روسيا وإيران وبينهما إسرائيل.. خريطة النفوذ الأجنبى جنوب سورية
كتب: أشرف التهامي
مقدمة
نشر مركز جسور للدراسات العسكرية والسياسية خرائط تحليلية لمواقع القوى الخارجية جنوب سورية، ترسم النفوذ الخارجي وخاصة الإيراني على القرار السياسي والميداني في هذه المنطقة الحسّاسة والمهمة جيوسياسيا، خاصة في ظل معارك عملية طوفان الاقصى.
تقدم هذه الخرائط مشهد السيطرة العسكرية جنوب سورية، الأمر الذي يراقبه أصحاب القرار، ويحتاجه الخبراء والباحثون ضمن أدواتهم في قراءة نفوذ الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين، وتقدير تأثيرهم وأدوارهم الميدانية والسياسية، ومدى قدرتهم على إدارة مصالحهم المختلفة وتجنب التهديدات المتنوعة.
والتقرير يعبر عن رأي مركز جسور للدراسات الأمنية والعسكرية، وننشره دون تدخل منا باعتبار المعلومات الواردة به أصبحت من المصادر المفتوحة والمتاحة على شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”.
الموضوع
تخلص القراءة التحليلية للخرائط إلى أن النفوذ الروسي جنوب سورية يزداد حضوراً وينقص بحسب العلاقة الروسية مع إسرائيل المتأثرة بالحرب الروسية على أوكرانيا، وهذا الوجود الروسي العسكري يقدم نفسه للقوى الإقليمية -وفي مقدمتها إسرائيل- على أنه ضامن للاستقرار والحد من النفوذ الإيراني.
وبالتالي يتراجع هذا الدور الروسي في سياق الضغط على إسرائيل، ومن ورائها الولايات المتحدة، لكن لا يتوقع أن ينسحب الوجود الروسي بشكل كامل من جنوب سورية، ومن هذا تموضع الوسيط بين الفاعلين المحليين في المنطقة وبين الفاعلين الخارجيين فيها وفي محيطها.
في المقابل، يتوسّع النفوذ الإيراني جنوب سورية مستفيداً من تراجُع الدور الروسي، سواء بانشغال الروس في أوكرانيا أو بتراجُع حضورهم بعد سوء علاقاتهم مع إسرائيل.
تعمد القوات الإيرانية إلى إعادة التموضع والانتشار في محافظات جنوب سورية تجنُّباً للاستهداف الإسرائيلي، كما أنها توسع دائرة تجنيد المجموعات المحلية في المنطقة ليكونوا جزءاً من قواتها في الحرس الثوري وحزب الله، فضلاً عما لا يظهر في الخريطة من المجموعات العسكرية أو القوات الأمنية التابعة للجيش السوري، وهي موالية للمشروع الإيراني أو تعمل معه بناء على تقاطُع المصالح بينهما، مثل الفرقة الرابعة في الجيش السوري، ومجموعات الأمن العسكري والمخابرات الجوية.
تمهيد
أفرزت عملية التسوية التي تم التوصل إليها منتصف 2018 في الجنوب السوري الشكل العامّ لخريطة الانتشار العسكري للقوى الخارجية في المنطقة، بمحافظاتها الحدودية الثلاث، درعا والسويداء والقنيطرة.
حصلت التسوية برعاية إقليمية ودولية، كانت فيها روسيا الضامن أمام القوى الإقليمية التي تطلعت لتكون موسكو جهة موثوقة قادرة على ضبط الأمن وتأطير النفوذ الإيراني، وإبعاد التهديدات عن دول الجوار.
قامت موسكو بعد توقيع اتفاق التسوية بنشر نقاط تتبع الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب السوري، متوزعة على أرياف درعا والقنيطرة والسويداء، لكن هذا لم يمنع المجموعات العسكرية المرتبطة بإيران من النشاط في الجنوب، وإنْ كان نشاطها يتراوح بين المدّ والجذر، تبعاً للتطوُّرات السياسية التي تنعكس على المشهد السوري.
يعتبر الجنوب السوري بقعة جغرافية مهمة للفاعلين الإقليميين والدوليين المؤثرين والمتأثرين بالأحداث في سورية، مثل الأردن وإسرائيل وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تحول الجنوب السوري منذ سنوات طويلة إلى ساحات مواجهة بالوكالة بين إيران وإسرائيل، ومنفذاً للضغط على دول الجوار وصولاً إلى الخليج العربي بهدف الابتزاز لتحقيق مكاسب سياسية، وقد ازدادت أهمية هذه البقعة الجغرافية بعد اندلاع المواجهات في غزة بعد 7 أكتوبر 2023، واتجهت الأنظار إلى الجنوب السوري لرصد ما إذا كانت ستنطلق منه هجمات ضدّ القوات الإسرائيلية في الجولان.
ونظراً للأهمية البالغة لمنطقة الجنوب السوري، فقد حرص مركز جسور للدراسات على إعداد خريطة انتشار القوى الخارجية فيه، روسيا بوجودها المباشر عَبْر الشرطة العسكرية التابعة لها، وإيران بوجودها على شكل مجموعات متعددة الجنسيات تابعة مباشرةً للحرس الثوري الإيراني، ومجموعات تابعة لحزب الله اللبناني، ومجموعات محلية تتبع بشكل مباشر القيادة الإيرانية وتتلقى التمويل الكامل منها.
التفاصيل
ينتشر في محافظات الجنوب السوري (درعا والسويداء والقنيطرة) 91 موقعاً للقوى الخارجية (49 موقعاً في درعا، و15 موقعاً في السويداء، و27 موقعاً في القنيطرة).
القوات الروسية:
للقوات الروسية 9 مواقع فقط (6 مواقع في درعا و3 مواقع في السويداء ولا يوجد أي موقع في القنيطرة)، تنتشر الشرطة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الروسية في المواقع العسكرية الروسية، وهي تقوم بدوريات تفتيش وإشراف وَفْق تسوية عام 2018، إلى جانب نشاط آخر يتمثل بعمليات التجنيد التي تقوم بها الشركات الأمنية الروسية المرتبطة بوزارة الدفاع مثل شركة الصياد.
القوات الايرانية:
للقوات الإيرانية 82 موقعاً (43 موقعاً في درعا، و12 موقعاً في السويداء، و27 موقعاً في القنيطرة)، وتنتشر في المواقع العسكرية الإيرانية قوات متعددة الجنسيات بقيادة الحرس الثوري الإيراني، ومجموعات حزب الله اللبناني، وتعتمد الجهتان على تجنيد العناصر المحلية في المنطقة ضِمن صفوفهما، وتتنوع مهامّ القوات الإيرانية بين دعم قوات الجيش السوري، وحماية مستودعات السلاح والذخيرة ومنظومات الدفاع الجوي الإيرانية في المنطقة، وتنفيذ عمليات الاستطلاع والتجسس على القوات الإسرائيلية في الجولان.
طالع المزيد:
– صاروخ بركان التابع لحزب الله .. من ساحات القتال في سوريا إلى جنوب لبنان
– كيف لحرب إسرائيل في غزة أن تمتدّ إلى سورية؟
تستفيد القوى الخارجية الروسية أو الإيرانية من نفوذها جنوب سورية ضِمن أهمية المنطقة في الأمن الإقليمي، وفي الوقت الذي تُقدِّم فيه روسيا نفسها ضامناً للأمن والاستقرار والحدّ من النفوذ الإيراني، تُقدِّم إيران نفسها أنها المتحكم ميدانياً بحجم نفوذ كبير، وطبيعة انتشار واسع، وكِلا الطرفين الروسي والإيراني يستخدم ضمان استمرار الاستقرار أو التهديد بالفوضى في مفاوضاته مع دول المنطقة وأهمها إسرائيل والأردن ودول الخليج العربي، بحسب التقرير.
أولاً: مواقع القوى الخارجية في درعا
تنتشر القوى الخارجية في محافظة درعا ضِمن 49 موقعاً، 6 منها فقط للقوات الروسية، بينما 43 موقعاً للقوات الإيرانية.
تتوزع معظم مواقع القوى الخارجية في المحافظة ضِمن الثكنات والنقاط العسكرية، بعيدة نسبياً عن المناطق السكنية، بما يضمن لمواقع القوى الخارجية الحفاظ على سرية نشاطها وتحرُّك عناصرها، ولذا فإن انتشارها عادة لا يكون مرئياً للعيان، باستثناء ظهور بعض دوريات الشرطة العسكرية الروسية بين الحين والآخر في شرق المحافظة وغربها، على مقربة من الشريط الحدودي مع الأردن.
• المواقع الروسية
تُظهر الخريطة حفاظ القوات الروسية على وجودها في 6 مواقع ثابتة في درعا، وتقوم تلك القوات بمهام متعددة، منها القيام بدوريات تشمل بعض المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري، خاصة القريبة من الحدود الأردنية، بالإضافة لمحاولة توطيد العلاقة مع السُّكّان المحليين، من خلال توزيع بعض المواد الغذائية والتموينية في بعض الأحيان على مدن محددة مثل مدينة بصرى الشام والقرى المحيطة بها.
أيضاً تعقد القوات الروسية منذ عام 2018 لقاءات متكررة مع ممثلين عن المجتمع المحلي في درعا، تشمل وجهاء عشائر وقيادات سابقة في فصائل المعارضة السورية(الارهابية)، وتتكثف الاجتماعات عادة عندما تحدث توتُّرات بين قوات الجيش السوري والمجتمع المحلي، أو وجود ما يهدد استمرار اتفاق التسوية.
على الأرجح فإن حفاظ روسيا على انتشارها العسكري في درعا هدفه التأكيد على دورها الضامن لتسوية عام 2018، وبالتالي منع تصاعُد التوتر إلى درجة تنزلق فيها الأوضاع بالمحافظة إلى مواجهات جديدة بين المنتسبين السابقين لفصائل المعارضة (الارهابية)وبين الجيش السوري.
من جهة أخرى وظّفت روسيا حضورها العسكري جنوب سورية ضِمن سعيها لتطوير علاقاتها مع الأردن وبعض دول الخليج العربي وإسرائيل، فهي تدرك أهمية استمرار انتشارها في درعا حيث تتخوَّف تلك الدول من تنامي التهديدات القادمة من الجنوب السوري، مثل تصاعُد دور نشاط المجموعات المرتبطة بإيران ، وهذا يفتح المجال أمام موسكو لتعزيز اتصالاتها الدولية، من باب تقديم نفسها جزءاً من ضمان أمن الدول المجاورة لسورية.
• المواقع الإيرانية
تنتشر مجموعات تتبع حزب الله اللبناني في 17 موقعاً عسكرياً في محافظة درعا، في حين يتوزع الحرس الثوري الإيراني على 8 مواقع، كما يوجد 18 موقعاً عسكرياً مشتركاً بين الحزب والحرس الثوري.
تقوم القوات الإيرانية بمهامّ متعددة، أبرزها حماية مستودعات الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، والإشراف على تمويهها لتحاشي ضربات الطيران الإسرائيلي، بالإضافة للقيام بعمليات تنصُّت وتجسُّس، والعمل على تجنيد مقاتلين محليين في صفوف المجموعات التابعة لإيران، بما يضمن امتداد نفوذ إيران لدول جوار سورية.
أيضا تشرف القوات التابعة لإيران على شراء العقارات والأراضي في محافظة درعا وخاصةً مركز المحافظة وجانبَي الطريق الدولي بين دمشق وعمان.
وتقوم المجموعات المذكورة بدور أمني، يتمثل باستهداف قيادات سابقة في المعارضة السورية (الارهابية)المناهضين للدولة السورية.
إنّ انتشار المجموعات العسكرية المدعومة إيرانياً في درعا والجنوب السوري عموماً، يتيح لإيران ورقة ضغط مهمة ضد إسرائيل، يمكن استخدامها حال قررت تل أبيب تنفيذ تهديداتها وضرب المصالح الإيرانية وبالأخص المفاعلات النووية.
ثانياً: مواقع القوى الخارجية في السويداء
تنتشر القوى الخارجية في محافظة السويداء ضِمن 15 موقعاً، 3 منها فقط للقوات الروسية، و12 موقعاً للقوات الإيرانية.
• المواقع الروسية
تتمركز القوات الروسية في 3 مواقع في السويداء، والمهامّ التي تقوم بها مشابهة لدورها في محافظة درعا، من حيث إجراء الدوريات والتفتيش على مواقع الجيش السوري، والعمل على تعزيز العلاقة مع المجتمع المحلي.
الوجود الروسي في السويداء يوفر ميزة عسكرية، متمثلة بالقدرة على مراقبة نشاط القوات الأمريكية في قاعدة التنف المواجهة لبادية السويداء، وهذا ما يفسر قيام القوات الروسية بتدريب مجموعات تتبع الجيش السوري منتشرة بالمنطقة على استخدام الطائرات المسيَّرة ومعدّات الاستطلاع والرصد.
إلى جانب النقاط المذكورة، تمتلك روسيا نشاطاً أمنياً في السويداء، أبرزه نشاط شركة الصياد التي تقوم بعمليات تجنيد لصالح روسيا، لتوفير العنصر البشري لعمليات الحراسة والترفيق وحماية المنشآت الروسية في مناطق نفوذ روسيا داخل سورية، وخارجها مثل شرق ليبيا وشمالها، والسودان وفنزويلا.
• المواقع الإيرانية
تنتشر مجموعات حزب الله اللبناني في 8 مواقع عسكرية في السويداء، في حين يمتلك الحرس الثوري الإيراني موقعاً عسكرياً واحداً فقط، ويوجد 3 مواقع عسكرية مشتركة بين الحزب والحرس الثوري.
لا تختلف مهامّ وأهداف المجموعات المدعومة من إيران بين درعا والسويداء والقنيطرة، وتركز عموماً على عمليات تجنيد المقاتلين، وتأمين مستودعات الأسلحة الخاصة بها، وامتلاك نقاط استطلاع ومراقبة متقدمة قريبة من إسرائيل والأردن.
ثالثاً: مواقع القوى الخارجية في القنيطرة
تنتشر القوى الخارجية في محافظة القنيطرة ضِمن 27 موقعاً، جميعها للقوات الإيرانية، بعد الانسحاب الروسي من المحافظة بشكل كامل.
• القوات الروسية
كانت القوات الروسية تتمركز سابقاً في 3 مواقع عسكرية في القنيطرة، أتمت الانسحاب منها في مايو 2023، وكانت هذه المواقع في مدينة خان أرنبة، وسريَّتَيْ المعلّقة والناصرية في ريف المحافظة.
على الرغم من سحب روسيا لنقاطها العسكرية الدائمة من القنيطرة، لكنها احتفظت بنشاط الدوريات المتجوِّلة، وكان آخِر نشاط لها مطلع نوفمبر 2023، حيث جالت دورية روسية ريف القنيطرة واستقرت لنحو ساعة واحدة في سرية المعلّقة، واجتمعت مع ضباط ا الجيش السوري لنقاش مسألة إطلاق صواريخ من تلال عسكرية في ريف القنيطرة باتجاه منطقة الجولان.
• المواقع الإيرانية
تنتشر مجموعات تتبع حزب الله اللبناني في 10 مواقع عسكرية في القنيطرة، بينما يتمركز الحرس الثوري الإيراني في 5 مواقع، ويوجد 12 موقعاً عسكرياً مشتركاً بين الحزب والحرس الثوري.
يتركز الانتشار الإيراني في القنيطرة في تلال عسكرية مرتفعة تتيح لها القيام بعمليات رصد ومراقبة لمنطقة الجولان، ويمكن القول: إن هذا هو هدفها الأساسي من الانتشار في ريف القنيطرة.
تشرف المجموعات التابعة للحزب في القنيطرة على خطّ تهريب من لبنان إلى منطقة بيت جن المحاذية للقنيطرة، وإن كانت تتبع إدارياً محافظة ريف دمشق، ويتم تمرير البضائع والأسلحة من خلال هذا الخطّ.
لدى المجموعات المدعومة من إيران هامش نشاط واسع في محافظة القنيطرة دون أي ضغوطات روسية، خاصة بعد أن سحبت روسيا نقاطها من المنطقة، الأمر الذي يمكن تفسيره في سياق الضغط الروسي المتعمد على إسرائيل بعد تدهور العلاقات بين موسكو وتل أبيب في أعقاب الحرب الأوكرانية، وسماح إسرائيل لخبراء ومستشارين بدعم القوات الأوكرانية ضدّ الروسية.
إنّ خريطة انتشار المواقع العسكرية للقوى الخارجية في الجنوب السوري تُظهِر بوضوح النفوذ الكبير لإيران من خلال انتشار الحرس الثوري الإيراني ومجموعات حزب الله اللبناني، بما في ذلك العناصر المحلية التابعة لهما بشكل مباشر، فضلاً عن قوات الجيش السوري ومجموعاته العسكرية والأمنية الموالية للمشروع الإيراني أو التي تتقاطع مصالحها معه.
يمكن استنتاج عدم وجود ضغوط روسية حقيقية على إيران لتقليص نفوذها في الجنوب السوري وفقاً لما تم التفاهم عليه في تسوية عام 2018، ومن غير المستبعَد أن تجنب موسكو ممارسة ضغط على طهران هو أمر مقصود، نظراً لتدهور علاقة روسيا مع إسرائيل وتراجُع التنسيق بينهما في سورية، مقابل تعزيز العلاقة بين موسكو وطهران بعد أن قامت الأخيرة بدعم الجانب الروسي بالأسلحة وخاصة الطائرات المسيَّرة في حربها على أوكرانيا.
مع ذلك لا يبدو أنّ روسيا بصدد التخلّي عن انتشارها في الجنوب بشكل مطلق؛ لأن حضورها في المشهد يوفر لها قدرة على التفاوض لاحقاً حتى مع إسرائيل، وهي قد قامت خلال الأشهر الماضية بما يشبه عملية إعادة تموضع وَفْق حساباتها السياسية المستجدّة، من جهة أخرى فإن كثافة حضور المجموعات المرتبطة بإيران في الجنوب السوري تُظهِر مدى صعوبة مهمة إبعادها عن المنطقة، حتى لو رغبت روسيا بالاستجابة لمطالب الدول الإقليمية بذلك.
……………………………………………………………………………………………………..
رابط التقرير الأصلى:
%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9