفيات والأحياء السكنية والملاجئ ومقرات وكالات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، يعتبر انتهاكا صارخا لحق الحياة الذي تضمنه الشرائع السماوية والنصوص الدولية لحقوق الإنسان. وبناءً على ذلك، فإنه يتطلب من المجتمع المدني العربي والدولي وجميع الشعوب مواصلة دعم الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة حقوقه وأراضيه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واشادت بجهود منظمات المجتمع المدني العربي في وضع برامجً وأنشطة تستهدف المزارعين الصغار والمزارعات العائلية في الأرياف العربية. تعمل هذه المنظمات على تعزيز قدراتهم على التحمل والمرونة من خلال تعزيز السياسات الاجتماعية الحمائية، خاصة في ضوء التقلبات والخسائر التي يمكن أن تنجم عن تداعيات التغيرات المناخية.
ومن جهته اكد الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود، رئيس مجلس إدارة برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، أن المنتدى الثاني يركز على الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، ويهدف إلى توعية تأثير تغير المناخ على القطاع الزراعي والعاملين فيه، وخاصة صغار المزارعين ومنتجي الغذاء من النساء والرجال. كما يسعى المنتدى إلى إيجاد حلول وآليات تعزز الزراعة المستدامة وتدعم صغار المزارعين وتزيد من إنتاجية الزراعة وجودتها لتحقيق الأمن الغذائي العربي.
طالع المزيد:
– انطلاق المؤتمر الدولي للأمن الغذائي بالتعاون مع جامعة الدول العربية
وأشار الأمير عبد العزيز إلى التحديات التي تواجهة تحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي معقدة، ولكن هناك أيضًا فرصًا كبيرة. وأوصى بالاستثمار الاجتماعي والاقتصادي في صغار المزارعين ومنتجي الغذاء لتحويل نقاط ضعفهم إلى نقاط قوة وإنشاء أنظمة زراعية مرنة تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات الريفية وتقليل الفقر وتحقيق التحول الريفي.
ومن جانبها أكدت الوزيرة مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن شعار المنتدى يتماشى مع التوجه والرؤية الإماراتية في الضرورة العمل على تحقيق تغيير جذري في نظم الغذاء العالمية واعتماد نظم أكثر استدامة. وأشارت إلى أن النظم التقليدية للغذاء تُسبب أكثر من 30% من انبعاثات العالم، وتُعتبر من أهم القطاعات التي تتأثر بهذه التغيرات، وتتسبب في ندرة المياه والأراضي الصالحة للزراعة وتصاحبها ظاهرة التصحر وغيرها.
أعلنت المهيري أن برنامج كوب ٢٨ للأنظمة الغذائية والزراعية يستند على أربعة أركان رئيسة وهي تعبئة جهود القادة الوطنيين على مستوى الدول، ومشاركة الجهات غير الحكومية ذات الصلة، وتوسيع نطاق الابتكار وتوفير التمويل اللازم. وقد أشادت بمبادرة الابتكار الزراعي للمناخ التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الولايات المتحدة قبل عامين، والتي تطرح الاستثمار في نظم الزراعة الحديثة، ويشارك في تلك المبادرة أكثر من 500 شريك حول العالم مع تعهدات مجموعها تصل إلى 13 مليار دولار.
يهدف المنتدى العربي للمناخ في النسخة الثانية إلى مراقبة وتقييم تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية والأمن الغذائي في العالم العربي، من خلال التركيز على المزارعين الصغار والمجتمعات الريفية في الدول العربية والنامية، وتقييم تأثير هذه التأثيرات على الأمن الغذائي وسلاسل توريد المنتجات الغذائية والثروة الحيوانية، وتقييم أفضل الآليات والأدوات التي يمكن تعزيزها للتنمية الاجتماعية للمزارعين الصغار ومنتجي الغذاء وتنمية الريف من خلال بناء القدرات لمواجهة التغيرات المناخية، وسيسعى المنتدى إلى تسليط الضوء على دور التمويل المالي للمزارعين الصغار كآلية لتعزيز التنمية الاجتماعية لهم في مواجهة التحديات المناخية، وإبراز أهمية العمل على تطوير منتجات مالية متخصصة وملائمة للمزارعين الصغار بهدف تمكينهم من البقاء في القطاع الزراعي في ظل التغير المناخي وتجنب الهجرة إلى مجالات عمل أخرى التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الغذائي في العالم العربي، وهذا يعكس دور المنظمات الأهلية العربية في برامج التخفيف والتكيف في القطاع الزراعي والأنشطة ذات الصلة، وتطوير سياسات عربية موحدة لتعزيز دور المنظمات الأهلية العربية في المجال المناخي المستجيب للتحديات التي تواجه الزراعة والمزارعين الصغار.