محمد أنور يكتب: كن أنت
بيان
يتلقانا قدرنا المحتوم وهو الموت منذ لحظة المهد والقدوم إلى الحياة، لكل منا مهد يتلقاه ويصوغ أوليات وجوده، وخامات مصيره، حسب ظروف البيئة، والإمكانات المحيطة بهذا المهد، ونقطة البدء لا تهم في تقرير المصير، بقدر ما تهم طريقة السير، فمهما كانت ظروف نشأتك فعليك أن تتقبل وجودك هذه هي الخطوة الأولى الصحيحة والرابحة في سباق حياتك.
سر بوجودك في رفق وكن مقدر لنفسك مصايرك العظيمة في حفاوة وجهد كبير، لتصل إلى أيام حياتك الوارقة، إلى أيام النصر.
كن أنت بما تحوى من خيرك الكثير، وأستعدادك الهائل للتفوق، أبصر مستقبلك جيدا.. ثم أنحت لنفسك الحياة التي تريدها في حذق وإصرار وتهلل..!!
فإذا كنت نفسك وعشت حياتك، فإن كل جهودك ستتجه نحو نموذجك وتجلى قسماته، وتنمى حسناته، وتؤكد استمراره وانتصاره.. أما إذا ذهبت تقلد الآخرين، فأنت تبدد جهودك وتعاون نموذجهم هم، على الإنطلاق والانتشار..!!
أتظن أن الدنيا مسرح عرائس. أو معرض ظلال ..؟؟!
لا إن الحياة جد وتجديد.. وأنت هنا لتحيا حياتك وتعطى ثمارك، وانتبه بين أن تقلد غيرك، وأن تنقل إلى نفسك فضائل غيرك.. فأنت بالتقليد تهدم نفسك.
لا تخف أن تكون أنت أبدا.. مهما يبدو لك من غرابة مزاياك، وجدة رؤاك.. فلعلك بذرة جديدة تنطوى على نمط جديد من أنماط الحياة..!!
حاول أن تكتشف مشيئة عصرك في أعلى مراحل تطورها والتحم بها التحاما وثيقا، واحلم فستأتى أحلامك باهرة وقادرة، وستتحول إلى قرارات وحياة.
وأعلم بأن حرية روحك كفيلة بأن توصلك بين الأحياء العاملين مكانا عاليا ـ إذا عرفت كيف تستخدمها في توكيد ذاتك، وأختيار حياتك، لتتمثل في صورة إنسان جديد إنسان حقيقى معلنا أن هناك وجود قد تطور إلى حياة.. وحياة صاغها صاحبها في أحسن تقويم.