هل بدأ خريف الدولار فى منطقة الشرق الأوسط؟!

 كتب: أحمد السيد

يؤكد عدد من خبراء الاقتصاد أن هيمنة الدولار الأمريكى قد بدأت فى التراجع في منطقة الشرق الأوسط، وأنه من المتوقع أن يفقد العملة الأمريكية سيطرتها على التعاملات التجارية في العديد من الدول العربية وأفريقية خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وبشكل عام، من المتوقع أن يتراجع الاعتماد على الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ في الفترة القادمة، سواء في تنفيذ عمليات البيع والشراء، أو حتى في حجم الاحتياطات النقدية في العديد من الدول.

ماذا يحدث في الكواليس؟

يرجع تراجع هيمنة الدولار الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط إلى عدة عوامل، أهمها:

  • تراجع الاقتصاد الأمريكي: فقدان الولايات المتحدة الأمريكية ريادتها الاقتصادية العالمية، وتراجع قدرتها على جذب الاستثمارات الخارجية، أدى إلى ضعف الطلب على الدولار الأمريكي.
  • تصاعد التوترات الأمريكية مع الصين: أدت تصاعد التوترات التجارية والسياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى تزايد استخدام العملات البديلة، مثل اليوان الصيني، في التجارة بين الدولتين.
  • ازدياد النفوذ الاقتصادي للدول العربية والإفريقية: ازدادت قدرات الدول العربية والإفريقية الاقتصادية في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى زيادة رغبتها في الاعتماد على العملات المحلية أو العملات البديلة في تعاملاتها التجارية.

التحركات المصرية والسعودية

تلعب مصر والسعودية دورًا رئيسيًا في تراجع هيمنة الدولار الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط. فقد اتخذت الدولتان عدة خطوات في هذا الاتجاه، منها:

  • تشجيع استخدام العملة المحلية في التجارة بين البلدين: أعلنت مصر والسعودية عن خطتهما لتحويل جميع المدفوعات التجارية بين البلدين إلى العملة المحلية اعتبارًا من يناير 2024.
  • زيادة حجم الاحتياطات النقدية من العملات البديلة: زادت مصر والسعودية حجم الاحتياطات النقدية من اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني في السنوات الأخيرة.
  • الانضمام إلى تحالف بريكس: انضمت مصر والسعودية إلى تحالف بريكس، وهو تحالف اقتصادي يضم مجموعة من الدول الصاعدة، مثل الصين والهند وروسيا.

 بريكس

يتوقع أن يؤدي انضمام مصر والسعودية إلى تحالف بريكس إلى تعزيز استخدام العملات البديلة في التجارة بين الدول الأعضاء في التحالف. كما أن انضمام الدولتين إلى بريكس من شأنه أن يعزز نفوذهما الاقتصادي في المنطقة، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على العملات المحلية للدولتين.

الأثر المحتمل

من المتوقع أن يؤدي تراجع هيمنة الدولار الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط إلى عدة آثار، أهمها:

  • تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التجارة والتمويل: سيؤدي ذلك إلى زيادة استقلالية الدول العربية والإفريقية في مجال سياساتها الاقتصادية.
  • زيادة المنافسة بين العملات البديلة: سيؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وزيادة قيمة العملات البديلة، مثل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني.
  • زيادة استقرار الأسواق المالية: سيؤدي ذلك إلى تقليل التقلبات في أسعار صرف العملات، مما سيؤدي إلى زيادة استقرار الأسواق المالية.

طالع المزيد:

 سعر الدولار في تعاملات اليوم الخميس 30 نوفمبر 2023

ويمثل تراجع هيمنة الدولار الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط تغيرًا مهمًا في ميزان القوى الاقتصادية في المنطقة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التغير إلى زيادة استقلالية الدول العربية والإفريقية في مجال سياساتها الاقتصادية، وزيادة المنافسة بين العملات البديلة، وزيادة استقرار الأسواق المالية.

زر الذهاب إلى الأعلى