أنفاق حزب الله.. تهديد كبير لإسرائيل ومفاجأة محتملة

 ترجمة: أشرف التهامي.

مقدمة

لابد أن نشير أولا إلى أن هذا التقرير الذى وضعه م . يهودا كفير، وطال بيري، قبل “طوفان الأقصى” بأسابيع قليلة، وتم نشره فى موقع مركز الأبحاث الإسرائيلى “ألما”.

وصاحبا التقرير هما يهودا كفير ، الذى يعمل مهندسا مدنيا، ومديرا لمشاريع البناء والبنية التحتية، ويخدم كضابط احتياط (قائد لوحدة البناء في قيادة الجبهة الداخلية في حالات الطوارئ)، أما الطرف الثانى فهو طال بيري الذى يعمل مديرا لقسم الأبحاث في مركز “ألما”.

ومن الواضح أن “التقرير” كان يهدف إلى التحريض ضد “حزب الله” أحد التهديدات الرئيسية فى مواجهة إسرائيل، وفى وقت كانت تعتقد فيه قيادات السياسة، والجيش الإسرائيلى، أنه قد تم ردع حماس، ولم يتبق إلا حزب الله كتهديد حقيقى لإسرائيل.

وفى التالى نقدم ترجمة كاملة للتقرير الذى نشره “ألما” دون تدخلّ منا فى النص بالحذف أو الإضافة.

التقرير

صرّح نصر الله مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة أن حزب الله يعد “مفاجآت” للمواجهة القادمة مع إسرائيل، من الواضح أن كلام نصر الله كان موجهاً إلى:
1- الأذن الإسرائيلية (كجزء من الحرب النفسية والمعلوماتية) .
2- الأذن اللبنانية (كجزء من سردية الحفاظ على مكانة حزب الله باعتباره “المدافع عن لبنان”).
من المرجح أن يستخدم حزب الله الأسلحة والتهديدات والأساليب التي لم يستخدمها من قبل في صراعه المقبل مع إسرائيل لتوجيه ضربة قاسية وغير متوقعة (حتى لو كانت مقيدة ومركزة)، مما يؤدي إلى تآكل ثقة الجيش الإسرائيلي والتأثير على التصورات الإسرائيلية بين عامة الناس.
وفي رأينا أن أنفاق حزب الله المملوءة بالمتفجرات هي أحد التهديدات و “المفاجآت” المتوقعة في المواجهة المقبلة مع حزب الله.

يشكل تهديد الأنفاق طبقة أخرى من البنية التحتية تحت الأرض لـ “أرض الأنفاق” التابعة لحزب الله في لبنان، والتي تشمل :
1- أنفاق الهجوم.
2- أنفاق البنية التحتية.
3- الأنفاق الاستراتيجية.
في أكتوبر 2021، نشرنا مقالاً يتعلق بالبنية التحتية تحت الأرض لحزب الله في لبنان تحت عنوان “أرض الأنفاق”.
استخدام الأنفاق المملوءة بالمتفجرات أقل شهرة، وغير مألوفة هذه الأنفاق مليئة بالمتفجرات التي تمر تحت مجتمع أو منشأة أمنية أو موقع جغرافي حيث قد يؤدي انفجارها إلى الإضرار بالعدو.

طالع المزيد:

• «السوشيال ميديا» تقتل العقل المدبر في وحدة الأنفاق الاسرائيلية

• البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على هدنة إنسانية قصيرة بناء على طلبنا

النفق مليء بأطنان من المتفجرات ويتم إغلاقه وتفعيله في لحظة محددة.
استخدام هذه الأنفاق يسبب دمارًا كبيرًا، ونظرًا لقوتها الهائلة وموقعها تحت الأرض، فإن العبوات المتفجرة في هذا النوع من الأنفاق، على عكس القنابل أو الصواريخ التي يتم إطلاقها من الجو، لها تأثير زلزال وليس قنبلة، وبالتالي يمكن أن تدمر مجتمعًا أو منشأة بأكملها.

مثال

استخدام هذه الاستراتيجية خلال الحرب العالمية الأولى هو مثال واضح على ذلك، وقد قام الألمان والبريطانيون بحفر مئات من هذه الأنفاق تحت أرض الخصم وقاموا بتوسيع الخطوط الدفاعية، مما أدى إلى إحداث فوضى في الجانب الآخر.
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى معركة سلسلة جبال ميسينز (الأراضي الفرنسية الآن)، والتي بدأت في 7 يونيو 1917، بسلسلة من الانفجارات لتسعة عشر نفقًا من أصل ستة وعشرين تم التنقيب فيها.

وكان كل نفق يحتوي على واحد وعشرين طناً من المتفجرات. وانفجر إجمالي أكثر من 400 طن من المتفجرات. ويمكن سماع تأثير الانفجار في أماكن بعيدة مثل لندن.
وكنتيجة مباشرة للانفجار، تشير التقديرات إلى مقتل أو دفن 10000 ألماني أحياء تحت أكوام التراب، وتم أسر الآلاف من الجنود الألمان المذهولين.
كما تشتهر قرية أوفيلر لا بواسيل الفرنسية، والتي لم يبق منها أثر، باستثناء أساسات عدد قليل من المنازل، بعد أن تم حفر عشرات الأنفاق وتفجيرها تحتها أثناء المعارك.

الشرق الأوسط والحروب السرية

يستضيف الشرق الأوسط الآن غالبية الحروب السرية في العالم.

خلال الحرب على الإرهاب في سوريا، قامت جبهة النصرة وداعش ببناء الأنفاق ونشر المتفجرات لضرب المواقع العسكرية الدائمة للحكومة السورية والميليشيات التي قاتلت إلى جانبها.

الأمثلة البارزة.

أحد الأمثلة البارزة هو الهجوم على مقر المخابرات الجوية السورية في حلب، وفى هذا الهجوم فجرت قوات المعارضة كمية كبيرة من المتفجرات في نفق تم حفره بالقرب من المبنى أو تحته في 4 مارس 2015.

وتسبب الانفجار في انهيار المبنى جزئياً، وعقب الانفجار مباشرة، شن مقاتلو المعارضة هجوما بريا على المنطقة.

كما تم استخدام الأنفاق المملوءة بالمتفجرات ضد قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وفي سبتمبر 2001، انفجر نفق مملوء بالمتفجرات أسفل موقع للجيش الإسرائيلي يعرف باسم “أولد ترميت” على الحدود بين غزة ومصر، وأدى الحادث إلى إصابة ثلاثة جنود وأجبر جيش الدفاع الإسرائيلي على إخلاء الموقع مؤقتا. ووقع حادث مماثل في الموقع بتاريخ 15 ديسمبر 2003 دون وقوع إصابات.
وتعرض موقع “أورخان” العسكري للدمار في يونيو 2004 جراء انفجار مئات الكيلو جرامات من المتفجرات المخبأة تحته في نفق مملوء بالمتفجرات.

وأدى الانفجار إلى مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين.

وفي حادث آخر، تم استخدام قنبلة تحت الأرض ضد موقع JVT الاستيطاني في ديسمبر 2004، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي.

احتمال استخدام حزب الله للأنفاق المملوءة بالمتفجرات

العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية والمجتمعات المحلية على طول الحدود مع لبنان تجعل من السهل جدًا حفر مثل هذه الأنفاق المملوءة بالمتفجرات وزرع القنابل فيها حسب الرغبة.

تعتبر هذه الأنفاق أكثر صعوبة بالنسبة لأجهزة الاستشعار لاكتشاف ما إذا كانت موجودة لأنها مغلقة ولا توجد حركة داخلها.

في بعض الأحيان لا تكون هناك حاجة للحفر مباشرة تحت الهدف، ويمكن دفن المتفجرات أسفل المنطقة القريبة من الهدف.

تعمل قوة الانفجار على إبعاد الأرض والصخور القريبة من الهدف، وكذلك الهدف نفسه، التأثير مشابه للتسونامي الترابي والصخور.

مع التخطيط الصحيح، يمكن لانفجار من هذا النوع أن يغطي مبنى أو قاعدة عسكرية أو مجموعة سكانية بأكملها في طبقة سميكة من الأرض، مما يؤدي فعليًا إلى دفن الجميع تحتها.
على سبيل المثال، قد يؤدي انفجار تحت سلسلة جبال الرميم المطلة على مدينة كريات شمونة إلى انهيار أجزاء من الجبل وتعريض المواطنين ومنازلهم للخطر.
حزب الله يكثف النقاش العام والوعي فيما يتعلق بوحدة الرضوان وهدفها اختراق الجدار الحدودي واجتياح الجليل.

وكان هذا الاهتمام أكثر وضوحاً أثناء العرض العسكري الضخم الذي قام به حزب الله في الحادي والعشرين من مايو.

ومؤخراً فقط، في 12 يونيو ، صرح هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي، بأنه إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ فإن صواريخ حزب الله سوف تصل إلى تل أبيب وقوة الرضوان. سيدخل الجليل.
فهل تساعد الأنفاق المفخخة وحدة الرضوان في اختراق الجدار وتسمح لها باجتياح الجليل؟.

إن اكتشاف الجيش الإسرائيلي لأنفاق حزب الله الهجومية في ديسمبر 2018 (الأنفاق المخصصة لاستخدامها من قبل وحدة الرضوان في مهمتها لغزو الجليل) دفع حزب الله إلى إعادة التفكير في استراتيجيته.

ومن الممكن الوصول فعلياً إلى الجدار الحدودي الإسرائيلي فوق الأرض وربط المتفجرات به مع تقليل خطر التعرض المبكر للقوة العملياتية.

لكن من الناحية التكتيكية، يفضل إتلاف الجدار وسقوطه عبر نفق مخفي مملوء بالمتفجرات تحته، إما عن طريق ملء نفق موجود تحت الجدار بالمتفجرات أو استخدام نفق جديد قد يؤدي إلى تدمير الجدار (يتم التنقيب عنها في وقت كتابة هذه السطور).
وتلخيصا لتصريحات اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور، الذي تم تعيينه سابقا من قبل وزير الدفاع لدراسة موضوع الأنفاق مباشرة بعد عملية “الجرف الصامد” العسكرية في قطاع غزة، اقول بشكل لا لبس فيه إن “إسرائيل فهمت خطورة الأنفاق ولكن لم أفهم المعنى الحقيقي، لأن هناك حاجز بشري بين الفهم النظرى والعملي… وأن أدعى أنني فهمت الأهمية العملية لهذه الأنفاق بنفس الطريقة التي يفهمها الآخرون الآن، فالإجابة هي: لا “.